نظم الاتحاد المصرى لسياسات التنمية والحماية الاجتماعية، مساء أمس السبت المؤتمر الثالث للحماية الاجتماعية فى مصر "الثقافة والحماية الاجتماعية"، بالتعاون مع الهيئة العامة لقصور الثقافة وذلك بأحد فنادق الجيزة.
شارك فى المؤتمر أكثر من 50 شخصية من كبار الأدباء والفنانين والمثقفين ورجال الأعمال والسياسيين، وعدد كبير من الإعلاميين ومنهم الدكتور محمود الضبع رئيس دار الكتب والوثائق القومية، الكاتبة الصحفية فريدة الشوباشى، والفنان طارق الدسوقى، واللواء طارق المهدى محافظ الإسكندرية الأسبق، واللواء محمود خليفة المستشار العسكرى لجامعة الدول العربية والشاعر حُزين عمر وغيرهم.
ودارت المحاور الرئيسية للمؤتمر حول "الثقافة وقضايا الاستبعاد الاجتماعى، الثقافة والعنف، الثقافة والتنمية".
وفى كلمته أكد رئيس هيئة قصور الثقافة، أن المبادرة التى أطلقها الاتحاد المصرى لسياسات التنمية والحماية الاجتماعية بالتعاون مع قصور الثقافة، تأتى للوعى الثقافى بإمكانات وقدرات الدولة فى تحقيق منتج حضارى وثقافى مميز يقدمه المصرى للعالم، مشددا على أن المجتمع يحتاج إلى الإصلاح الجاد والمواقف الحازمة، إذ أصبح جوهر الصراع الآن هو خيار ثقافى يختاره المجتمع، هو أشبه بالاختيار السياسى، ورغم الأزمات فإن المصريين استطاعوا حسم أمورهم الداخلية واختيار مصيرهم، بدليل نجاح ثورة 30 يونيو، التى حافظت على ما تبقى من ثقافتنا ودولتنا.
وطالب بوضع خطط تنفيذية للرؤى الثقافية وطرحها على المجتمع والمؤسسات عامة، موضحا التوجه الحالى الذى تتبناه الدولة بكونها دولة مدنية حديثة تعرف مكونها الرئيسى، وهو الإنسان والوطنية، فالمصريون يعلمون أن رسالتهم للعالم إبداعية فى الأساس والثقافة المتقبلة للآخر والتعددية.
وطالب الدكتور صلاح هاشم رئيس المؤتمر،، بالتخلى عن ثقافة "الكراتين والمساعدات" فى معالجة الأزمات الاقتصادية للدولة، مؤكدا أن تلك الثقافة لم تتبعها دولة إلا وأصابها الفقر، وأن الثقافة هى المعول الأساسى الذى يجب أن تركز الدولة عليه خاصة مع عدم زيادة معدلات النمو الصناعى الذى يمثل 9% فقط من الإنتاج العام، وكذلك تراجع معدلات الاستثمار وقيمة الجنيه، فى ظل الزيادة السكانية، مشددا على أن المشكلة فى المواطن نفسه، وما تنفذه الدولة من خطط لتطوير التعليم والصحة والخدمات عامة تقف الثقافة عائقا أمامه، داعيا إلى ضرورة الاندماج الثقافى بين منظمات المجتمع وخلق خطة استراتيجية لصناعة إنسان صالح منتج متمتع بحقوقه.
وعقدت الجلسة الأولى بعنوان "الثقافة والتنمية" برئاسة الفنان طارق الدسوقى: وشارك فيها اللواء طارق المهدى محافظ الإسكندرية الأسبق، والدكتور محمود الضبع رئيس دار الكتب.
حيث أكد الدسوقى أن إنفاق المليارات على التنمية الاقتصادية مع إهمال بناء الانسان والتأكيد على هويته، يعد أمرا لا جدوى منه، لأن التنمية الحقيقية تتوقف على ثقافة الانسان ووعيه وقدرته على العمل، مشددا على أن الأجيال القادمة تحتاج إلى الوعى الثقافى وإلا أصبحت شديدة الخطورة على مصر.
وأضاف أن العلاقة بين الثقافة والفن وطيدة لا يمكن فصلها، ورغم خطورة ملف الثقافة لا يزال مهمشًا لا يلقى الاهتماما المناسب، ما يهدد مستقبل مصر ويخلق حالة من الاحباط وازدياد الهجرة غير الشرعية والبطالة، مشددا على أن مسئولية الفن تتمثل فى مواجهة هؤلاء الشباب وتعريفهم بلغتهم وقيمة الوطن والمواطن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة