شخصيات عامة مصرية كثيرة، ظهرت على الساحة المصرية خاصة عقب ثورة 25 يناير، ليؤسسوا أحزاباً وكيانات سياسية، ليعرفهم المصريون فى الشارع ، ويثققون بهم، وإذا بالتجربة العملية تكشف أنهم غير قادرين على إدارة الكيانات أو الأحزاب التى أسسوها، فجميعها منيت بفشل ذريع جراء إدارتهم ليغادروها، ويكتفوا بدور المنظريين بل والمعارضين على القنوات الفضائية والصحف ووسائل التواصل الاجتماعى فيس بوك وتويتر، الأمر الذى يطرح سؤالاً ملحاً إن كان هؤلاء فشلوا فى إدارة كياناتهم السياسية فلماذا ينظرون إلى إدارة دولة كبيرة بحجم مصر؟
أولهم الفريق أحمد شفيق
أسس الفريق أحمد شفيق، حزب الحركة الوطنية المصرية فى 6 يناير 2013م، بعد أن عمل كرئيس حكومة تسيير أعمال عقب اندلاع ثورة 25 يناير، كما أعلن ترشحه للرئاسة فى نوفمبر 2011 .
ومن أبرز المشاركين فى تأسيس حزبه، إبراهيم درويش الفقيه الدستورى، والكاتب أنور الهوارى، والنائب السابق إيهاب رمزى، وسعد الدين إبراهيم مدير مركز ابن خلدون، والفقية القانونى شوقى السيد
و استقال "شفيق" فى يونيو 2015 من رئاسة حزب الحركة الوطنية المصرية، والتي أعلنها من مقر إقامته بالإمارات، الأمر الذى أدى لحالة من التخبط والاضطراب الداخلي بالحزب، حيث قال فى استقالته: "أود التأكيد أن استقالتي من العمل بالحزب، إنما جاءت نتيجة للظروف الصعبة، وغير الطبيعية، التي أمارس من خلالها عملي، الأمر الذي لم يتح لي أن أقدم كل إمكاناتي وخبراتي خدمة لأبناء حزبنا الناهض".
استقالات جماعية من الحزب بسبب إدارة شفيق
ولم تكن استقالة شفيق، هي الأولى ، ففى إدارته استقال أعضاء من أمانة محافظة أسيوط، وعدد من أمناء اللجان والوحدات المركزية، نتيجة عدم إشراكهم في الحياة الحزبية.
وكانت الاستقالة الثانية لأمين القاهرة، وعضو الهيئة العليا للحزب، ياسر قورة، والتي أعقبها استقالات جماعية لأعضاء أمانة القاهرة، وعدد من الأمانات الفرعية، والتي جاءت نتيجة اختلاف وجهات النظر الداخلية وعدم التوافق الفكري، إضافة إلى استقالة عدد من القيادات الحزبية، منهم الكاتبة لميس جابر، والمتحدث الرسمي لحملة الفريق شفيق الانتخابية، وعضو الهيئة العليا للحزب، كريم سالم، وأمين الحزب ببورسعيد، مجدي النقيب، وأمين الحزب بالشرقية، ماجد دياب، وأمين الحزب بدمياط طارق أصلا.
وفى سبتمبر 2015 بدأت الخلافات والانشقاقات تدب فى الحزب ، وفى أكتوبر 2015 تقدم صفوت النحاس الأمين العام لحزب الحركة الوطنية المصرية، باستقالته من منصبه كأمين عام للحزب للمرة الثانية، مشيرا إلى أن ذلك بسبب سوء إدارة الحزب.
محمد البرادعى
أسس محمد البرادعى مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبق حزب الدستور عام 2012 م، بمشاركة الطبيب أحمد حرارة والسفير سيد قاسم ، والكاتب علاء الأسوانى، و دكتور أحمد دراج .
ولم يستطع البرادعى إدارة الحزب أو تأسيس كيان إدارى قوى، فاستقال فى أغسطس 2013، على خلفية أحداث فض إعتصامى رابعة العدوية والنهضة الذى نظمته جماعة الإخوان الإرهابية، ليمنى الحزب بهزات وانقسامات متزامنة مع التغيرات السياسية الجارية في مصر، من بينها استقالات رؤسائه المتوالية، حيث تولي رئاسته 3 شخصيات بلغ متوسط مدة توليهم للمنصب 15 شهرًا فقط، منهم تامر جمعة، القائم بأعمال رئيس الحزب والذى بدأ مهام عمله أغسطس 2015، بعد استقالة الدكتورة هالة شكر الله من المنصب، بسبب خلافات داخلية بالحزب.
عمرو موسى
أسس عمرو موسى، وزير الخارجية الأسبق، والأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، حزب المؤتمر المصرى،فى سبتمبر 2012 والذى أدمج فيه 25 حزب وحركة سياسية ذات توجهات ليبرالية ويسارية، وضم أيمن نور متحدثاً رسميا ً باسم الحزب.
واستقال عمرو موسى من رئاسة الحزب بعد عام ونصف من قيادته ليتولى رئاسة لجنة الخمسين لتعديل الدستور، إلا أنه قبل استقالته لم يضع إدارة قوية أو نظام واضح للإدارة، فتولى بعدها رئاسة الحزب السفير محمد العرابى، وزير الخارجية المصري الأسبق، والذى تقدم باستقالته فى يونيو2014، ليتولى بعده الرئاسة الربان عمر المختار صميدة.
حمدين صباحى
أسس صباحى حركة "التيار الشعبى" فى يوليو 2012، مؤكداً أن الهدف منه تحقيق عدالة اجتماعية حقيقية وحقوق اقتصادية واجتماعية ولا يريد نظام رأسمالى ينهب "، وقد استقال ثلاثة أعضاء من المكتب التنفيذى للتيار الشعبى بمحافظة قنا، اعتراضا على إعلان ترشح حمدين صباحى للرئاسة.
وقالوا فى بيان:" نخشى من أن يكون حمدين صباحى مرشحا للإخوان المسلمين وأن يتحالف معهم فى الانتخابات الرئاسية كما فعل فى انتخابات 2011".
كما ترأس حمدين صباحى سابقاً رئاسة حزب الكرامة وأخفق فى إدارته، وشارك فى تأسيس تأسيس الحزب الاشتراكي العربي ، وفى نهاية عام 2004 شارك بتأسيس حركة كفاية، وكان يعتمد فى كل الأحوال على خطاب اشتراكي وشعبوي فقط.
محمد أبو الغار
أسس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي بعد ثورة 25 يناير مع ناشطين منهم عمرو حمزاوى وداوود عادل سيد، وكان المتحدث الرسمى باسم الجمعية الوطنية للتغيير ، كما أنه أحد أعضاء مجلس أمناء مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية.
واستقال "أبو الغار"، من رئاسة الحزب المصري الديمقراطي، فى سبتمبر 2015 ، مؤكدا عدم قدرته على حل الخلافات والصراعات بالحزب وقال فى نص استقالته:" ، أن تصوري لكيفية تقدم الحزب على أن تكون أيديولوجيته الواضحة هي الديمقراطية الاجتماعية، وأن يكون حزبًا كبيرًا له شعبية، ويكون له تمويل ذاتي معقول، وقد أصبح مستحيلًا في ظل الخلافات المحتدمة، وقد حاولت أقصى جهدي أن أقوم برأب الصدع وشرحت وجهة نظري للجميع عدة مرات، وبينت المخاطر الموجودة أمام الحزب".
رفعت السعيد: الوطن بالنسبة للبرادعى هو أمريكا
ومن جهته قال رفعت السعيد، رئيس حزب التجمع السابق، أن لكل شخصية ظروفها الخاصة، ولكن محمد البرادعى تحديداً فغادر من مناصبه برضاء تام، وتخلى عن كل من وثق فيه ، وهو لا يمثل الوطن بالنسبة له أى شئ فالوطن بالنسبة له هو أمريكا، فالبرادعى ليس مصرياً ومن أول يوم عرفنا البرادعى أنه مرشح أمريكا عندما رشحته أمريكا ضد مرشح مصر السفير محمد شاكر بالوكالة الدولية للطاقة الذرية، بالاضافة الى دوره فى قضية العراق والأسلحة النووية وتأييده للإخوان ومحمد مرسى.
وأضاف السعيد، بالنسبة للفريق أحمد شفيق فظروفه قد تختلف حيث سافر للإمارات ووضع على قوائم الترقب والوصول، ويمكن أن نحاسبه على دوره بعد شهر من وصوله لمصر ومعرفة ماذا سيقدم؟.