كريمة عبود هى أول سيدة فلسطينية تقف خلف الكاميرا، تتحدى العالم الذى كان مخصصا للرجال فقط، وتلتقط العديد من الصور للعائلات والترات الفلسطينى، حتى قامت بافتتاح أول استوديو تصوير للنساء فى "بيت لحم"، لتترك لنا صورًا من أرشيفيها الذى يعود لعام 1913.
كريمة عبود يحتفى اليوم "جوجل" بميلادها، حيث ولدت فى (18 نوفمبر 1896 - 1940) بالناصرة، ووالدها هو القس سعيد عبود، تنحدر من عائلة ذات جذور لبنانية تعود إلى بلدة الخيام الجنوبية، ونزحت هذه العائلة إلى الناصرة فى أواسط القرن التاسع عشر، ونشط بعض أفرادها فى التبشير الإنجيلى.
كان لكريمة عبود دور كبير فى تلك المهنة التى كانت دخيلة على المجتمع العربى الشرقى، خاصة أن الكثير من العائلات المحافظة لم تكن تقبل بان تظهر على عدسات هذه الاختراع الغريب باستثناء بعض العائلات العريقة التى كانت تتبناها بالتصوير الجماعى وهو ما تثبته الصور القديمة لبعض عائلات القدس ويافا وحيفا وحتى غزة فى أيام الانتداب البريطانى.
فى صيف 2006، تم الإعلان عن ألبومات من تصوير كريمة عبود لدى جامع مقتنيات قديمة، وهو إسرائيلى من مدينة القدس. وتكريما لها أطلقت كلية دار الكلمة الجامعية مسابقة جائزة المصورة كريمة عبود للتصوير الفوتوغرافى.
بقيت تلك المجموعة النادرة حبيسةً عند الباحث أحمد مروات من الناصرة حتى نشرها عام 2013 فى كتاب تعاون فيه مع القس الدكتور مترى الراهب والدكتور عصام نصار، بعنوان (كريمة عبود: رائدة التصوير النسوى فى فلسطين) عن دار ديار للنشر فى بيت لحم.
ويضم الكتاب عدة دراسات منها دراسة الدكتور عصام نصار حول بدايات التصوير المحلى فى فلسطين من وحى كريمة عبود بالانجليزية وترجمته إلى العربية السيدة أليزا أجازريان.
وأشار فى دراسته إلى أن منطقة الشرق الأوسط لها جاذبية خاصة لمصورى القرن التاسع عشر حيث قدم 280 مصورا من الفرنسيين والبريطانيين والألمان والإيطاليين والأمريكيين وارتبط بعضهم ببعثات أثرية وعلمية وعسكرية خاصة أو مرافق لمنظمات مختصة بالإنجيل أو التوراة وبرع أوغست سالزمان من وزارة التربية والتعليم العام الفرنسية بتوثيق القدس وضواحيها عام 1855م بهدف التحقق من الكتابة المسمارية.
أما الدراسة الثانية كانت للباحث أحمد مروات حول قصة اكتشاف أول مصورة فوتوغرافية وجذور المصورة كريمة عبود وجمع 4 ألبومات من الصور المذيلة بخاتمها وكانت تضم صور خمس مدن فلسطينية-بيت لحم ومعالمها كقبة راحيل وطبريا وشواطئها وأسواقها وكنائسها وجوامعها والناصرة وحيفا.
أما الدراسة الثالثة للقس الدكتور مترى الراهب بعنوان كريمة عبود: المرأة خلف العدسة، حيث أشار لجذور عائلة عبود التى تعيش فى الناصرة وبيت لحم إلى منطقة مرجعيون فى الجليل الأعلى- الجنوب اللبنانى- من قرية الخيام وتنحدر من أسرة مارونية، وقصد الجد عبود مدينة بيت لحم عام 1890م وعمل مدرسا فى المدرسة الإنجليزية وتنقل بين عدة وظائف وولدت كريمة فى بيت لحم بتاريخ 13/11/1893م.
أما الجزء الثانى من الكتاب ضم مجموعة صور من البومات كريمة عبود، حيث ضم 86 صورة شخصية و22 صورة لأطفال و8 صور لقسيسين ورهبان و51 صورة نسائية وعائلية و5 صور تراثية بالزى الشعبى والأدوات التراثية بمرافقة دلال السادة والهاون والحلى والمجوهرات الفضية والشطوة-غطاء الرأس التلحمية والناصرية وثلاث صور لمناظر طبيعية من بنايات، أسواق فى الناصرة وخمس صور عائلية جماعية.