حملت الدعوة التى أطلقها إبراهيم منير نائب المرشد العام لجماعة الإخوان والأمين العام للتنظيم الدولى، للمصالحة مع السلطة فى مصر بقدر هائل من التناقض، حيث زعم أن الجماعة جادة فيما اسماه بالمصالحة، لكنه هاجم الأوضاع فى مصر بعنف فى الوقت ذاته.
إبراهيم منير: ندعو حكماء الدنيا لرسم صورة واضحة للمصالحة
وقال إبراهيم منير، فى حوار بثه أحد المواقع الإلكترونية، ردا على سؤال حول موقف الإخوان من المصالحة: "تعلمنا من ديننا ونؤمن بما جاء فى كتاب الله عز وجل، وفى سورة الأنفال بقوله تعالى "( وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ."
وأضاف منير، فى موضع آخر: "نقول ونحن جادون فليأتنا من حكماء شعبنا أو من حكماء الدنيا من يرسم لنا صورة واضحة للمصالحة، التى يعلقها البعض فى رقبة الجماعة ورقاب الفصائل الشريفة المعارضة التى تحقق السلم والأمن بكل الأمة المصرية، دون مداهنة أو خداع أو كذب على الناس.. وعندها تكون ردود الفعل"
وهاجم نائب المرشد العام لجماعة الإخوان والأمين العام للتنظيم الدولى، الأوضاع فى مصر، زاعما أنه لا يوجد جهة يمكن أن تقدم لها الجماعة التنازلات.
كمال حبيب: تصريحات منير مفككة ومضطربة ومشوشة وتعكس خوف الإخوان من تنفيذ أحكام الإعدام
الدكتور كمال حبيب، الخبير فى شئون الجماعات الإسلامية، قال إن الحوار الذى أجراه إبراهيم منير، مفككا ومضطربا ومشوشا، مضيفًا: "يبدو أن الحقيقة التى يمكن الخروج بها من هذا الحوار، خاصة أن الفريق القابض على مقادير جماعة الإخوان المسلمين من القيادات التقليدية والمؤمنة ببقاء التنظيم أو ما أطلق عليهم "التنظيميون" يعلن للمرة الأولى يسعى لمصالحة مع النظام السياسى، وأن من لا يريد هذا الخط فليذهب حيث يريد ."
وتابع حبيب: "يسعى فريق التنظيميين الذى لديه خبرة كبيرة فى التعامل مع الدولة المصرية ونظمها السياسية المختلفة إلى الحفاظ على التنظيم وفق الخط الذى يرون أنهم أمناء عليه والحاملون له، وهو خط السلمية، وخط المهادنة مع النظم حتى لو كانت مستبدة، وهم يستخدمون خطوة البحث عن طريق للمصالحة لأسباب ثلاثة فى تقديرى الأول: استخدام المصالحة كأداة لضرب التيارات الأخرى المناكفة لذلك التيار التنظيمى والقضاء عليها، إما بطردها من الجماعة أو تركها تقرر ما تريد بعيدا عن الجماعة أيضا" .
أما السبب الثانى: "إدراك تلك المجموعة ومنهم إبراهيم منير الذى يعيش فى لندن، وكان قد خاطب البرلمان البريطانى لنزع مفهوم العنف أو الانفتاح على شبكاته ونجح فى ذلك - وهو يدرك أن ترامب القادم الجديد للبيت الأبيض لن يكون كالإدارة الأمريكية الديمقراطية التى لم تنجح فى حماية الإخوان ، خاصة وأن صعود هستيريا معاداة الإسلام ومقاومة داعش والإرهاب باعتباره أولوية - على الأقل حتى الآن - سيكون لها تقديرات ضد الجماعة وربما يتخذ قرارات صعبة بشأنها .
وأوضح حبيب أن السبب الثالث لاستخدام الإخوان خطوة البحث عن طريق للمصالحة هو: "الشعور بأن موجة صعود السياسات اليمينية فى العالم قد تدفع لاحتمالات تعرض قيادات إخوانية العام القادم لمواجهة أحكام بالإعدام، ومن ثم العمل على استباق تلك الأحكام لمنع وقوعها أو تنفيذ تلك الأحكام، كما أن السجن قد ضرب بقوة قطاعات غير قليلة من المنتمين للجماعة وأسرهم وأرهقهم، وهؤلاء يبحثون عن حل يعيد لهم ما فقدوه ويحررهم من معاناة السجون و آلام الأهل وغيرها ."
هشام النجار: كلام غامض ولا يحدد مسار ويحمل أكثر من تأويل
ومن جانبه أكد هشام النجار الباحث فى شئون الجماعات الاسلامية، لـ"اليوم السابع " أن تصريحات إبراهيم منير لا تختلف عن التصريحات التى تطرحها الجماعة وقياداتها من حين لآخر،حيث اعتدنا دائما أن تخرج قيادات فى وقت الأزمات تقول كلام عاقل له أهداف محددة.
واعتبر النجار، أن الهدف من تصريحات إبراهيم منير هذه المرة، هو التغطية على الأزمة الداخلية للجماعة وحقيقة أن الإخوان لا تحرز مكسبا واحدا،لاسيما على آثر الصدمة التى تلقتها الجماعة بعد فشل فاعليات 11 نوفمبر وتأثيرها على صورة الإخوان كجماعة قادرة على الحشد.
ووصف النجار، حديث إبراهيم منير عن المصالحة بأنه غامض ولا يحدد مسار، ويمكن تأويله بأكثر من طريقة.