احتشد المئات من الإندونيسيين، أمام سفارة ميانمار فى جاكرتا للإعراب عن احتجاجهم على الاضطهاد الذى يتعرض له مسلمو "الروهينجا" بهذا البلد.
وقال المتحدث باسم شرطة العاصمة جاكرتا أوى ستيونو- حسبما نقلت شبكة "إيه بى سى نيوز" الأمريكية اليوم الخميس، أن المتظاهرين وصلوا إلى مقر سفارة ميانمار فى ثلاث مجموعات، مشيرا إلى أن العشرات من رجال الشرطة يقومون بتأمين المبنى.
وأضاف ستيونو أن المتظاهرين سلميين ولم تحدث أى أعمال شغب حتى الآن، مشيرا إلى أنهم كانوا يحملون لافتات كبيرة كتب عليها "أوقفوا الإبادة الجماعية ضد المسلمين فى ميانمار".
من ناحية أخرى دعا الرئيس الإندونيسى جوكو ويدودو إلى الهدوء اليوم الخميس وسط توترات دينية تعتمل فى البلاد فى حين أسقطت طائرات هليكوبتر منشورات من الشرطة على العاصمة تحذر السكان من عقوبات مشددة إذا ما تحولت تجمعات يقودها إسلاميون إلى العنف.
وسعى ويدودو هذا الأسبوع لطمأنة المستثمرين وإظهار وحدة ائتلافه السياسى بعد أن خرج أكثر من مئة ألف من الإسلاميين تقودهم جماعات متشددة إلى الشوارع يوم الرابع من نوفمبر للدعوة لعزل حاكم جاكرتا المسيحى باسوكى تجاهاجا بورناما بسبب اتهامه بإهانة القرآن.
وقتل شخص وأصيب أكثر من مائة بجروح عندما تحول الاحتجاج وهو الأكبر الذى تشهده المدينة منذ سنوات إلى العنف وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه.
وقال ويدودو فى مؤتمر للمستثمرين "أريد فقط أن أوجه كلمة واحدة وهى التفاؤل. دعونا لا ننسى هذه الكلمة... رغم أن الوضع السياسى محتدم بعض الشيء."
والتقى ويدودو مع كبار الشخصيات السياسية والأمنية والدينية منذ احتشاد الرابع من نوفمبر بعد اتهام "نشطاء سياسيين" غير معرفين بإثارة التوترات.
وكان ما أثار التوترات هو تعليق أدلى به بورناما أول مسيحى من أصل صينى يتولى منصب حاكم جاكرتا عن استخدام معارضيه للقرآن فى الحملات السياسية.
ووصفت الشرطة بورناما بأنه متهم بالتجديف الأسبوع الماضى. ويواجه السجن مدة خمس سنوات إذا ما ثبتت إدانته.
ورغم دعوة بعض الإسلاميين المعتدلين لضبط النفس تقول الشرطة إن بعض المتظاهرين يمكن أن يستغلوا المظاهرات المقررة غدا الجمعة لزعزعة استقرار الحكومة.
وتعتزم الشرطة نشر 18 ألف ضابط واستخدمت طائرات هليكوبتر لإسقاط 50 ألف منشور فى أجزاء من العاصمة التى يقطنها عشرة ملايين نسمة حيث ترتفع المبانى الشاهقة بجوار مناطق السكن العشوائية.
وتحذر المنشورات السكان وتدعوهم لعدم الإخلال بالنظام العام أو القيام بأعمال تخريب تصل عقوبتها إلى الإعدام أو السجن مدى الحياة.
ويواجه بورناما الذى يخوض انتخابات فى فبراير للفوز بولاية ثانية فى منصبه منافسة اثنين من الإسلاميين. وأظهر استطلاع رأى اليوم الخميس تراجعه إلى المرتبة الثانية مع تراجع شعبيته بسبب الاتهامات بالتجديف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة