"black Friday" فى مصر "فشنك".. السيل حبر على ورق.. والطوابير أمام المولات والزحام المرورى عرض مستمر بالجمعة السوداء منذ 56 عاما.. والمحلات تلعب حيلة رفع الأسعار استغلالاً لزيادة الإقبال

انساق العديد من المصريين وراء ما عرف بــ"black Friday"، أو الجمعة السوداء، وأثبتت التجربة المصرية أنها حقًا جمعة سوداء وفقًا لما طبقه المصريون، للاستفادة من تخفيضات الأسعار بـ"black Friday"، دون معرفة ما إذا كانت هناك تخفيضات فعلية أم أن تلك التخفيضات بقت فى مخيلة المواطن فقط وأبواب المحلات كحبر على ورق.

 

بدأ الأمر بطوابير أمام كبرى المولات،والوقوف لساعات للتمكن من الدخول إليها، حيث لم يختلف الأمر كثيرًا عن طوابير العيش، والبوتاجاز، وغيرهم من الأمور المصيرية التى تدخل ضمن الاحتياجات الأساسية للإنسان، وهو ما تسبب فى الزحام المرورى بمختلف أنحاء القاهرة، وما لا يعلمه الكثيرون أن سر تسمية الجمعة السوداء بهذا الاسم ترجع للأزمة الاقتصادية بأمريكا عام 1869 والتى تسببت فى خسائر فادحة للتجار وقتها، فقرروا أن يبيعوا منتجاتهم فى يوم واحد بتخفيضات هائلة، وأطلقوا عليه الجمعة السوداء نظراً لما تكبدوه من خسائر.

 

ورغم تلك الطوابير تحايل كبار التجار والمحلات على السيل بأن قاموا برفع أسعار السلع، كما قالت مى محمد، إحدى المتسوقات بسيتى ستارز، حيث بلغ سعر البلوزة الواحد 800 جنيه بعد تخفيض 50% الملابس المخصصة للسيدات، وهو الأمر الذى استبعدته مى أن يكون سيل، مؤكدة أن كل ما تغير أن المحلات علقت لافتة بالتخفيضات على بابها فجذبت الجمهور إليها ونجحت تلك الحيلة بالفعل وأقبل المواطنون على الشراء.

 

وإذا سألت أحدًا من المصريين عن الجمعة السوداء وسر وجودها والهدف منها، سيكون رده كما قال محمد أحمد -أحد المقبلين على الشراء بسيتى ستارز- إن الهدف منها مساندة المواطن فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وهى جمعة لتخفيض الأسعار، ورغم إجابة محمد التى تبدو أنها مقنعة من الناحية الظاهرية يرجع سر وجود الجمعة السوداء، إلى الأزمة المالية بالولايات المتحدة عام 1869، التى شكلت ضربة كبرى فى الاقتصاد الأمريكى، فكسدت البضائع وبارت السلع وتم التعافى منها عن طريق التخفيض على كبرى السلع، لتقليل الخسائر ومنذ ذلك اليوم أصبح ذلك تقليدًا تقوم به أمريكا ومن بعدها العديد من الدول، حيث يكون فى آخر جمعة من شهر نوفمبر أى اليوم التالى لعيد الشكر، وهذا اليوم بداية موسم شراء الهدايا لعيد الميلاد "الكريسماس"، إلا أن المواطن المصرى يأخذ الجمعة السوداء كفرصة لاقتناء الكثير من الأغراض وإن لم يكن بحاجة إليها وكل ذلك لكونها رخيصة الثمن أو لكونه يهم نفسه بذلك، بعد ارتفاع الأسعار التى ظهرت فى الجمعة السوداء الأخيرة.