نعى الرئيس الكوبى "راؤول كاسترو" شقيقه الزعيم الكوبى السابق "فيدل كاسترو" الذى توفى عن عمر يناهز 90 عاما بعد أن كان قد حكم بلاده قرابة نصف قرن.
ومن المقرر أن يتم حرق جثمان الزعيم الكوبى اليوم السبت، كما أنه من المتوقع أن تعم حالة حداد عام فى البلاد تستمر لعدة أيام.
وقد حكم فيدل كاسترو كوبا بنظام الحزب الواحد وهو الحزب الشيوعى إلى ما يقرب من 50 عاما قبل أن ينتحى لأخيه راؤول عام 2006 لأسباب صحية، ومنذ ذلك الحين اعتزل الحياة السياسية.
فيدل كاسترو مع أخيه راؤول كاسترو
وأبقى فيدل على لواء الحزب الشيوعى فى مواجهة عدوه الأكبر الولايات المتحدة بالرغم من انهيار الأنظمة الشيوعية فى جميع أنحاء العالم. واشتهر فيدل بزيه العسكرى الأخضر وسيجاره وخطبه الثورية التى انتقدت أمريكا فى أغلب الأوقات.
البطل والديكتاتور
ولد فيدل أليخاندرو كاسترو فى 13 أغسطس عام 1926، وهو الأبن غير الشرعى لمزارع ثرى يسمى "أنجيل ماريا كاسترو"، الذى هاجر من إسبانيا إلى كوبا. ودرس القانون بجامعة هافانا بمنتصف 1940 ومنذ ذلك الحين أصبح ناشطا سياسيا. ونمت حينها مهارات الخطابة لديه التى تميز بها طوال فترة حكمه.
وتزوج من ابنه سياسى كوبى ثرى، ولكنه بدلا من الانضمام إلى النخبة تزايدت ميوله الماركسية، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سى".
وقالت الإذاعة البريطانية إن فيدل تميز بشخصية مثيرة كقائد لكوبا، فيشيد به أنصاره بأنه بطل الاشتراكية والقائد الثورى الذى بنى الدولة الشيوعية وجعل كوبا للمواطنين، فيما واجه اتهامات لنظامه القمعى للمعارضة واتباعه سياسات أدت إلى تدهور الاقتصاد الكوبى.
فيدل كاسترو
وأمضى فيدل كاسترو فى السلطة فترة أطول من أى زعيم حى باستثناء الملكة اليزابيث الثانية، بحسب صحيفة نيويورك تايمز، إذ شهدت فترته 11 رئيس أمريكى على البيت الأبيض.
فيدل كاسترو وتشى جيفارا
عداوته مع أمريكا
طوال فترة حكمه، تحدى "فيدل" الهيمنة الأمريكية على وطنه، ووفقا لمسئولين بالاستخبارات الكوبية تعرض الزعيم الكوبى الراحل إلى أكثر من 600 محاولة اغتيال، من بينها محاولات نظمتها المافيا الأمريكية ووكالة الاستخبارات المركزية، وكذلك عشرات من الكوبيين المنفيين الذين حاولوا قتله، وفقا لشبكة سى ان ان الأمريكية.
وكان فيدل قد انتقد زيارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما التاريخية فى مارس الماضى إلى هافانا والتى كان محاولة لفتح فصل جديد فى العلاقات بين البلدين.
وفى مؤتمر للحزب الشيوعى بإبريل الماضى، تحدث فيدل بعد انقطاع طويل قائلا إنه لا يعرف كم من الوقت تبقى على حياته بسبب صحته المتدهورة معلقا أنه لم يتوقع أن يصل إلى سن التسعين.
بينما كان صورة فيدل مشوهة بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها، إلا أنه كان يلقى إعجاب كبير من الكثير من اليساريين والثوريين الاشتراكيين فى أمريكا اللاتينية وأفريقيا، وعرف بصداقته للزعيم الفنزويلى الراحل هوجو شافيز.