أحمد منصور
عبر الكاتب الدكتور أحمد خالد توفيق، عن سعادته لفوزه بجائزة الرواية فى معرض الشارقة للكتاب فى نسخته الـ35 عن روايته "مثل ايكاروس" الصادرة عن دار الشروق قائلا: إن رواية "مثل ايكاروس"، تعتبر ثالث كتاب ليس موجها للشباب فقط لكنه موجه لعينة أوسع مثل كتابى يوتوبيا وروايتى السنجة.
وأضاف "توفيق" أن الفكرة فى الرواية هى الخيال والميتافيزيقا واستعمال الأدوات الكتابية بشكل أكبر وبالتالى تحركت بحريتى أكثر، كما أننى أضفت على الرواية جزءا من الواقعية اللاتينية الأسطورية، فبطل الرواية شخص يطلع على سر الكون كله فيصاب باكتئاب شديد لدرجة أنه لا يستطيع أن يعيش، ومن الواضح أن بطل الرواية رأى أشياء لم نستطيع أن نشاهدها نحن، وأترك القارئ معلقا فى بحر الخيال، فيوجد فى القصة أشياء مظلمة فهنا يتخيل القارئ ما الذى شاهدة البطل، ويقوم البطل بسرد أشياء لصاحبه الذى أصيب بالاكتئاب فقرر أن يقتله لإيمانه بأنه خطر على الحياة.
وحول مقولة "زمن الرواية" أوضح الدكتور أحمد خالد توفيق، أن هذه المقولة للدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، وأنا مؤمن بهذا، وأى ناشر فى الوقت الحالى يطلب منى رواية وليس مقالات أو قصصا قصيرة أو شعرا، وبالفعل ديوان الشعر يجد صعوبة كبيرة فى نشره.
وأضاف الدكتور أحمد خالد توفيق، أنه يراعى أن يخرج النص بحالة سردية متميزة، لافتا إلى أن هناك كثيرا من القراء يقولون بأن لغة روايته سهلة لكنها فى الوقت نفسه تدعو للتفكير، لكن هناك من لا يحب ذلك ويريد كتابة صعبة، لكن نقطتى الأولى سهولة السرد، فعندما نقرأ يوسف إدريس نستمتع، ونجيب محفوظ كذلك، وليس من الشرط أن نعذب القارى ونشعره أنه يقوم بتحضير رسالة دكتوراه، ونشعره بالهزيمة والفشل، فليست مهمة الأدب كبر حجم الرواية أو صعوبتها، وهذا ما يجعل لى أعداء كثيرين منهم من يقول كيف تفوز هذه الرواية الركيكة لكن فى الوقت نفسه توجد خطوط متميزة ومتصلة مع القارئ.
وحول المشهد الروائى المصرى والمشهد الروائى العربى، أكد أحمد خالد توفيق، أن النموذج الروائى المصرى به نماذج مبهرة ومبهجة، لكن الأزمة أن هناك موضة تتمثل فى كتابة أدب الرعب، وحدثنى فى إحدى المرات أستاذ أدب أمريكى فقال لماذا تكتبون أدب الرعب فقط؟، فهو استنتج من ذلك من خلال عناوين الروايات، كما أن الوقت الحالى يستطيع أى يشخص أن يقوم بنشر كتاب دون فحص، فمن لديه أى مبلغ مالى يستطيع أن يقوم بالنشر، كما أكد توفيق أن حركة النقد فى الوقت الحالى متراجعة، وحركة النقد الانطباعية سيئة للغاية، فأقرا أحيانا أن أحمد خالد توفيق سواق توك توك أو ميكروباص.
وأشار "توفيق"، إلى أن كل من ينشر على "الفيس بوك" يقول على نفسه كاتب، لكن نستطيع أن نقول أن العمل الحقيقى له معايير منها أن يدعو للتفكير، ويمتع القارئ، ويترك جزءا داخل المتلقى، من خلال شخصيته وعبارته، والرواية فن صعب لعدم وجود قواعد لها مثل القصة القصيرة، وحاولت أن أكتب كتابا عن قواعد الرواية وفشلت، رغم استعانتى بعدد من رواد النقد، لكن لم أستطع.
وحول معايشة الكاتب لعمله، قال "توفيق" هى نوع من الوسواس القاهرى الذى يطاردك فيجعلك تفرغ ذلك على الورق، إضافة إلى استحضار طقوس الكتاب، فإذا جاءت هذه اللحظات فذلك حتما بداية رواية جديدة.
وحول المشروع القادم لأحمد خالد توفيق، أوضح أنها رواية صغيرة تخاطب الشباب بشكل أكثر، وتدور حول تخيل العرب فى الشتات ثم يظهر شخص عربى يدعو لوطن قومى لهم فى غينيا الجديدة، فيبدأ بعمل تاريخ فهى نفس قصة إسرائيل لكنها هذه المرة للعرب، واختتم بقوله مثلى الأعلى فى الإبداع هو الروائى العالمى نجيب محفوظ.