أكد الدكتور إيهاب رمزى محامى الكنيسة القبطية فى قضية دير الأنبا مكاريوس بوادى الريان بالفيوم، أن المفاوضات تجمدت بين الكنيسة ووزارة البيئة منذ شهور بعد تمسك الأخيرة بأربعة ملايين جنيه، كتكلفة لحق انتفاع أربعة آلاف فدان بمنطقة المحمية الطبيعية بوادى الريان وهى المنطقة التى بنى عليها الدير منذ سنوات، حيث قدرت الوزارة سعر المتر أسوة بدير سانت كاترين فى سيناء رغم أنه دير أجنبى على أرض مصرية وأراضيه صالحة للزراعة على العكس من دير وادى الريان، الذى تديره الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
وقال رمزى لـ"اليوم السابع"، أن وزارة البيئة ترغب فى التعاقد على هذا المبلغ الكبير ولمدة ثلاث سنوات فقط مما يعنى أن مصير الدير غامض بعد انتهاء مدة العقد رغم أن تقنين أراضى الدير كانت ضمن بنود الاتفاق بين الدولة والرهبان، الذى قاده المهندس إبراهيم محلب فى مارس الماضى بعدما رفض الرهبان شق الطريق الدولى بالفيوم مارا بالدير.
وأوضح رمزى أن الرهبان التزموا بوعودهم وتم الانتهاء من شق الطريق الدولى وتنفيذ سور جديد للدير بناء على الخرائط التى تم الاتفاق عليها مع المهندس إبراهيم محلب إلا أن وزارة البيئة لم تنفذ حتى اليوم الشق الثانى من الاتفاق الذى يقضى بتقنين أراضى الدير والتصالح مع رهبانه ومن ثم التنازل عن القضايا والجنح المرفوعة ضد الراهب المحبوس بولس الريانى الذى يقضى عقوبته فى سجن الفيوم بتهم التعدى على أراضى الدولة والاعتداء على موظفى وزارة البيئة.
وأشار رمزى إلى أن البابا تواضروس شخصيًا هو الممثل القانونى للدير أمام الدولة فى حال توقيع الاتفاق لافتًا إلى أن ما يثار حول عدم تبعية الدير للكنيسة غير صحيح. وكشف رمزى عن تقدمه بطلب للعفو الرئاسى عن الراهب المحبوس وذلك عبر الموقع الالكترونى للجنة العفو الرئاسى التى تلقت بيانات المحبوسين وكذلك عبر خطاب رسمى أرسله لأحد جهات الدولة ولم يلق استجابة مجددا طلبه بضرورة النظر لملف الراهب والعفو عنه ضمن الدفعات القادمة.
ورغم أن الأرض تقع ضمن نطاق محمية وادى الريان الطبيعية بالفيوم، إلا أن وزارة الآثار اعترفت رسميًا بوجود دير قبطى يعود تاريخه إلى القرن الرابع فى نفس المنطقة الجبلية الصحراوية وحصل رهبان الدير على وثائق ومستندات تفيد ذلك من وزارة الآثار بعدما تمكن أحدهم وهو دارس لعلم الآثار من اكتشاف حفريات أثرية وأدوات فخارية ومقابر ومغارات تعود للقرن الرابع تدل على وجود حياة رهبانية بالمنطقة قبل أن تتحول مع تطور الزمن لمحمية طبيعية.
وكان دير الأنبا مكاريوس بوادى الريان، قد أثار جدلا واسعا فى مارس الماضى بعد رفض بعض رهبان الدير شق الطريق الدولى بالفيوم مارا به، وهو الأمر الذى انتهى بالاتفاق بين "محلب" والكنيسة التى لم تكن قد اعترفت بالدير حتى اتمام الاتفاق مع الدولة والرهبان.