انتقد أزهرى وبرلمانيون باللجنة الدينية بمجلس النواب، تشبيه السلفيين عروسة المولد، بأصنام قريش، معتبرين هذا التشبيه تشدد فى الفكر، ومؤكدين أن مناسبة مثل الاحتفال بالمولد النبوى لا ينبغى أن تشهد أى اختلافات.
وفى الوقت الذى تبرز فيه المتاجر الكبرى والمحلات حلاوة المولد النبوى، وتعرضها بطريقة تلفت الأنظار، شن الداعية السلفى، ناصر رضوان عضو الدعوة السلفية، هجومًا على حلاوة المولد، التى يشتريها المصريون تزامننا مع احتفالاتهم بهذه المناسبة الكريمة.
وقال "رضوان" فى كلمة عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك": "جنب بيتى مصنع أصنام بدعة المولد النبوى، هُبل واللات والعزى حصان ونائلة عروسة، وأضاف: " لقد حطم النبى الأصنام ليأتى من يصنعها بزعم أنه يحتفل بمولده!".
وقد أفتى شيوخ سلفيون بتحريم الاحتفال بمولد النبوى، واصفين مثل هذه الأعياد والمناسبات بأنها أعياد الجاهلية، كما اعتبروا إقامة الاحتفالات بدعة ما أنزل الله بها من سلطان، حسب فتواهم.
فى المقابل قال الدكتور عبد الفتاح أدريس رئيس قسم الفقة المقارن بجامعه الأزهر ، إنه لا يجوز وصف عروسة المولد بآلهة قريش التى كانوا يتعبدون لها، موضحا أن عروسة المولد لا يتخذها المسلمين رمزا للعبادة، ولكن يتم شراءها وضعها كزينة أو أكلها بمناسبة معينة.
وأضاف رئيس قسم الفقة المقارن بجامعة الأزهر، لـ"اليوم السابع" أن تحريم شراء عروسة المولد، أمر غير صحيح، وهناك فرق كبير بينها وبين الأصنام التى كان يستخدمها أهل قريش كآلهة لهم، لافتا إلى أن الاختلاف يتمثل فى أن عروسة المولد هى حلوى يتم أكلها وشراءها من المحلات ولكن الأصنام كانت قريش تقوم بصناعتها ثم اتخاذها إلها من دون الله وهذا هو ما يعد شركا.
من جانبه قال الدكتور عمر حمروش، أمين سر اللجنة الدينية بالبرلمان، إنه لا يجوز التشدد فى مثل هذه المناسبات والاحتفالات، والتشدد الفكرى لابد من مواجهته، نظرا لأن هذه المناسبة هى احتفالية نحيا بها بسنة النبى صلى الله عليه وسلم ويتسلى بها الأطفال بأكل الحلوى واللعب بعروسة المولد.
وأضاف أمين سر اللجنة الدينية بالبرلمان، لـ"اليوم السابع" أن الاحتفال بالمولد النبوى وشراء عروسة المولد هى عادة مصرية قديمة لا يجوز تحريمها، وتشبيها بآلهة قريش، أمر ولا يجوز.
وأشار أمين سر اللجنة الدينية بالبرلمان، إلى أنه لا ينبغى الاختلاف على مثل تلك المناسبات والتشدد فى تحريمها، لأنها تأتى من العام للعام ويفرح فيها المصريين ويشترون حلويات المولد، وبالتالى لا يوجد أسباب لاصدار فتوى عن تحريمها.
وتابع أمين سر اللجنة الدينية بالبرلمان: "نحن الآن لا نريد الاختلاف ولكن نريد التكاتف لأن ظروف البلاد تحتاج منها التوافق وليس الاختلاف على أقل الأشياء"، وبشأن قانون تنظيم الفتاوى الذى أعلنت اللجنة الدينية أنها ستقوم بدراسته، قال حمروش، إنه سيطرح مشروع قانون تنظيم الفتاوى على البرلمان غدا، الأحد، وسيسعى لجمع توقيعات 6 نواب عليه، قبل أن يتم مناقشته فى اللجنة الدينية بالبرلمان.
وأضاف أمين سر اللجنة الدينية بالبرلمان، أن هذا القانون سيضمن خروج الفتاوى الدينية من الأزهر ودار الإفتاء فقط، دون تدخل من أى جماعات أو هيئات دينية غير رسمية.
ولفت أمين سر اللجنة الدينية بالبرلمان، إلى أن القانون سيتم عرضه على الحوار المجتمعى لإبداء الرأى فيه قبل إقراره.
