أكد المهندس عماد ميخائيل، رئيس مصلحة الرى، أن جميع قطاعات الوزارة تعمل حاليا على قدم وساق فى إطار استعداداتها لمواسم السيول المعروفة بمواسم، التى تسقط خلال شهور "سبتمبر ونوفمبر وأبريل"، مشيرا إلى أن أصبحت متوقعة فى أى وقت نتيجة التغيرات المناخية.
أضاف ميخائيل، فى تصريحات لـ"اليوم السابع" أنه يوجد أماكن لم تسقط عليها سيول منذ ما يقرب من 100 عام، لذلك تقوم الوزارة حاليا بتطهير جميع مخرات السيول، مشيراً إلى أن هناك سدود اعاقة حدث "إطماء" مكانها نتيجة الرمال التى كانت محملة بها المياه.
وأشار ميخائيل، إلى أن "عكارة" المياه فى نهر النيل تؤكد أن شبكة تصريف مياه السيول تعمل بكفاءة عالية، موضحا أنها غير مؤثرة على مياه الشرب، والأراضى الزراعية، وأنها لا تحمل أى شوائب.
من جانبه أوضح الدكتور سامح صقر رئيس قطاع المياه الجوفية، أن السيول عندما تأتى تكون مياهها محملة بالرمال الناعمة والطمى، الذى تجرفه مياه الأمطار عندما تسقط على قمم الجبال وأثناء انحدارها فى مخرات السيول إلى أن ينتهى مصب هذه المخرات فى البحار أو إلى نهر النيل أو حجز هذه المياه بواسطة السدود وبحيرات التخزين، التى يتم إنشاؤها للاستفادة من هذه المياه فى الأغراض الحياة للمواطنين المقيمين بالقرب منها، وبعد الانتهاء من العاصفة المطرية وتوقف المياه عن الجريان تبدأ المياه المتجمعة خلف السدود والبحيرات فى الاستقرار ومن ثم تتحرك المواد الناعمة والطمى إلى أسفل محدثة ما يسمى بظاهرة "الإطماء".
أضاف صقر فى تصريحات لـ"اليوم السابع" أن ظاهرة الإطماء تؤدى إلى تقليل السعة التخزينية للسدود والبحيرات وعليه تقوم وزارة الرى بإزالة ما تم ترسيبه بعد نهاية كل سيل للمحافظة على الكفاءة التخزينية لهذه المنشآت كاشفا عن وجود لجنة علميه لتقييم آثار السيول التى سقطت على المنشآت فى مدينة راس غارب لتحديد الأسباب التى أدت إلى ذلك.
وأشار صقر إلى أنه يتم تحليل البيانات التى تم يتم جميعها من خلال شبكة أجهزة قياس الأمطار المنتشرة فى جميع أنحاء الجمهورية وتحديد المناطق، التى سقطت عليها المياه من خلال خرائط التنبؤ والنماذج الرياضية المتاحة لدى وزارة الرى، وذلك لتحديد إجمالى كمية الإمطار التى سقطت بكل منطقة على مستوى الجمهورية أثناء الحدث "السيول"، وكذلك حساب حجم المياه التى تم حصادها خلف السدود وداخل بحيرات التخزين، وما تم فقده بالجريان السطحى إلى البحار ونهر النيل.
ومن جانبها أكدت الدكتورة كريمة عطية مدير معهد الموارد المائية التابعة للمركز القومى لبحوث المياه، أن الأمطار والسيول فى الفترة من 1975 حتى عام 2010 كانت تحدث مرة كل 3 سنين أو 4 سنين، لكن منذ عام 2010 بدأت تحدث كل عام ومن الممكن أن تتكرر أكثر من مرة فى العام الواحد.
وأضافت عطية، فى تصريحات لـ"اليوم السابع" أن المواطنين أقاموا منشآت على مخرات السيول، ولم يأخذوا فى اعتباراتهم أنها من الممكن أن تحدث نتيجة عدم حدوثها منذ عشرات السنين قائلة: "المواطنين واخدين أمان والمنشآت مقامة على مخرات السيول".
وطالبت عطية رؤساء المدن التى سقطت عليها سيول بايجاد استخدامات لمياه السيول، حتى لا تتبخر ومحاولة استخدامها فى الزراعات أو تحويلها على شبكة مياه الشرب على حسب احتياجات كل محافظة، مشيرة إلى أن محافظة جنوب سيناء من أفضل المحافظات التى تقوم باستخدام مياه السيول للأغراض الحياتية يومياً موضحة أن المواطنين يقومون بسحبها فى سيارات ووضعها فى خزانات للحفاظ عليها من البخر.
وأشارت عطية إلى أن المعهد لديه نموذج للبحيرات الجبلية فى سانت كاترين والتى يصل عددها إلى 142 بحيرة جيلية للاستخدامات اليومية للأسر الموجودة، والتى تصل القدرة الاستيعابية لكل بحيرة من 500 متر مكعب إلى حوالى 2000 متر، وتملأ حتى 3 مرات فى العام حيث يتم تغذية بعض الآبار منها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة