تواصل منظمة أوبك العالمية الترتيب لاجتماعها المصيرى المقرر عقدة فى 30 نوفمبر الجارى فى فيينا للتصويت على القرار الذى تم التوافق عليه فى الاجتماع التشاورى فى الجزائر خلال شهر سبتمبر الماضى، بتخفيض إنتاج المنظمة، إلى 32.5 مليون برميل يوميا من مستواه الحالى الذى يقارب 33.24 مليون برميل يوميا وتحديد سقف انتاج محدد لكل دولة.
ويجرى رئيس المنظمة تحركات ومشاورات مستمرة مع الدول المنتجة من داخل المنظمة أو من خارجها فى للحصول على دعم وتأكيد القرارات المقرر اتخاذها إضافة إلى تهيئة أسواق النفط العالمية لعودة الاستقرار وإنهاء حالة الشك التى تسيطر على المستثمرين بأنه لن يتوصل الأعضاء لاتفاقات وهو ما يؤدى إلى عدم الاقبال على الشراء ويزداد المعروض.
كل هذه المساعى بجانب تحركات روسيا وكافة الدول المتضررة من انخفاض أسعار النفط ستظل مجرد مناورات تؤدى إلى حالة قلق لدى التجار والمستثمرين فيقبلون على تغطية مراكز البيع فقط فترتفع الأسعار وتقترب من الـ50 دولارا للبرميل وهو ما حدث بالفعل حيث ارتفعت أسعار البترول اليوم الثلاثاء لتسجل 49.29 دولار لخام برنت و48.37 للخام الأمريكى .
حتى الآن هناك تفاؤل وترحيب من كل الدول بخفض الإنتاج وهناك تغيير فى تصريحات ومواقف إيران والعراق المتمسكين بعدم الخفض ولكن هذا الترحيب النظرى لا يعتد به على أرض الواقع، حيث إن طرفى المعادلة والقوة المسيطرة على القرارات مازالت فى حالة صدام، وهما المملكة العربية السعودية وطهران وخلال عقد الاجتماع ستتجدد الخلافات بينهما وتعود جبهات الانقسام من جديد ما بين من يقف بجانب السعودية والتى لا ترغب فى خفض الإنتاج رغم أن الصدام مع إيران سياسى وما بين من يرى ضرورى التوافق لعودة الاستقرار لأسعار النفط ودعم السوق من خلال إحداث توازن بين الإنتاج والاستهلاك.
وانخفضت أسعار النفط فى الفترة الماضية، بسبب زيادة المعروض عن الطلب لأكثر من مليون برميل يوميا، ففى النصف الأول من 2016 بلغ حجم المعروض نحو 32.5 مليون برميل يوميا، فيما كان الطلب المقدر 30.1 مليون برميل، فيما يقدر حجم العرض الحالى والمتوقع الفترة المقبلة، 33.24 مليون برميل يوميا، والطلب 32.7 مليون برميل.
وقفزت أسعار النفط فى عام 2005 بسبب الأعاصير والعوامل الجيوسياسية إلى مستوى 78 دولارا للبرميل، وارتفع سعر البترول إلى مستوى قياسى فى يوليو 2008 إلى 147 دولار للبرميل، ثم انخفضت الأسعار إلى 60 دولارا للبرميل فى أكتوبر 2008، واستمر صعودا وهبوطا قبل أن يصل فى 2013 و2014 إلى ارتفاع كبير جديد بسعر 120 دولارا للبرميل، قبل أن يبدأ رحلة الهبوط فى 7 2014، ووصل إلى أدنى مستوى له فى نهاية العام الماضى وبداية العام الحالى مسجلا 28 دولار للبرميل.
وتضم منظّمة الأوبك 12 دولة تعتمد على صادراتها النفطية اعتمادا كبيرا لتحقيق مدخولها، ويعمل أعضاء الأوبك لزيادة العائدات من بيع النّفط فى السّوق العالمية، وتملك الدّول الأعضاء فى هذه المنظّمة 40% من الناتج العالمى و70% من الاحتياطى العالمى للنّفط، وتأسست فى بغداد عام 1960.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة