عبد السلام المسدى: الشعر يجر أثقال الماضى والرواية نأت بنفسها عن السلطان

الأحد، 27 نوفمبر 2016 06:13 م
عبد السلام المسدى: الشعر يجر أثقال الماضى والرواية نأت بنفسها عن السلطان الناقد الكبير الدكتور عبد السلام المسدى
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قال الناقد الكبير الدكتور عبد السلام المسدى، إن الشعر العربى يجر أثقال الماضى، وأشهرها المدح، أما الرواية فتنئ بنفسها وبصاحبها عن عتبات السلطان، ولهذا تحتمت مراجعات فكرية فى مجال الإبداع، وانفجرت نواة فى الإبداع الشعرى، وانتقلنا من مقولة الشعر إلى مقولة القصيدة، وتمت الإطاحة بقوالب القصيدة لإعلاء قيمة الشعر ذاته، والتعبير عن الموقف من قضايا الوجود.

جاء ذلك خلال الجلسة الأولى التى عقدت ظهر اليوم، الأحد، ضمن فعاليات ملتقى القاهرة الدولى للشعر العربى، فى دورته الرابعة، وناقشت الجلسة محوراً بعنوان "التجليات الشعرية عند محمود حسن إسماعيل ومحمد عفيفى مطر"، ورأس الجلسة الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق.

وقال أحمد درويش يتجسد جانب من أزمة تلقى الشعر فى غير المثقف العام، أمام الجهد الذى يبذله أحياناً بعض النقاد، لإحلال النص الشعرى محله الذى يتصور رؤية ملائماً له بنى شرائح القراءات النقدية الحديثة من ناحية، واستحضار تفاصيل الشريحة المختارة أدواتها لطرحها بين يدى النص ومن أمامه ومن خلفه وخلال الاستفسار ببعض جزئياته، وهذا النهج الذى يسود فى المقالات العلمية المتخصصة، وفى الرسائل الجامعية قد يظهر بعض جوانب إلمام الباحث بتاريخ النقد الأدبى وتاريخ الوسائل والتقنيات المبلغة فيه، ولكنه يؤدى فى النهاية غالباً إلى أن يظهر النص الأدبى تحت ركام تفاصيل تاريخ التقنيات وإعلامها، وإخفاء الملامح الفنية الحقيقية الحيوية للنص فى لحمها الحى ومها المتدفق، حتى وإن نجحت هذه النفسات فى أحيانٍ قليلة فى رسم خريطة لهيكله العصبى والعظمى؛ لأنها قد يبدو فى نهاية المطاف، أنها متشابهة مع خرائط النصوص الأخرى، وأن الجسد الذى بذلته هذه القراءات بالارتكاز على وسائل تجلية النص، وقد أضاع فى الواقع جزءاً كبيراً من الغايات المتمثلة فى الوصول إلى جاذبية روح النص.

أما الدكتور عبد الناصر حسن، فقال: إن تطورات الحداثة فى بنية الشعر العربى الجديد قدمت لنا أنموذجًا ناجحاً ومنجزاً فنياً مبشرًا، يجعل من هذه البنية الشعرية أمرًا واجب التأمل والدراسة.

وأضاف: ولقد كان تمثل الشعر الجديد للحداثة والتفاعل معها مرهوناً بعدد من الشروط بحيث يمكن القول إنها متى توفرت يمكننا أن نعيد إنتاج هذه الحداثة مرة أخرى فى أبنية مختلفة تسير موازية للبنية الفنية فى المجتمع مثل البنية السياسية والبنية الاجتماعية والبنية الاقتصادية.

وتابع "حسن": ولعل من أهم هذه الشروط التى توفرت لحركة الشعر الجديد، تلك التى بدأت فى منتصف القرن المنصرم، حوالى 1947 ما يمكن أن نطرحه فى النقاط الآتية:

أولاً: الإيمان بالذات والوعى الكامل بماهيتها

ثانياً: المناخ السياسى العام الذى احتضن بنية الفن بعامة والشعر بخاصة كان مناخاً يتميز بالأفكار التحررية وما واكبها من توالى حركات الاستقلال الوطنى.

ثالثاً: الانفتاح على الآخر الغربى دون إحساس بالدونية تجاه منجزه الحضارى انطلاقاً من أنه تراث عالمى شاركنا فيه بشكل أو بآخر على مر التاريخ.

رابعاً: بلورة رؤية مستقبلية واضحة المعالم، استطاعت أن تقود حداثة الشعر العربى بشكل متطور، وأن تعكس هموم الإنسان العربى، وأن تجسد آماله، وأن تكون صورة ترتسم فيها معالم المستقبل المأمول.

خامساً: محاولة تقريب المسافة بين الوعى القائم والوعى الممكن عبر تفاعل الفن مع الحياة بكل صورها وأشكالها.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة