أكد وزير السياحة والآثار والحياة البرية السودانى محمد أبوزيد، أن السودان حريص على تطوير وترقية العلاقات السياحية مع مصر، مشيرا إلى توقيع اتفاقية وبرنامج تنفيذى للتعاون السياحى بين البلدين، بهدف النهوض بهذا القطاع الهام، تعزيزا للاقتصاد الوطنى، وتحقيقا لمصلحة الشعبين الشقيقين .
وقال أبوزيد، فى حوار خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط بالخرطوم، إنه شارك فى مؤتمر سياحة المدن الذى عقد مؤخرا بمدينة الأقصر، ووجد ترحيبا كبيرا من وزير السياحة المصرى وكل المسئولين والعاملين فى قطاع السياحة .
وأشار أبوزيد ، إلى أن قطاع السياحة فى السودان يشهد حراكا كبيرا خلال الفترة الحالية، مشيرا إلى وضع خطة متكاملة واستراتيجية وطنية لتطوير وترقية السياحة والمواقع الأثرية فى البلاد، تتضمن تنفيذ عدة مشروعات هامة وحيوية لهذا القطاع، من المتوقع أن تنقل السياحة فى السودان من نشاط غير منتظم، إلى سياحة منتظمة تمثل رقما مهما فى الدخل والاقتصاد القومى.
وقال إن الفضل الأكبر فى الحراك السياحى الذى يشهده السودان يرجع إلى أمين عام منظمة السياحة العالمية الدكتور طالب الرفاعى، الذى رفع تعليق عضوية السودان فى المنظمة، بعد جدولة الديون المستحقة عليه لعدم سداد قيمة الاشتراكات السنوية بالمنظمة، موضحا أن ذلك جاء عقب توقيع اتفاق مع الأمانة العامة للمنظمة، تم بموجبه جدولة الديون المستحقة على السودان، وسيتم سدادها مع الاشتراك السنوى لمدة 25 عاما، بنحو 50 ألف يورو سنويا .
وأوضح أن، منظمة السياحة العالمية هى إحدى وكالات الأمم المتحدة الخاصة بالسياحة، و تضم فى عضويتها 150 دولة، ويتبعها 6 لجان على مستوى العالم، ومن بينها اللجنة الأفريقية التى تضم السودان كعضو مراقب، بجانب عضويته فى لجنة الشرق الأوسط .
وقال إنه، بعد توقيع الاتفاقية والتزام السودان بسداد الاشتراكات والمتأخرات فى مواعيدها، تأكدت منظمة السياحة العالمية من جدية الخرطوم واهتمامها بتطوير النشاط السياحى، وتم توقيع مذكرة تفاهم بين الجانبين ، تضمنت عدة برامج عملية من بينها زيارة الأمين العام للسودان، والمساعدة فى الترويج السياحى لها، بجانب تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للسياحة والتى يعتبر أهم بنودها هو المسح الأرضى والجوى للمواقع والمعالم والمقومات السياحية السودانية .
وأضاف أنه تنفيذا لتلك البنود، قام أمين عام منظمة السياحة العالمية خلال الأسبوع الحالى بزيارة هى الأولى من نوعها للسودان، وأكد خلالها أن السودان يمتلك إمكانيات سياحية كبيرة ، سواء مادية أثرية وطبيعية ، أو معنوية ثقافية وتراثية ، وأنه سوف يبذل قصارى جهده لمساعدة الخرطوم لتحقيق نهضة سياحية والترويج لها فى هذا المجال .
وقال إن الأمين العام التقى بالرئيس عمر البشير الذى منحه وسام النيلين من الطبقة الأولى، تقديرا لجهوده فى مساعدة السودان حتى يكون بلدا سياحيا، كما بحث معه سبل تطوير العلاقات بين الخرطوم ومنظمة السياحة العالمية، تحقيقا لهذا الهدف.
وتابع أبوزيد، أن الدكتور طالب الرفاعى ، فى إطار تشجيعه للسياحة فى السودان، زار المتحف القومى وأثنى على ما يحتويه من آثار عريقة، وألقى محاضرة لطلاب كليات الآثار بجامعات سودانية، كما افتتح ورشة عمل حول الاتصالات فى زمن الأزمات فى مجال السياحة، والتى شارك فى أعمالها ممثلون عن 11 دولة أفريقية ، بجانب الوزارات والهيئات الحكومية ومنظمات المجتمع المدنى السودانية، مشيرا إلى أن الأمين العام اختتم زيارته للبلاد بحضور انطلاق مهرجان البحر الأحمر للسياحة والتسوق فى حفل كبير بمدينة بورسودان عاصمة الولاية، والذى تستمر فعالياته حتى يوم 9 من شهر يناير 2017.
وحول تفاصيل الاستراتيجية الوطنية للسياحة، أوضح أبوزيد أنه تم الانتهاء من الجولات الميدانية لعملية المسح الأرضى للمواقع السياحية، عن طريق فرق متخصصة طافت كل أرجاء السودان تقريبا ، مشيرا إلى أن هذا المسح سيكون مادة هامة لعرضها على المستثمرين فى مجال السياحة، حيث سيحدد المعالم والجوانب السياحية بطريقة علمية لأول مرة ، فضلا عن تقديم تقرير به لمنظمة السياحة العالمية ، لمساعدة السودان فى تنفيذ خطتها ، بخبراء متخصصين .
وقال إن هناك أيضا مشروع تنمية المجتمعات المحلية، وهو عبارة عن تطوير الصناعات التقليدية فى قطاع السياحة، مبرزا حصول السودان على مبلغ 100 ألف دولار من منظمة السياحة العالمية ، لتدريب سودانيين فى هذا المجال .
وأضاف أن هناك 15 مشروعا فى القطاع السياحى بالسودان ، بجانب مشروعات أخرى مميزة وذات ثقل ،سميناها ممالك وحضارات على النيل، منها ملتقى النيلين ،والصناعات التقليدية لمنظمة السياحة المستدامة لمكافحة الفقر، الذى يتكون من ورشة ومصنع ومعرض سيطوف كل الولايات، ومن شأنه خلق فرص عمل وإنتاج منتجات تقليدية تباع للسياح ، هذا بالإضافة إلى المحميات الطبيعية .
وأشار إلى اعتماد خطة لتطوير البنية الأساسية لخدمة السياحة ، خاصة فيما يتعلق بالطرق ، حيث تم اعتماد 7 طرق سياحية فى موازنة وزارة الطرق، لافتا إلى الاهتمام بإقامة المعارض والمهرجانات وورش العمل والتدريب ، لتنشيط السياحة الداخلية، مؤكدا أن تنفيذ برنامج إصلاح الدولة الذى يتبناه الرئيس عمر البشير، سوف يسهم بدرجة كبيرة فى القضاء على البيروقراطية ، والنهوض بكافة القطاعات ومن بينها السياحة .
ونوه أبوزيد بالجهود التى تقوم بها وزارة لجذب السياح إلى السودان ، ومنها الانفتاح على القارة الأفريقية وتنظيم الكثير من الفعاليات المتعلقة بهذا الشأن ، ومن بينها ورشة العمل التى عقدت بالخرطوم مؤخرا و شهدها أمين عام منظمة السياحة العالمية ، حيث شارك فيها 11 دولة من أفريقيا .
وأضاف وزير السياحة السودانى ، أنه تم توقيع اتفاقية بين الخرطوم وبكين، لتفويج السياح الصينيين إلى السودان، وتم اعتماد 38 وكالة سودانية و3231 وكالة صينية ، لاستقبال وتفويج السائحين ، مؤكدا أن ذلك يعتبر دفعة قوية للسياحة والاقتصاد فى السودان، خاصة إذا ما علمنا أن الصين صدرت للعالم فى العام الماضى 120 مليون سائح ، أنفقوا فى رحلاتهم 667 مليار دولار .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة