أحمد منصور
نظم المجلس الإماراتى لكتب اليافعين خلال مشاركته فى الدورة الـ 35 من معرض الشارقة الدولى للكتاب، جلسة نقاشية تناولت عمل لجنة تحكيم النسخة الثامنة من جائزة اتصالات لكتاب الطفل، وأسباب اختيار الفائزين، وسلطت الضوء على شروط المشاركة فى الجائزة، وما قدمته الأعمال الفائزة من إضافة لمكتبة الطفل العربى، على مستوى المحتوى، واللغة، والأسلوب، والتقنيات المستخدمة فى الكتابة.
وشارك فى الجلسة جميع أعضاء لجنة تحكيم النسخة الثامنة من جائزة اتصالات لكتاب الطفل وهم: الدكتورة هنادا طه، أستاذ كرسى فى جامعة زايد، وبلسم سعد، المؤسس والمدير التنفيذى لدار البلسم للنشر والتوزيع جمهورية مصر العربية، والأديب السعودى ماجد سليمان، والفنان والرسام الإماراتى عبد الله الشرهان، المدير الإبداعى لبرنامج افتح ياسمسم، وجيتا وولف، مؤسسة دار تارا للنشر(الهند)، وأدارتها إيمان محمد، تنفيذى البرامج والجائزة فى المجلس الإماراتى لكتب اليافعين.
وبدأت الدكتورة هنادا طه حديثها خلال الجلسة قائلةً :" لقد أحدثت جائزة اتصالات لكتاب الطفل حراكاً كبيراً فى مجال أدب الطفل واليافعين لم نشهد له مثيل من قبل، ولذلك فكان من الطبيعى أن تواجهنا فى لجنة التحكيم تحديات كبيرة فى عملية اختيار الأعمال الفائزة، حيث كانت هناك العديد من الأعمال والإصدارات الرائعة والرصينة، وشاهدنا جودة عالية فى المحتوى، وبناءً على ذلك فقد أصبحنا نختار ما بين الجيد والأجود بدل الاختيار بين الجيد والأقل جودةً".
وأضافت طه: "هناك كتاب تم التقدم به لكنه لا ينتمى إلى إحدى الفئتين، كونه كتاباً واقعياً يتحدث عن الخط العربي، فقد لفت هذا الكتاب نظر كل أعضاء اللجنة، وقطعنا وعدا على أن نسلط عليه الضوء فى هذه الجلسة وهو كتاب حواديت الخطاطين لمحيى الدين اللباد الصادر عن دار الشروق، والذى يؤرخ للخط العربى بصورة لم نعهد لها مثيل فهو كتاب ممتع بسيط جاذب وشيق".
ومن جانبها أعربت بلسم سعد، عن إعجابها وسعادتها بالأعمال المشاركة، وأكدت على أن اللجنة قامت بدورها من خلال التزامها بالمعايير المتفق عليها مع إضافة بعض المعايير الأخرى، المتعلقة بالإخراج والرسوم والنص، وتناول المواضيع القديمة بشكل جديد، وأشارت إلى أن المشاركة فى فئة كتب الأطفال تميزت بالتنوع، بينما كانت هناك كتب كثيرة قدمت ضمن فئة اليافعين وهى فى الأساس تخاطب الأطفال الذين لم يتجاوزوا السابعة، وأكدت على أن معظم كتب اليافعين كانت كتب ذات طابع ديني، وانخفض فيها عدد القصص والروايات.
ومن جانبه أكد عبد الله الشرهان، على أنهم فى لجنة التحكيم كانوا يبحثون فى صفحات الكتب عن الجديد الذى يقدم صورة جميلة خارجة عن المألوف التى تحمل إبداعاً متجدداً، وتفتح ذهن الطفل لطرح العديد من الأسئلة، وأشار إلى الخط العربى باعتباره أحد الفنون التى لاتجد حظها من الاهتمام، على الرغم من أن كتابة الخط يدوياً تعطى جمالية للكتب سواء أن كان خطاً حديثاً أو كلاسيكياً.
وتقدم الشرهان بمقترح تضمين فئة القصص المصورة أو ما يعرف برسم الفن المتتابع ضمن فئات جائزة اتصالات لكتاب الطفل، لافتاً إلى أن هذا الفن الذى يلعب صاحب الفكرة فيه دور الرسام والكاتب والمخرج فى آن واحد، بات له جمهور كبير ومتابعين كثر على نطاق امتداد الوطن العربى والعالم أجمع.
وقالت جيتا وولف:" من الرائع رؤية هذا التنوع الكبير الذى يزخر به أدب الطفل العربي، فعلى الرغم من التحديات التى تواجه عدد كبير من الدول العربية التى تعانى من عدم الاستقرار، فلا يزال العالم العربى قادر على رفد المشهد الأدبى بالمحتوى الغني، وهنا على أن أتقدم بالشكر لجائزة اتصالات لكتاب الطفل وللمجلس الإماراتى لكتب اليافعين على منحهما لى الفرصة للاطلاع على المخزون الثقافى والأدبى الثرى الذى تتمتع به إمارة الشارقة بشكل خاص ودولة الإمارات العربية المتحدة بشكل عام".
ومن جهته قال ماجد سليمان: "الكتابة للطفل تعتبر من أصعب الأعمال الأدبية، وبشكل عام فإن المشاركات المقدمة فى فئة الأطفال كانت مدهشة ولكن كان هناك بعض الأعمال التى ينقصها شى من الحبكة، أما فيما يخص كتب اليافعين فمعظم الكتب فيها لم تحاكى الفئة العمرية حيث قدمت أفكار أكبر من أو أقل من فئة اليافعين، كما أن أغلب ما كتب كان عبارة عن خواطر وبوح طويل، وهذا بالضرورة لا يصنع رواية أو قصة، لأن القصة والرواية هما امتداد للزمان والمكان وتحرك الشخصيات، كما لاحظنا أن هناك كثير من دور النشر عند كتابتها لليافيعين لا تهتم كثيراً بالإخراج، وتعتمد أكثر على الوعظ والتأنيب، أما فى أدب الطفل فقد شهدنا تنوع فى المحتوى والإخراج".
وحول استبعاد بعض النصوص أكدت الدكتورة هنادا طه أن النص هو روح الكتاب، وكشفت عن استبعاد عدد من النصوص مع أنها كانت مقبولة فى الشكل العام، وذلك بسبب أنها أظهرت الفتيات بمظهر الضعف مما يعيق جهود تمكين المرأة، إلى جانب أعمال أخرى حملت أخطاء لغوية ونحوية، وأشارت إلى أن كتاب أريد أن أكون "سلحفاة أريد أن أكون سلاحفة" الفائز بجائزة أفضل نص، يمكن لكل شخص أن يأخذ منه ما يشاء فالأطفال يمكن أن يأخذوا صورته البسيطة، وكشفت عن أنه لامس قلبها لسبب أنه جاء فى زمن يضج فيه العالم بالمهجرين، الذين يفتقدون إلى دفء البيت والمأوى، الذين فقدوا كل شيئ وحملوا ما تبقى من فتات على ظهورهم.
وحول إشكالية عدم القدرة على تحديد وتمييز الفئات العمرية عند الكتاب لفئتى الأطفال واليافعين، فقد اتفق المشاركون على أن ذلك يمثل أزمة حقيقية، وأوصوا بضرورة وضع نظام تصنيف يستند على معايير محددة يتم تعميمها والاتفاق عليها فى كل دول الوطن العربي، كما أوصوا بضرورة أن تهتم هذه المعايير بحجم الخط، ونوع الرسومات، وقرب المفردات والمحتوى من الطفل واليافع.
بلغ القيمة الإجمالية لجائزة اتصالات لكتاب الطفل، التى ينظمها المجلس الإماراتى لكتب اليافعين وترعاها شركة اتصالات، مليون درهم إماراتي، تشمل 300 ألف درهم لفئة كتاب العام للطفل يتقاسمها الناشر والمؤلف والرسام، بواقع 100 ألف لكل واحد منهم، و200 ألف لفئة كتاب العام لليافعين، توزع مناصفة بين المؤلف والناشر، و100 ألف لكل من الكتاب الفائز بجائزة أفضل نص، والكتاب الفائز بأفضل رسوم، والكتاب الفائز بأفضل إخراج. إضافة إلى 200 ألف درهم مخصصة لتنظيم سلسلة ورش عمل لبناء قدرات الشباب العربى فى الكتابة، والرسم، بهدف اكتشاف ورعاية الجيل الجديد من المواهب العربية فى مجال كتب الأطفال.
وتميزت لجنة تحكيم الجائزة لهذا العام بتنوع الكفاءات ما بين ناشر، وأكاديمي، ومؤلف، ورسام حيث ضمت خمسة متخصصين فى صناعة كتب الأطفال واليافعين، ينتمون إلى عدد من الدول العربية إلى جانب خبير أجنبى متخصص، وهم: الدكتورة هنادا طه (لبنان)، وبلسم سعد عن دار البلسم للنشر (جمهورية مصر العربية)، والأديب ماجد سليمان (المملكة العربية السعودية)، والفنان عبد الله الشرهان (الإمارات)،
شرح الصورة من اليسار: مدير الجلسة إيمان محمد، تنفيذى البرامج والجائزة فى المجلس الإماراتى لكتب اليافعين، الفنان الإماراتى عبد الله الشرهان، الدكتورة هنادا طه (لبنان)، الأديب السعودى ماجد سليمان، بلسم سعد( جمهورية مصر العربية)، وجيتا وولف (الهند).
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة