يأتى هذا فى الوقت الذى فسر فيه خبراء أن الجماعة تسعى للعودة للمشهد السياسى من باب فصل العمل الدعوى عن السياسى، الذى دعت لها جبهة إخوان تركيا فى وقت سابق وعلى رأسهم عمرو دراج رئيس المكتب السياسى للإخوان فى الخارج.
بداية تلك الدعوات جاءت عندما وجه محمد عبد الرحمن المرسى، عضو مكتب إرشاد الإخوان، ورئيس اللجنة الإدارية العليا للجماعة الجديد، رسالة إلى قيادات وكوادر الجماعة، أكد لهم ضرورة الاهتمام بالمجال التربوى ، وطالبهم بضرورة عمل مراجعات فكرية ، والاهتمام بالفهم الصحيح للدعوة على حد قوله.
وزعم المرسى فى رسالته التى نشرها المركز الأعلامى للإخوان فى لندن، أن السياسة جزء من العلمانية التى تتناقض مع الإسلام وفق زعمه، وأكد عضو مكتب إرشاد الإخوان، أن الإخوان تدخل العمل الدعوى فى السياسى، وهو ما اعتبره حلفاؤها استيعابا للمشروع العلمانى، كما وجه قواعد الإخوان بالاهتمام بالمجال الدعوى خلال الفترة المقبلة.
من جانبه طالب الدفراوى ناصف، القيادى الإخوانى المحسوب على جبهة محمود عزت، إن على الإخوان أن تتبع مقولة عمر التلمسانى الذى قال: "على القيادة أن تولى الجانب التربوى، على كل المستويات، الاهتمام اللائق به".
وأضاف القيادى الإخوانى فى بيان له :"التربية هي الأساس في قوة البناء وتماسكه، وهي تعد الأجيال التي ترث الأمانة، وتتحمل الأعباء".
من جانبه قال طارق البشبيشى، القيادى المنشق عن جماعة الإخوان، إن الإخوان تحاول إعادة طرح نفسها من جديد عبر مزاعم الاهتمام بالعمل التربوى وعزل العمل السياسى، وهى مزاعم دائما ما كانت الجماعة تلجأ لها عندما تتعرض لأزمات خلال العقود الماضية، مشيرا إلى أن التنظيم يسعى لإعادة طرح نفسه قبل دعوات 11-11.
وأضاف القيادى المنشق عن جماعة الإخوان، لـ"اليوم السابع" أن التنظيم يعلم جهله بالسياسة، وخلطه للعمل الدعوى بالعمل السياسى أضر به كثيرا، إلا أن محاولات طرح نفسه بفصل العمل الدعوى عن السياسى لن تنجح ولن يلتفت لهم الشعب المصرى.
وفى ذات السياق قال طارق أبو السعد، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إن التنظيم شهد خلال الشهور الماضية معركة عنيفة حول فل العمل الدعوى عن السياسى، إلا أن جبهة صقور الإخوان هى من كانت ترفض ولكنها الآن هى من تتزعم هذه الدعوات.
وأضاف ، القيادى السابق بجماعة الإخوان، أن التنظيم لن ينجح فى خطته بإعادة طرح نفسه عبر مزاعم الفصل بين العمل الدعوى والسياسى، خاصة أن معظم شباب الإخوان انخرط بالفعل فى أعمال العنف والقتل عبر اللجان النوعية التى شكلتها الجماعة.