قال الدكتور حسن الشافعي رئيس مجلس مجمع اللغة العربية عضو مجلس حكماء المسلمين في كلمته عن العقبات التي تقف أمام الحوار الديني بين المسلمين والمسيحيين،بالجولة الرابعة للحوار بين الشرق والغرب بالامارات: " عاش المسلمون والمسيحيون واليهود أيضا في بلاد العالم العربي والإسلامي قرونا عدة فى إخاء ووئام وتضامن قد تحدث بينهم أحداث غير إيجابية لكن قوة العلاقة وأسس التضامن ومناخ التفاهم تتكفل بتجاوزها واستيعابها وبقاء التضامن الاجتماعى سليما في جملته ثم نشأت ظروف في النصف الثاني من القرن الماضي والعقدين اللذين قاربا الاكتمال من القرن الحالي أدت إلى تعقد تلك العلاقات التاريخية المثالية إذا قورنت بالعلاقات الدينية فى الغرب بل أدت إلى تأزمها أحيانا مما قضى إلى تكرر الظواهر السلبية التي تسمى أحيانا بالفتن الطائفية فتعالج أو تتناسى ولكنها تترك ندوبا في التضامن المجتمعي والعيش المشترك اللذين عرفت بهما المنطقة ولعل هذه المشكلات والظواهر السلبية تكثفت واستعصى بعضها على جهود الحل والاحتواء فأخذت شكلا جديدا خطرا ينبغي التنبه له ليس أقله "الهجرة شبه الجماعية" من الإخوة المسيحيين الشرقيين إلى بلاد الغرب وقيام مشكلات أو مذابح بين الكاثوليك والمسلمين فى النيجر وغير ذلك مما يهدد العلاقات الأخوية التقليدية ".
وأشار إلى أن من أول العوامل التى أثرت فى استقرار التضامن والعيش المشترك غلبة ثقافة التكفير والتصرف الطائفي على عديد من المناطق والبلدان وهو أمر لا يقتصر على جانب دون آخر مما نتج عنه تسيس بعض المشكلات وتباعد كتل الشباب فى الجانبين لينمو نوع من مشاعر التوجس بدلا من التضافر والتشارك الذي يزكي التفاهم والثقة إضافة إلى الاتكال على الرصيد التاريخي من الإخاء والتضامن وعدم إرسائه على أرض صلبة من الدساتير القائمة على المواطنة والمشتركة لا الطائفية والمحاصصة والقوانين التي تؤكد المساواة وتحفظ الحقوق بصرف النظر عن الدين والجنس والأصل وغيرها من الاعتبارات وحتى لو وجد القانون فإن التفعيل والتطبيق المتلكئ يضعف أثره المنشود.
وأكد أن من العوامل البالغة التأثير الحروب الدولية والغزو الخارجي حيث كانت المنطقة عرضة بعد الثورات الوطنية وأفول الاستعمار المدعوم بالاحتلال العسكري للغزو الفكري والثقافي ولم تكن آثاره قليلة إذ كان الاستعمار يلعب عادة على وتر الطائفية فينجح أحيانا ويفشل أحيانا.
ودعا إلى ترسيخ ثقافة المواطنة بدلا من الثقافة الطائفية وحصار الفكر الطائفي والنزعات المتشددة أيا كان مصدرها وفى أى جانب تكون واستعادة التاريخ الوطني والحضاري المشترك فى مواجهة الاحتلال والتخلف ومن أهم الأمور تقريب الشباب من الجانبين في مناخ حر للعمل الوطني المشترك الذى ينمي مشاعر التفاهم والثقة والولاء للمجتمع الواحد بدلا من الاعتزال أو الإقصاء الذى يولد المشاعر الطائفية السلبية وهذا الجهد الثقافي بالغ الأهمية كالخطوات الإجرائية التى من أهمها إرساء العلاقات بين عناصر الوطن على أساس واضح من التنظيم الدستوري الذي يقوم على الوحدة الوطنية لا الطائفية والذي يقرر المساواة الكاملة بين أبناء الوطن الواحد دون تفرقة أو تمييز من أى نوع أو على أي أساس ديني أو عرقي أو جنسي أو غيره وأن يجسد القانون هذه الأصول وما ينبثق منها من حقوق ويضفي عليه الحماية والشرعية التي لابد أن تعتبرها الدولة أهم مسئولياتها .. كما دعا إلى بذل جهود خاصة موجهة للشباب المسلم الذي يميل بطبيعته للحياة الدينية دون أن تظاهرها ثقافة شرعية وقد يبتلي بنزعات متشددة تنحرف به عن التدين الصحيح والفكر الديني السليم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة