انطلقت شرارة "انتفاضة الأذان" فى جميع المدن الفلسطينية المحتلة وبالمدن العربية داخل الخط الأخضر وبمدينة القدس، ردا على قرار الحكومة الإسرائيلية بمنع رفع الأذان عبر مكبرات الصوت فى المساجد، حيث رفعت كنائس مدينة الناصرة وعدة مدن فلسطينية أخرى داخل الخط الأخضر الأذان رفضا لقرار الاحتلال.
كما تحدى أهل القدس المحتلة قرار الحكومة الإسرائيلية وقام مواطنون فلسطينيون فى البلدة القديمة برفع أذان العشاء أمس الجمعة، من على أسطح المنازل.
غضب عارم ضد القرار
وخرجت مظاهرات فى مدن الطيبة وكفر قاسم ورهط وبلدة كفر قنا فى الجليل داخل الخط الأخضر ضد قانون منع الأذان، ورفع المتظاهرون لافتات تندد بهذا القانون الذى اعتبروه عنصريا.
فيما أكد امام مسجد الجزار فى مدينة "عكا" الشيخ سمير عاصى أنه سيستقيل من منصبه فى حال تمرير مشروع القانون الخاص بحظر استخدام مكبرات الصوت لرفع الأذان.
وقال العاصى للإذاعة العامة الإسرائيلية، إن هذا القانون خطير جدا ولا يمكن القبول به معربا عن اعتقاده بإمكان إيجاد حلول لهذه المسالة عن طريق الحوار والتسامح كما جرى فى عكا حيث تم التوصل إلى تفاهم حول تخفيض صوت المكبرات فى ساعات الصباح الباكر.
نجل نتانياهو وراء منع الأذان
فيما كشفت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إن يائير نتانياهو، نجل رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، هو صاحب الدور المركزى فى دفع مشروع قانون منع الأذان بالمساجد فى المدن الفلسطينية المحتلة.
وكشف مسئولون إسرائيليون للقناة العاشرة بالتلفزيون الإسرائيلى، أن نتانياهو دعم التشريع بشدة بسبب إصرار نجله يائير.
وكان قد طرح نتانياهو قضية الأذان فى عدة اجتماعات، مدعيا أن أحد سكان مدينة "قيسارية" لا يمكنه تحمل ما اسماه ضجيج الأذان الصادر عن المساجد.
وأضافت الصحيفة العبرية، أن لدى يائير نتانياهو تأثيرا كبيرا على والده، وتبين ذلك فى قرارات اتخذها نتانياهو مسبقا، مشيرة إلى أن نتانياهو صرح بأنه لا يمانع من تشريع أى قانون يعمل على منع الأذان.
وكانت قد صادقت اللجنة الوزارية بالحكومة الإسرائيلية على مقترح قانون بمنع الأذان عبر مكبرات الصوت من المساجد تحت ذريعة تخفيف الضوضاء الصادرة، وأنها تتسبب فى إزعاج كل من المسلمين والمسيحيين واليهود.
ويأتى مشروع القانون الذى قدمه النائب المتطرف بالكنيست الإسرائيلى موطى يوجيف، من حزب "البيت اليهودى" المتشدد والنائب المتطرف أيضا روبرت إيلاتوف، من حزب "إسرائيل بيتنا" بعد أسبوع ونصف من تظاهر سكان مستوطنة "باسجات زئيف" بالقدس الشرقية، الذين قاموا بمحاكاة الأذان أمام مقر إقامة رئيس بلدية القدس نير بركات للاحتجاج على صوت الأذان الصادر عن المساجد فى أحياء "شعفاط" وبيت حنينا والرام.
الأذان يرفع داخل الكنيست لأول مرة
وردا على مشروع القار العنصرى، رفع النائب العربى فى الكنيست الإسرائيلى أحمد الطيبى الأذان من على منصة الكنيست الإسرائيلى، فأول مرة فى تاريخ إسرائيل، احتجاجًا على قانون منع الأذان الذى أقرته حكومة إسرائيل.
مظاهرات فى غزة
فيما نظمت حركة حماس، أمس الجمعة، مظاهرة فى مخيم جباليا شمال قطاع غزة، تنديداً بمنع الاحتلال الإسرائيلى رفع الآذان فى القدس ومساجد الداخل الفلسطينى.
وأدان النائب فى المجلس التشريعى عن كتلة حماس البرلمانية يوسف الشرافي، محاولة الاحتلال الإسرائيلى منع رفع الآذان فى القدس ومساجد الداخل الفلسطينى، معتبراً ذلك استفزازاً وتعدياً على مشاعر المسلمين.
الصلاة فى الأقصى
وفى السياق نفسه كانت قد تحدت مآذن مساجد مدينة القدس المحتلة قرار الحكومة الإسرائيلية بحظر الآذان فى مساجد المدينة وتعالت أصوات المؤذنين فى القدس خلال صلاة الجمعة .
وأذنت عشرات المساجد فى المدينة المقدسة للدعوة لصلاة الجمعة، وتوافد عشرات الآلاف من المصلين لأداء صلاة الجمعة، من بينهم 250 مصلّ من قطاع غزة، ممن تزيد أعمارهم عن 50 عاماً، خرجوا فجراً عبر حاجز "بيت حانون-إيرز" للصلاة فى المسجد الأقصى.
ومن جانبه، قال خطيب المسجد الأقصى الشيخ يوسف أبو سنينة، إن الأراضى الفلسطينية تتعرّض لأبشع سياسات الإحتلال من خلال نهب الأراضى، وهدم المنازل وشرعنة البؤر الاستيطانية التى لا يعترف بها أحد.
وأكد أبو سنينة خلال خطبة الجمعة أن الاحتلال الإسرائيلى يسعى من خلال قراره فى منع رفع الآذان فى المساجد إلى محاربة الدين والإسلام والمسلمين.
وشدد على أن الحل الوحيد للخلاص من الاحتلال وتدنيس المسجد الأقصى من قبل المستوطنين، هو وحدة الصّف والكلمة، "ففى اتّحادنا قوّة عظيمة"، مضيفا: "كنا نعتقد بأن ما يحدث فى بلاد الشام سيكون سحابة صيف، لكن استهداف الأطفال والنساء والشيوخ ما زال مستمراً، وآلة القتل وسفك الدّماء مستمرة كذلك".
يذكر أن مشروع قانون الأذان الإسرائيلى؛ ينص على حظر رفع الأذان عبر مكبرات صوت المساجد فى القدس، ويعاقب على ذلك.
ووافقت عليه لجنة التشريعات فى الحكومة الإسرائيلية، وفى حال إذا ما صادق عليه الكنيست فسيصبح قانونا سارى المفعول، رغم ما لاقاه من رفض وانتقادات داخل فلسطين وخارجها.
ويعتبر القانون حلقة جديدة ضمن مسلسل تهويد مدينة القدس، ويعتبر واحداً من أخطر قرارات إسرائيل العنصرية. ومع ذلك تنبغى الإشارة إلى أنه ليس المحاولة الأولى من نوعها فى ما يتعلق بحظر الأذان.