10 خطوات ساهمت فى نجاح معرض الشارقة للكتاب.. تطبيق نظرية "القاسمى" والتركيز على الأطفال والكبار ودعوة مثقفى العالم والتسهيل على الناشرين أبرز الأسباب.. والنتيجة أكثر من مليونى زائر

الجمعة، 18 نوفمبر 2016 04:51 م
10 خطوات ساهمت فى نجاح معرض الشارقة للكتاب.. تطبيق نظرية "القاسمى" والتركيز على الأطفال والكبار ودعوة مثقفى العالم والتسهيل على الناشرين أبرز الأسباب.. والنتيجة أكثر من مليونى زائر 10 خطوات ساهمت فى نجاح معرض الشارقة للكتاب
كتب أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

اختتم معرض الشارقة الدولى للكتاب دورته الـ35، منذ أيام قليلة، لكن مع نهاية فعاليات أحد أبرز أربعة معارض على مستوى العالم، يجب أن نقف عنده لنتأمل ونلاحظ ونعرف الدروس المستفادة من هذا الصرح الكبير، الذى لا يزال مستمرا فى التطوير منذ انطلاقه عام 1982، تحت رعاية الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى، حاكم الشارقة، خصوصا مع اقتراب معرض القاهرة الدولى للكتاب 2017، فما الذى نحتاجه حتى يكون المعرض أهم المعارض ثقافيا وعلميا، فهناك العديد من الأسباب التى أدت لنجاحه، لكننا نرصد أبرز 10 أسباب منها.

 

العملية التنظيمية

فى معرض الشارقة الدولى للكتاب تجد العملية التنظيمية تدور فى نطاق واضح، فكل فرد داخل المعرض يعرف دوره جيدا، فتشهد سلاسة فى التعاون والتسهيل وجذب الزائرين.

 

فرص كل معرض

وفى معرض الشارقة الدولى للكتاب يمتزج التراث بالثقافة والتقاليد الشعبية والفكر الإبداعى المعاصر فى توليفة متجانسة منقطعة النظير، ويقدم المعرض لعشاق القراءة فرصاً لا مثيل لها تتيح لهم اقتناء كتبهم المفضلة بأسعار مناسبة، ويتيح أيضاً أجواء مثالية للكُتّاب ودور النشر لتبادل الآراء، ومناقشة آخر التطورات، ودراسة فرص التعاون المحتملة، وفى دورته الجديدة الـ"35" هذا العام، يواصل معرض الشارقة الدولى للكتاب مد جذوره من خلال هذه مشاركة عشرات الكتاب والمفكرين والإعلاميين والشخصيات الثقافية، فى نحو 900 فعالية، تتوجه إلى أفراد الأسرة كافة، متضمنة ندوات، ومحاضرات، وأمسيات شعرية، وحفلات توقيع كتب، وعروضاً فنية ومسرحية، وورشاً تدريبية، وجلسات قرائية، والكثير غيرها.

 

هدف المعرض

لابد أن يكون لكل حدث هدف يسعى لتحقيقه، والهدف الرئيسى من المعرض هو تشجيع الناس، وبالأخص الشباب، على القراءة من خلال طرح تشكيلة واسعة من أفضل الكتب وبأسعار تناسب الجميع.

 

عقود طويلة من نشر الكلمة المقروءة

سطرت دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة برعاية وتوجيه الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى حاكم الشارقة الفصول الأولى من معرض الشارقة الدولى للكتاب عام 1982، ورغم أن هدف المعرض الرئيسى كان تشجيع النشء على القراءة، بيد أنه ساهم بغرس حب الأدب فى قلوب المقيمين فى دولة الإمارات وزوارها من الأعمار كافة، حيث طرحت بالمعرض تشكيلة كبيرة من أفضل الكتب وبأسعار فى متناول الجميع، وفى ديسمبر من عام 2014، تسلمت هيئة الشارقة للكتاب مسئولية تنظيم وإدارة معرض الشارقة الدولى للكتاب، فى خطوة ستساهم بالمحافظة على مكانته، وريادته العالمية، نظراً لكونه القلب النابض لهذه الهيئة الحكومية الجديدة، التى يتركز عملها على تشجيع الاستثمار فى الصناعات الإبداعية وزيادة حصتها، وتوفير منصة فكرية للتبادل المعرفى والفكرى والثقافى بين الشعوب والحضارات والثقافات، وتأكيد أهمية الكتاب وأثره فى نشر الوعى فى المجتمع فى ظل التطور التقنى وتنوع مصادر المعرفة، وتعزيز مكانة الإمارة على المستوى المحلى والإقليمى والدولى لاستقطاب المعنيين بقطاع الثقافة بوجه عام والنشر والطباعة والترجمة والتوثيق بوجه خاص وكتاب الطفل وغير ذلك.

 

مشاركة العديد من دور النشر

هذا ويشارك فى المعرض ما يقرب من 1681 دار نشر من 60 دولة، وتحت شعار "اقرأ أكثر"، ويتضمن المعرض العديد من الفعاليات والبرامج المتنوعة، والتى يتجاوز عددها الإجمالى 1417 فعالية يحضرها ويشارك فى تقديمها 235 ضيفاً.

 

ومع مرور الأعوام، سريعاً ما تحول المعرض الذى يمتد لأحد عشر يوماً إلى احتفالية ثقافية تشارك فيها ما يقرب من 1681 دار نشر من 60 دولة، ويحضرها أكثر من 31.2 مليون زائر من شتى أنحاء العالم، وهو ما جعل معرض الشارقة الدولى للكتاب مفخرة لدولة الإمارات العربية المتحدة، وأحد الأعمدة الرئيسية التى ارتقت بها لتصبح الآن عاصمة الثقافة فى المنطقة.

 

الكتب المعروضة

أما عن الكتب فيتم عرض أعلى الكتب جودة على مستوى العالم تملأ رفوف معرض الكتاب، حيث تمثل الكتب حجر الزاوية فى رؤية معرض الشارقة الدولى للكتاب، ولهذا ترتفع أعداد عناوينها المشاركة كل عام دون الإخلال بتوافقها مع أعلى المعايير الموضوعة على يد منظمى المعرض.

 

مخاطبة الأطفال والنشء

وعن فعاليات تخص الأطفال والنشء حدث ولا حرج، فهناك العديد من الفعاليات عدت خصيصا للطفل تساعة على الابتكار والإبداع سواء فى الموسيقى أو الكتاب أو اكتشاف الفضاء.

 

700 متطوع ومتطوعة فى خدمة زوار "الشارقة الدولى للكتاب"

يستقبلونك بوجوههم الباسمة، وثقتهم العالية، تاركين جامعاتهم، ومكاتب عملهم، بشكل مؤقت، ليقوموا بواجبهم التطوعى لخدمة الثقافة والمجتمع، فخورين بما يقدمونه من دعم ومساعدة للارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لزوّار وضيوف معرض الشارقة الدولى للكتاب، الذى تنظّمه هيئة الشارقة للكتاب، والذى تحرص إدارته على توفير أعلى مستويات الخدمة للزوار والضيوف.

 

وتوزعت جهود المتطوعين الذين تجاوز عددهم الـ700، من مختلف الأعمار والجنسيات، على كامل أرجاء المعرض، بين فعاليات الثقافة والطفل، وخدمات البحث الإلكترونى، وصولاً إلى الإرشاد والدعم، بالإضافة إلى من يقفون خلف الكواليس، الذين هم دائماً على أتم الإستعداد للتأكد من اكتمال الترتيبات التى تسبق انعقاد أى فعالية.

 

العروض الفنية

على أنغام الموسيقى الممتعة، التى انتشرت بين أروقة المعرض الواسعة، لتجدب الجمهور للبحث عنها، لتجد سيارة الغولف ذات اللون الأصفر المبهج، تحمل على متنها فرقة بهلوانية ترتدى لباس بألوان زاهية، ورسومات على وجوههم الضاحكة، لتطلب من جمهور معرض الشارقة الدولى للكتاب فى دورته الـ35 الانضمام إليهم وألتقاط الصور التذكارية، كما وامتعت فرقة سالتمبانكو إيطاليانو، جمهور المعرض بالعديد من الرقصات الاستعراضى والحركات البهلوانية، بالكرات الطائرة، والخيوط الراقصة، والتى جذبت الجمهور صغاراً وكبار من مختلف الجنسيات والثقافات، التى جمعتهم على حب الكتاب، ومشاهدت الفعاليات الثقافية والتعليمية والترفيهية.

 

ضيوف المعرض

كما ضم معرض الشارقة الدولى للكتاب هذا العام عدد كبير من الشيوف وكان أبرزهم النجم المصرى الكبير عزت العلايلى أحد كبار الحركة السينمائية فى مصر، والشاعر حامد زيد، والشاعر ناصر القحطانى اللذان سيقدمان أمسية شعرية مشتركة، ومن الإمارات: الشاعرة والروائية والتشكيلية الشيخة ميسون القاسمى؛ صاحبة "ريحانة" و"فى فمى لؤلؤة"، ومن السعودية: الشاعر والكاتب الدكتور  محمد المقرن، مؤلف "مليكة الطهر"، و"أنشودة الخريف"، و"أحدث الليل"، ومن الكويت: الشيخ ماجد الصباح أحد أهم ثلاثة أشخاص من بين أكثر الشخصيات تأثيرا فى العالم على مواقع التواصل الاجتماعى، والروائى طالب الرفاعى أحد مؤسسى المجلس الثقافى الكويتى وصاحب "ظل الشمس"، "رائحة البحر"، "الثوب"، والإعلامية أمل عبد الله، ومن الجزائر: الروائى والكاتبة المعروفة أحلام مستغانمى مؤلفة الثلاثية الشهيرة "ذاكرة الجسد" وفوضى الحواس"، و"عابر سرير"، الروائى الحاصل على جائزة الشيخ زايد للكتاب، والمتصدر قائمة البوكر العربية واسينى الأعرج.

 

أما من مصر فاستضاف المعرض الإعلامى المعروف مفيد فوزى صاحب القائمة الطويلة من البرامج الحوارية، ومؤلف كتاب "أسماء لامعة"، والإعلامى ومقدم البرامج يوسف الحسينى، والروائى محمد ربيع صاحب "عطارد"، و"عام التنين"، ومن لبنان: الشاعر والروائى شربل داغر مؤلف "القصيدة لمن يشتهيها"، و"وليمة قمر"، والروائى الذى وصلت روايته إلى القائمة القصيرة فى البوكر العربية جورج يرق، صاحب "حارس الموتى"، ومن فلسطين: الروائى إبراهيم نصر الله الحامل لمشروع الملهاة الفلسطينية فى قائمة روايته الشهيرة، زمن الخيول البيضاء، وطفل الممحاة، وغيرها من الروايات، والكاتب والقاص محمود شقير مؤلف "مرور خاطف" و"القدس وحدها هناك"، والروائى الحاصر على جائزة الرواية العربية البوكر عن روايته "مصائر" ربعى المدهون.

 

وشارك من سوريا الروائى محمود حسن الجاسم صاحب "نزوح مريم" و"غفرانك أمى"، والروائية شهلا العجيلى الحاصلة على جائزة الدولة فى الآداب من الأردن، والمرشحة فى القائمة القصيرة لجائزة الرواية العربية البوكر، ومن المغرب: الشاعر والروائى عبد النور مزين مؤلف "برق وشظايا"، الروائى طارق بكارى صاحب رواية "نوميديا" الفائزة عام 2016 بجائزة المغرب للكتاب فى فئة السرديات والمحكيات واختيرت ضمن القائمة القصيرة الخاصة بالجائزة العالمية للرواية العربية لنفس العام، ومن السودان: الصحفى والروائى حامد الناظر كاتب "نبوءة السقا".

 

وفيما يتعلق بأبرز الضيوف الأجانب استضاف المعرض أمريكا الروائية كاساندرا كلير صاحبة الرواية التى تحولت إلى فيلم "الأدوات المميتة: مدينة العظام"، المخرجة السينمائية والكاتبة هولى جولدبيرج سلون، مؤلفة "سأكون هناك"، والكاتب إيريك فان صاحب مؤلف الفيلم الشهير "جيسن بورد"، الروائية والسيناريست الشهيرة كلوديا غراى، كاتبة روايات "ستار وورز"، سيستر سولجا، ناشطة سياسية وروائية كثيرة الأسفار، من أستراليا نستضيف الكاتب السنمائى والمسرحى غريمى سيمسيون، أما من الهند، فيسشارك فى المعرض كل من: كايلاش ساتيارتى الشخصية الحاصلة على جائزة نوبل للسلام عام 2014، والممثلة الهندية الشهيرة شيلبا شتى، والممثل أرشاد وارسى، والممثل شاتروغان سينا، وغوبى كالايل، وم. ت. فاسودفان ناير، والملياردير ورجل الأعمال الشهير موكيش، والكاتب والناشط السياسى الهندى د. شاشى ثارور، والكاتب الروائية شيتان بهجت.

 

ابتكار الجديد

كما أن المعرض كل عام يبتكر شىء جديد لجذب الزوار فهذا العام قدم المعرض أحدث مبادراته، حيث قدم المعرض مبادرة جديدة وتفاعلية تحت عنوان "اقرأ لى"، وهى تتناول من خلال أكشاك مجهزة بأدوات لتسجيل الصوت، وويقوم الزائر باختيار كتاب ليقرأوه، ويتم إرسال التسجيلات الصوتية لمراكز ذوى الاحتياجات الخاصة ودور المسنين للاستفادة منها كنوع من المبادرة المجتمعية من الزوار أنفسهم".

 

المكتب الإعلامى

فكل ماسبق يتم عرضه عن طريق المركز الإعلامى على أعلى مستوى، حيث يضم مجموعة كبيرة من الصحفيين، يعملون ليل نهار، حتى يغتنموا غنيمة المعرض من إعداد للتقارير وتغطية الفعاليات وإجراء الحوارات، حيث يتم تهيئة المكتب وتسهيل مهمة الصحفيين من خلال الشركة الوطنية للاتصال العلاقات العامة، والتى تعمل بشكل جيد للترويج للمعرض على أعلى مستوى من قبل مجموعة من الجنود المتميزين.

 

النتيجة

ولهذا كله ينتج عنه خروج الدورة محملة بنجاح كل اهدافها من حيث القراءة والكتابة والاستمتاع والترفيه، ورفع الوعى الثقافى على مستوى العالم أجمع، فإذا توافرات لدى الوطن العربى هذا النموذج فحتما ستنجح كل دورات معارض الكتاب على مستوى الوطن العربى.

 

ويقول أحمد بن ركاض العامرى رئيس هيئة الشارقة للكتاب، نحن فى الشارقة نرى نتائج معادلة الشيخ الدكتور محمد بن محمد القاسمى، التى تحدثنا عنها فى بداية المعرض، واليوم نحن نحصد ثمارها، حيث زار معرض الشارقة الدولى للكتاب أكثر من 2 مليون زائر، وأكثر من مليار تفاعل على شبكات التواصل الاجتماعى، ونحصد زرع الثقافة وحصاد السنين، ونحصد صراع القوى الثقافية المختلفة، فى هذا المعرض، وفى نفس الوقت نحن نسرد الذات ونستعيد حديث الذكريات، ونقول أن الشارقة لازالت وستبقى منارة للثقافة، واليوم مشروع الثقافى فى إمارة الشارقة يترجم على أرض الواقع وحقيقة تلامس الأيام، واليوم نحن نسرد سيرة هذه المدينة وثقافتها وكل ما بها من تألق ثقافى فكرى ووهج ثقافى، كما نرى أن الشارقة والثقافة عملتان لا تفترقان، ولهذا نحن نحصد اليوم الثمار.









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة