قرية درنكة
ظلت تلك القرية محاصرة بالحريق لمدة تقرب من 15 ساعة أثناء تلك السيول بعد أن انهالت من أعلى قمم الجبل الغربى ودمرت 9 مستودعات مواد بترولية كانت تقع فى مخرات السيول، وتحتوى على ما يقرب من 40 طن من الوقود طفت على سطح الماء واشتعلت جميعها.
نجم عن تلك السيول الكارثية والحرائق حسب إحصائيات الجهاز المركزى ومديرية الصحة وفاة ٣٠٠ شخصاً ، وفقدان ما يقرب من 50 آخرين انصهرت جثثهم عقب ذلك وإصابة 65 من أهالى القرية بينما بلغ عدد المنكوبين 3371 مواطناً، وأسفرت تلك الكارثة عن فقدان 440 أسرة عائلها ومنازلها وتسببت تلك السيول فى تلف ما يقرب من 20 ألف فدان ونفوق 3200 رأس ماشية مما أدى إلى ارتفاع نسبة البطالة وزيادة معدلات الفقر بين المواطنين، وأصيبت الطرق والكبارى بالتصدعات والانهيارات، وسقط جسر رملى كان يمتد عليه خط السكة الحديد المار بالقرية.
اعلى الجبل من قرية درنكة
وتكرر ذات السيناريو بتلك القرى عام 2014 بعدما قضت السيول على الأخضر واليابس وخاصة فى العاشر من مارس من نفس العام، حيث تعرضت قرية درنكة وعدد من قرى مراكز أسيوط للغرق، نتيجة السيول الجارفة التى ضربت المحافظة وبلغ ارتفاع المياه فى الشوارع أكثر من متر ونصف، ما تسبب فى دخول المياه المنازل وتهدمها وتلف محتوياتها ونفوق الكثير من الحيوانات بالإضافة الى إغراق أكثر من 5 آلاف فدان زراعى، وتدمير أنواع كثيرة من المحاصيل" وشهدت القرية نزوح جماعى للأهالى هربآ من بطش السيول.
وفى أول ضربة لشتاء هذا العام لم تصمد القرية المنكوبة وانما تسبب وقوعها أسفل السفح الجبلى فى انحسار مياه الأمطار الفجائية وهطولها دفعة واحدة أسفرت عن خسائر فادحة فى انهيارات المنازل ونفوق الحيوانات وخسائر المحاصيل الشتوية من الزراعات، وأعاد التاريخ نفسه فى 27 من أكتوبر لهذا العام لتلقى نفس المصير رغم التصريحات الرنانة لمسئولى المحافظة عن تجهيز مخرات السيول والاستعداد التام لأى أمطار فجائية على القرية المنكوبة دائمآ لوقوعها فى سفح الجبل الغربى بأسيوط مما يجعلها تشهد خسائر مأساوية مع هطول السيول بالإضافة.
الفقر والبطالة يسيطران على القرية
قال محمد على أحد أهالى القرية ، ان القرية عانت الامرين منذ عام ٩٤ وتعرضت للخراب والبطالة ، بعد أن هدمت السيول المنازل واشتعلت النيران بالقرية وراح ضحية السيول المئات مما أدى الى يتم عدد كبير من الأطفال وترمل المئات من السيدات.
وأضاف محمود محمود السيد أحد أهالى القرية، إن قرية درنكة من القرى المظلومة بالمحافظة والتى سقطت من حسابات المسئولين، وتوابع السيول التى تهبط عليها ما بين كل عام والآخر تتسبب فى تدمير القرية، وزيادة حالات البطالة، وبذلك يقل مستوى القرية اقتصاديا فكلما مرت كارثة جديدة على القرية نحاول بعدها بناء القرية من جديد، وما أن تقف القرية على قدميها حتى تأتى إلينا كارثة جديدة تعود بالقرية إلى الصفر.
وقال عبد الحميد عبد المجيد أحد سكان القرية أن المسئولين بمحافظة أسيوط أصبحوا لا يعلمون شيئا عن سكان قرية درنكة، وسقط جميع الأهالى من حسابات المسئولين، فكان الأولى للمسئولين بالمحافظة، من بعد كارثة ٩٤ أن يضعوا فى حساباتهم القرية، وأن يحاولوا وضع حلول جذرية للقضاء على مشكلات السيول سواء بعمل مصدات أو طلبمات شطف ونزح.
اثار السيول بقرية درنكة
وفى سياق متصل قال محافظ أسيوط المهندس ياسر الدسوقى، أن المحافظة اتخذت إجراءات واسعة بكافة القطاعات والمديريات الخدمية تحسباً لحدوث سيول وعدم تكرار الأزمات السابقة ووقوع ضحايا جدد، مشيراً إلى قيام الجهات المختصة بفصل الدوائر الكهربائية للطلمبات الخاصة بالأنفاق عن الإنارة العامة بحيث تعمل عند فصل التيار الكهربائى على أن يكون تشغيل الطلمبات من اختصاص شركة مياه الشرب والصرف الصحى .
كما كلف المحافظ ؛ الإدارة المركزية للموارد المائية والرى بالمحافظة، بعرض الحالة الفنية لمخرات السيول وسدود الإعاقة، من حيث كفاءتها والسعة التخزينية لها وقدرتها على مواجهة السيول منوهاً عن ضرورة تحديث البيانات الخاصة بالسدود بشكل مستمر، ورفع حالة الاستعداد القصوى بكافة القطاعات على مستوى المحافظة تحسباً لحدوث سيول.
منازل متهالكة من السيول
ومن جانبها أشارت نبيلة على السكرتير العام المساعد للمحافظة إلى أهمية فصل الكهرباء والإنارة العامة بشكل سريع من مركز تحكم العمليات عند الحاجة على أن يقوم مسئولى الكهرباء بتأمين كافة أعمال شد البدايات والنهايات الطرفية طبقاً للقواعد والأسس المعمول بها موضحاً أن غرفة عمليات المحافظة تعمل بشكل مستمر على أن يتواجد مندوب من كل الجهات والمديريات المختصة بالغرفة، وتفعيل الخطوط الساخنة والتنسيق الكامل لإدارة الأزمة بشكل جيد عند حدوثها.
وأكدت المهندسة عزة تاج الدين وكيل وزارة الرى بالمحافظة، أن كافة سدود الإعاقة آمنة وتعمل بشكل جيد، موضحة عدم وجود معوقات أو مخلفات فى مجرى المخرات على مستوى المحافظة، وذلك لضمان سرعة تصريف مياه السيول، لافتة إلى العمل فى إنشاء سدين فى وادى الشيح ضمن خطة إنشاء 5 سدود آخرى يتم إنشاءها خلال 5 سنوات.
عدد الردود 0
بواسطة:
الدوغري
كلام فاضي
محافظ أسيوط دائما مسافر في شرم أو القاهرة ودا أسوأ محافظ جه أسيوط و مبيعملش حاجة في أي حته في أسيوط كلها