بشرى جديدة لمرضى السمنة المفرطة وهى ابتكار جديد يمنع عودة المعدة للتمدد ومن ثم زيادة الوزن مرة أخرى عن طريق "تحويل المعدة المعدل" والذى جمع بين طريقة الدكتور فوبى من كاليفورنيا لتحويط معدة التحويل خارجيًا، وطريقة الدكتور سابالا من ميتشجن والذى يستعمل الجيب الصغير جدًا لتحسين النتائج.
وقال الدكتور خالد على جودت أستاذ الجراحة بطب عين شمس مؤسس الجمعية المصرية لجراحات السمنة المفرطة والرئيس الفخرى لها ورئيس المؤتمر، إن تطورات كثيرة خلال الـ50 عامًا الماضية شهدتها جراحات السمنة، وأصبح هناك أنواع كثيرة لها، من بينها تدبيس المعدة، وقص وتكميم المعدة، وتحويل المعدة، وتتفاوت تلك الجراحات فى نسب النجاح والفشل، ونظرًا لأنه بعد عدة سنوات من الجراحة ينتهى العديد من المرضى بالعودة لزيادة الوزن مرة أخرى، حيث سجلت إحصاءات الولايات المتحدة زيادة عدد حالات إعادة الجراحة بسبب الجراحات الفاشلة بنسبة 300%، ما يضطر المريض للجوء إلى الجراحة مرة أخرى، لذا يركز المؤتمر هذا العام على الجديد لتجنب فشل جراحات زيادة الوزن سواء بسبب نوع الجراحة، أو بسبب عدم مهارة الطبيب القائم بها.
وأضاف أن جراحات تحويل مسار المعدة احتلت المركز الأول لعلاج السكر عام 2016، نظرًا لقدرتها شفاء الأمراض المصاحبة للسمنة المفرطة وعلى رأسها مرض السكر بنسبة 80% شفاء تام، ما يجنب المرضى المضاعفات الخطيرة المحتملة للمرض ومن بينها الفشل الكلوي، والغرغرينا بالقدم السكرية والسكتات الدماغية وجلطات المخ والقلب.
ولفت إلى أن عدد المصابين بمرض السكر بلغ قرابة 422 مليونًا حول العالم، بحسب ما أظهرته دراسة صحية وعلمية، كما أن عدد البالغين المصابين بالمرض فى العالم زاد 4 أضعاف ما كان عليه قبل 40 عامًا، بينما تتوقع منظمة الصحة العالمية بأن يصبح داء السكر سابع عامل مسبب للوفاة فى عام 2030.
وأشار إلى أن نادى جراحات السمنة الدولى الاتحاد الدولى لجراحات السمنة المفرطة قد قرر هذا العام أن ينقل مؤتمره السنوى إلى مصر، ويقدم جلسة مؤتمرة داخل أعمال مؤتمر الجمعية المصرية لجراحات السمنة المفرطة وهو اعتراف عالمى بدور مصر الرائد فى جراحات السمنة المفرطة.
وأكد أن هناك تصورًا خاطئًا عند بعض المرضى أن تحويل المعدة تكون مصحوبة بالقيء أو الترجيع وهذا غير صحيح فإن الأكل بعدها مريح وبدون ترجيع. كذلك يظن الناس أن تحويل المعدة تكون مصحوبة بالإسهال وعدم الامتصاص وهذا أيضًا غير صحيح حيث إن المريض يمتص كل الغذاء والسعرات التى يأخذها عدا بعض الفيتامينات والتى يقل امتصاصها ولذلك نأخذ الفيتامينات بالفم بعد الجراحة. أيضًا يظن الناس أن تحويل المعدة لا يمكن إلغائها مثل تكميم المعدة. إلا أن هذا أيضًا غير صحيح حيث إن تحويل المعدة يمكن إلغائها بالكامل حيث لا يوجد قص أو استئصال للمعدة فيها.
وأضاف أن هناك إضافات عديدة لجراحة تحويل المعدة لجعلها أكثر فاعلية وبدون العودة لزيادة الوزن مرة أخرى، ومن ذلك إجراء التحويل على معدة صغيرة جدا ومنها تحويط هذه المعدة لمنع تمددها وزيادة الوزن بعد ذلك، وترتب على ذلك رفع نسب النجاح فى النزول بالوزن فى أكثر من 90٪ من الحالات.
وعن الترهلات التى تصيب الجسم أثناء انخفاض الوزن أعلن الدكتور جودت عن تكنيك جديد يتم اتباعه من خلال إجراء شد الجسم كله فى جلسة واحدة بدلا من إجرائها على مراحل وجراحات متعددة.
وتابع أن جراحات السمنة تجرى فى مصر منذ ما يقرب من 20 عامًا وكانت كلية طب عين شمس الرائدة فى مجال جراحات السمنة فى الشرق الأوسط، وقدمت عشرات من الأبحاث العالمية فى مجال جراحات السمنة المفرطة فى المؤتمرات والدوريات العلمية العالمية، لافتًا إلى التطورات الكبيرة التى حدثت على تلك الجراحات، حيث أصبحت الآن تجرى غالبيتها بالمنظار، كما يتم إجراؤها لآلاف الحالات سنويًا، وبالرغم من الزيادة الكبيرة فى عدد الحالات التى يتم إجراؤها ما زال كبيرًا جدًا لا يتم علاجه نظرًا لعدم توعية المرضى بوجود الحلول، مشيرًا إلى أن علاج مرض السكر من النوع الثانى باستخدام جراحات السمنة بدأ منذ 7 سنوات، نظرًا لأن جراحة تحويل المعدة لغير البدناء والمصابين بالسكر من النوع الثانى يعطى شفاء تامًا من مرض السكر فى 80 ٪ من الحالات.
من جانبه قال الدكتور علاء عباس أستاذ جراحة الجهاز الهضمى والمناظير بطب عين شمس وسكرتير المؤتمر إن أسباب الانتشار الواسع لجراحات تحويل مسار المعدة تعود إلى تمتعها بـ4 مميزات رئيسية وهى الفعالية العالية فى إنقاص الوزن ونجاحها المتميز فى مرحلة تثبيت الوزن ودرجة الأمان العالية وقدرتها على الشفاء من الأمراض المصاحبة للسمنة كارتفاع مستوى السكر بالدم وارتفاع ضغط الدم ومشاكل العمود الفقرى والمفاصل وتوقف التنفس المفاجئ أثناء النوم. كذلك تحدث عن استعمال جراحة سادى الإسبانية لعلاج مرض السكر.
وأضاف أن جراحة تحويل المعدة تجرى عادة للمرضى المصابين بالسمنة المفرطة وهى تحقق نتائج جيدة فى هذا المجال وقد لوحظ أن المرضى الذين اجريت لهم هذه الجراحة من المصابين بالسكر تحسنت لديهم مستوى السكر بالدم بشكل ملحوظ وكان الاعتقاد السائد ان تحسن مستوى السكر بالدم مرجعه أساسا انخفاض الوزن حيث إنه من المعروف طبيًا أن مستوى السكر بالدم فى مرضى النوع الثانى من السكر (وهم يشكلون اكثر من 95% من مرضى السكر) له علاقه مباشرة طردية بوزن المريض ولكن اللافت للنظر أن الأبحاث الحديثة أثبتت أن هذا التحسن يسبق انخفاض الوزن إذ يبدأ التحسن فى مستوى السكر بعد مرور أقل من أسبوع على الجراحة.
وأشار إلى أن جراحة تحويل المعدة سلطت الضوء على دور الأمعاء فى الإصابة بمرض السكر حيث تفرز الأمعاء مجموعة كبيرة من الهرمونات التى تؤثر فى مستوى الأنسولين بالدم وبالتالى مستوى السكر بالدم وتقوم جراحة تحويل المعدة على نقل الطعام من المعدة إلى النصف الثانى من الأمعاء مباشرة وتجنب مروره بالجزء الأول من الأمعاء ويؤدى هذا إلى الرفع من مستويات الهرمونات المحفزة للأنسولين والتى تفرز من النصف الثانى من الأمعاء، وفى ذات الوقت يقلل الهرمونات المضادة للأنسولين التى تفرز من بداية الأمعاء الدقيقة، وتحتاج لمرور الطعام عليها لكى تفرز.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة