أكد السفير الألمانى لدى القاهرة، يوليوس جيورج لوى، أن بلاده مستعدة لدعم مصر لتنفيذ برنامج الإصلاحات الاقتصادية الجارى، مشيرا إلى أن مصر تتخذ مسارا صحيحا على هذا الصعيد.
وأضاف جيورج لوى، خلال مؤتمر صحفى عقد بمقر السفارة، اليوم الأربعاء، أنه تأثر كثيرا بعزم الحكومة المصرية على تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية. وشدد على أهمية المضى قدما فيها، موضحاً أن هذه الإصلاحات هيكلية تستغرق وقتا طويلا وقد تكون مؤلمة لبعض الفئات لكن لا بديل عن تنفيذها.
وقال السفير: إن مصر تسير على المسار الصحيح فيما يتعلق بالإصلاح الاقتصادى، مضيفا أن العديد من الإجراءات الاقتصادية التى تم اتخاذها تأخرت كثيرا، معربا عن آماله فى تنفيذ برنامج الإصلاح بشكل واضح.
وأكد السفير على عمق العلاقات الاقتصادية بين القاهرة وبرلين، مشيرا إلى أن التعاون بين البلدين ممتاز جدا فى الوقت الحالى، وهناك مشاريع جارية تدعمها ألمانيا بقيمة 1.6 مليار دولار. كما تم تخصيص مساعدات بقيمة 150 مليون يورو تم تقديمها لمصر، هذا العام، خاصة بمشروعات تهدف لتوفير فرص عمل للشباب والطاقة والمياه.
وأشار إلى أن التعاون بين البلدين على هذا الصعيد ممتاز وتقوم ألمانيا بتقديم مساعداتها لمصر وفقا للمتطلبات المصرية.
وفيما يتعلق بالاستثمار أشار إلى وجود العديد من العراقيل ومنها على سبيل المثال حظر استيراد بعض السلع مما جعل العديد من الشركات تعانى لتوقف عجلة الإنتاج. فعلى سبيل المثال واجهت بعض شركات الطيران مشكلة فى نقل إيراداتها للخارج باليورو. ومع ذلك، أكد اهتمام رجال الأعمال الألمان بشدة للعمل والاستثمار فى مصر لأنها دولة كبيرة ومهمة وذات ثقل إقليمى كبير.
وقال السفير: إن الميزان التجارى بين مصر وألمانيا غير متوازن ويجب زيادة الصادرات المصرية لألمانيا مع مراعاة المنافسة على صعيد الجودة والسعر سواء فى ألمانيا أو أنحاء أوروبا.
وجدد السفير تعليقه خلال المؤتمر على خطة الحكومة المصرية للإصلاح الاقتصادى والاجتماعى، قائلا: "لدى انطباع أن الحكومة المصرية حازمة فى مناقشة القضايا الملحة فى المجتمع كما أن الرئيس السيسى يبدى اهتماما خاصا لاستيعاب الشباب وهذا جيد".
وأشار إلى أن بعض الموضوعات لا يتم مناقشتها بجدية، فعلى سبيل المثال تواجه مصر زيادة سكنية بمقدار 2.5 مليون نسمة سنويا، أى بعد 10 سنوات سيزيد المصريون 25 مليون نسمة وهنا ينبغى على الحكومة أن تفكر كيف ستواجه هذا التحدى لاستيعاب هذا العدد الضخم.
وفيما يتعلق بالموقف السياسى الداخلى فى مصر، قال إنهم يتابعون الوضع الأمنى والاقتصادى الراهن فى البلاد، كما يتابعون التطورات على المستوى الاقتصادى والاستثمارى، حيث يجرى مناقشة القضايا على مستوى وطنى داخل مصر.
وردا على سؤال بشأن دعم بعض المؤسسات الأوروبية للإخوان، أكد السفير الألمانى أن حكومة بلاده ترفض أى شكل من أشكال العنف فى سبيل تحقيق أغراض سياسية وهذا ينطبق على جميع المؤسسات الألمانية.
وأضاف أن الحكومة الألمانية تتابع مثل هذه الأمور وتستخدم كافة الوسائل التى كفلها الدستور لحظر المؤسسات المخالفة. غير أنه أشار إلى أن البرلمان الأوروبى متنوع ولا يمكن التأثير من أحد الأطراف على طرف آخر.
كما علق على أسئلة أحد الحضور بشأن الانقسام المجتمعى، مشيرا إلى أنه أمر طبيعى فى أى مجتمع ديمقراطى، ففى ألمانيا هناك نقاشا حاميا بشأم مسألة اللاجئين.
وأكد السفير أنه لا حاجة للتحذيرات الأمنية التى تصدرها بعض السفارات لمواطنيها فى مصر، مشيرا أنهم يتابعون الوضع فى مصر عن كثب ولا داعى لاى من هذه التحذيرات.
وكشف جيورج لوى أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لديها رغبة فى زيارة مصر، لكن ليس هناك موعد محدد نظرا للموقف الحالى داخل ألمانيا. وأوضح أن الموقف الداخلى فى ألمانيا معقد بعض الشىء على المستوى الوطنى والأوروبى وحتى الدولى.
وأضاف أن ألمانيا تشهد خلال أقل من عام انتخابات على منصب المستشار، وفى ضوء هذا يصعب تحديد موعد لزيارة ميركل إلى مصر، ومع ذلك قال إنه لا يستبعد أن تقوم المستشارة الألمانية بزيارة مصر.
وأكد السفير الألمانى أهمية استقرار مصر للشرق الأوسط مشيرا الى بذل كل جهد لدعم استقرار مصر.
وتحدث خلال المؤتمر الصحفى عن العلاقات المتميزة بين مصر وألمانيا، مشيرا إلى وجود اتصالات على أعلى مستوى بين مسئولى البلدين، رافضا الاتهامات التى تم توجيهها إلى السفارة بإدخال أموال لمصر عن طريق الحقيبة الدبلوماسية، وقال إن هذا الكلام محض افتراء، وتابع: "فحصت الأمر بشكل كامل، وهذه الاتهامات كاذبة ومرفوضة."
ولفت إلى الزيارات المتبادلة بين مسئولى البلدين ومن بينها زيارة وزير الداخلية الألمانى لمصر والرد بزيارة مماثلة من قبل نظيرة المصرى، مشيرا إلى توقيع اتفاق أمنى بين البلدين وهو ذو أهمية كبيرة نظرا للظروف التى تفرضها الأحداث الجارية فى المنطقة.
وأوضح أن الإتفاق الأمنى يتضمن التعاون المكثف فى كافة المجالات الأمنية بدءا من تبادل المعلومات وصلا إلى التدريب وتتبع ومراقبة حركة الأمول. وأشار إلى أن الحكومة المصرية عازمة على مكافحة الإرهاب وهو أمر مهم للغاية.
وأكد السفير أن بلاده تدعم مصر فى حربها على الإرهاب، كما تساهم بقوات فى مناطق داخل الشرق الأوسط لمواجهة الإرهاب. كما تحدث عن الاستقرار مشيرا إلى أن الدولة مسئولة عن مواطنيها ورعاياها وعليها أن تستمع إلى ما يشغلهم وتحاول حل مشاكلهم.
وفيما يتعلق بتراجع السياحة فى مصر منذ ثورة 25 يناير 2011، أكد السفير جيورج لوى أن الحكومة الألمانية لا تفرض أى حظر على السياحة لمصر، فالسائح الألمانى حر فى اختيار الجهة التى يريد الذهاب إليها، إذ أننا فى العصر الإلكترونى حيث يمكن للجميع تفحص الأخبار واتخاذ القرار المناسب.
وأشار إلى أن بعد سقوط الطائرة الروسية إلى شرم الشيخ لم تتوقف رحلات السياح الألمان إلى مصر، إلا أنهم كانوا يتجهون إلى الغردقة ومرسى علم، لأنه صدر قرار بفصل الركاب عن الحقائب، بحيث يستقل الركاب الطائرة دون حقائبهم وترسل الحقائب فى طائرة أخرى، مما جعل البعض يعزف عن الذهاب إلى شرم الشيخ.
وقال إن مصر لديها أنواع رائعة ومختلفة من السياحة، متوقعا عودة حركة السياحة إلى طبيعتها مع استمرار الاستقرار الأمنى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة