أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن العودة للهوية العربية والدولة الوطنية هما الحل لأزمات المنطقة، مؤكدا أن الدولة الوطنية يجب أن تقوم على العدل والحكم الرشيد وإشراك كافة مكونات المجتمع.
وقال أبو الغيط - فى محاضرة ألقاها، مساء اليوم السبت، فى الجمعية المصرية للقانون الدولى قدمها رئيس الجمعية الدكتور مفيد شهاب - إن الدولة الوطنية تتآكل الآن أمام أعيننا وهى تعانى من أوهام أكبر منها، فقد شهدنا من يحلمون بالخلافة وهم يستغلون الدين، وارتباط العرب بتجربة الخلافة للوصول للسلطة ورأينا ما فعلوه بالرقة فى سوريا.
وأضاف أن قوى إقليمية تستعد للانقضاض على ما تعتبره حقا لها بالمنطقة، وكذلك قوى دولية صاعدة تريد إزاحة الدول العظمى وأن تملأ الفراغ فى الإقليم، مردفا "الدولة الوطنية المناط الأخير للولاء والانتماء، ولا يجب أن يقوم هذا الولاء على الخوف ."
وأشار أبو الغيط إلى أنه يقال إن هناك "سايكس بيكو" جديدة (على غرار تلك التى قسمت المنطقة)، والإقليم مجال للشد والجذب بين دول عظمى وبين الأطراف الإقليمية إيران وتركيا وإسرائيل، مشيرا إلى أن إسرائيل سعيدة لأنها تتصور أنها ابتلعت فلسطين نهائيا بسبب الوضع العربي.
وقال إن إيران تتحدث عن الهيمنة على أربع عواصم عربية، والْيَوْمَ قائد البحرية الإيرانية قال إننا سوف نطلب موانئ فى سوريا على البحر المتوسط وسوف نطلب كذلك السيطرة على موانئ فى اليمن؛ مضيفا "نرى قوات تركيا تقاتل فى شمال العراق وشمال سوريا، ورئيس تركيا يقول إن الموصل وحلب كانتا جزءا من الإمبراطورية العثمانية".
وأشار الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى أن الولايات المتحدة أخطأت خطأ جسيما بتدخلها فى العراق وتدمير الجيش العراقي، وتصور البعض فى طهران أن الدولة العراقية وقعت فريسة فى يدهم، موضحا أن الحل هو العودة لمحورين: الأول يتمثل فى الدولة الوطنية القائمة على القانون وعلى العدل والحكم الرشيد والمشاركة من الجميع.
وأضاف أن المحور الثانى هو الإحساس بالهوية العربية، وأردف قائلا "نحن عرب ومن يقول إن الجامعة العربية فى انهيار، أقول له لا يمكن للعرب أن ينهاروا بل لهم عودة، وعلينا أن نعد لهذه العودة بالدولة الوطنية والهوية العربية".
وحول أزمة انسحاب عدد من الدول العربية من القمة العربية الأفريقية فى غينيا الاستوائية.. أوضح الأمين العام لجامعة الدول العربية إن الجمهورية الصحراوية لم تحضر فى هذه القمة ولكن تم وضع لافتة لها؛ مشيرا إلى أنه كان هناك اتفاق مكتوب مع الاتحاد الإفريقى أنه يتم دعوة الدول الأعضاء فى الأمم المتحدة للقمة فقط أو على الأقل الذين حضروا قمتين عربيتين إفريقيتين سابقتين، كما أن غينيا الاستوائية الدولة المضيفة لم توجه الدعوة للجمهورية الصحراوية والاتحاد الإفريقى تعهد بعدم دعوتها.
وقال إن من انسحب هو دول مجلس التعاون الخليجى ما عدا عمان والكويت والأردن والمغرب، أما الدول العربية الإفريقية فلم ينسحب أحد منها لأنها رأت لها مصلحة فى الاستمرار، مشيرا إلى أنه كان من مؤيدى الانسحاب.
وشدد فى هذا الصدد على أهمية التواصل مع الدول الإفريقية، لافتا إلى أن إسرائيل تنفتح على إفريقيا بشكل غير مسبوق ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو يزور إثيوبيا وكينيا وأوغندا ويتحدث عن أن نظرة إفريقيا لإسرائيل تغيرت، كما أن إسرائيل تقدمت لعضوية مجلس الأمن.
وأشار إلى أن الاتحاد الإفريقى يضم 54 دولة، لذا يعد عمودا فقريا فى تأييد الفلسطينيين، ولذا يجب الحفاظ على التواصل معه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة