قرأت لك.. "عرق الضفدع".. الإمبراطور أكيرا كوروساوا عملاق السينما اليابانية

الثلاثاء، 22 نوفمبر 2016 07:00 ص
قرأت لك.. "عرق الضفدع".. الإمبراطور أكيرا كوروساوا عملاق السينما اليابانية غلاف كتاب عرق الضفدع
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

صدر عن منشورات المتوسط ـ إيطاليا، كتابا بعنوان "عرق الضفدع ـ ما يشبه السيرة ذاتية" للمخرج السينمائى اليابانى أكيرا كوروساورا، وترجمه المخرج السينمائى فجر يعقوب.

 

أكيرا كوروساوا، إمبراطور السينما اليابانية وشاعرها الأكبر دون منازع، يترك لنا فى "عَرَق الضفدع" ما يُشبه سيرة ذاتية، وأسرار أفلامه اللاحقة، فالكتابة عنده غموض يابانى، تذكره بالضفدع المتروك فى علبة محاطة بداخلها بالمرايا التى تصور له تشوهات صوره، وتعددها، فيُفرز العَرَق الذى يتحول إلى نقيع مغلى، يساعد على مداواة الجروح والحروق.

 

المرايا كثيرة من حول هذا المخرج الإمبراطور الذى وقف فى مواجهة "سونى، هيتاشى، سانيو، لانسر، مازدا، كاسيو"، وكل تلك القائمة الكبيرة من الماركات التجارية التى تعتصر ذاكرة الإنسان المعاصر، فتخنقه، ولا ينز منه عَرَق يجدى، أو ينفع.

 

الزلزال الكبير الذى ضرب "كانتوسكو" ترك أثراً بالغاً فى حياتى كلها، لم أعِ قدارت القوى الظلامية للطبيعة فحسب، فقد انكشفت لى - أيضاً - جوانب غير جلية فى الروح الإنسانية، لقد غير الزلزال الكثير من الحياة حولى. الشارع القريب من "أدغوفا"، الذى كان يمر منه "الترامواى" استوى هو وموجوداته بالأرض، وظهرت جزر صغيرة فى مجرى النهر، فى حارتنا لم يك هناك تدمير، لكن معظم المنازل قد سويت على جانبى الطريق وغرقت "أدغوفا" بغيوم من الغبار، وكل شىء كان يبدو غريباً، فالشمس لا تجدى نفعاً وسط هذه الأغبرة، حل الظلام الكلى، وتحول الناس إلى أشباح، خرجت لتوها من الجحيم.

 

أكيرا كوروساوا، ولد فى عام 1910، وهو واحد من صناع السينما الأكثر أهمية وتأثيراً فى تاريخ السينما العالمية، أنجز 30 فيلماً على امتداد حياته المهنية التى امتدت لـ 57 عاماً، حين حصل على جائزة الأوسكار عن مجمل أعماله فى العام 1990، لُقب حينها بـ"آسيوى القرن – فى الفن والأدب والثقافة، توفى كوروساوا عام 1998.

 

"الإنسان عبقرى فقط عندما يحلم".. هكذا يقول أكيرا كوروساوا، الذى كان يتمتع بعقلية فذة فى كتابة السيناريوهات للأفلام، وكان من أكثر من اهتم بالتفاصيل الصغيرة داخل كادر الكاميرا وخارجها، وصاحب أكبر تأثير على هوليوود من الشرق.

 

كان والده منفتحاً على الثقافة فكان يأخذه مع أخوه الكبير "هيغو" لمشاهدة الأفلام الصامتة فأحب أفلام جون فورد كثيراً وتأثر به فيما بعد، عندما ضرب زلزال مدمر العاصمة طوكيو، أخذه "هيغو" لمشاهدة الدمار وأجبره على مشاهدة الحيوانات النافقة، ليخوض بعدها موت أخوه انتحاراً وهذا ما جعل موضوع الموت فى أفلامه مفصلاً بإنسانية بحتة.

 

تتلمذ أكيرا كوروساوا فى صغره على الرسم والفروسية اليابانية "الساموراى"، أمران جعلا أفلامه لوحات فنية خلابة عن الفروسية اليابانية، وفى سن الثامنة عشرة رُفض من جامعة الفنون فى طوكيو.

 

أما عن المترجم، فهو فجر يعقوب: سينمائى وروائى فلسطينى يعيش فى السويد، تخرج من المعهد العالى للسينما فى صوفيا - بلغاريا عام 1994، له مجموعة من الأفلام الوثائقية والروائية القصيرة التى حصلت على جوائز فى مهرجانات عدة كما له أكثر من عشرين كتاب بين الترجمة والتأليف حول شؤون النقد السينمائى، شارك كعضو لجنة تحكيم فى مهرجانات سينمائية عربية عدة، له رواية مطبوعة بعنوان "نقض وضوء الثعلب" وخمس مجموعات شعرية، ويكتب فى جريدة الحياة اللندنية فى شئون السينما والتلفزيون منذ نهايات عام 2000.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة