المتحف المصرى الكبير محل أنظار العالم، الكل يرتقب لحظة افتتاحه، فبداخله سيتم عرض 50 ألف قطعة أثرية، لكن وراء عرض كل قطعة أثرية مرممة استطاع أن يهيئها بأحدث الطرق العلمية الحديثة قبل خروجها إلى النور، لذلك قام "اليوم السابع" بجولة داخل أكبر مراكز الترميم فى العالم لمتابعة سير أعمال الترميم ومعرفة آليات العمل بداخله، وهو مركز الترميم بالمتحف المصرى الكبير.
المدخل الرئيسى لمعامل الترميم بالمتحف المصرى الكبير
الكل هنا يعمل على قدم وساق حتى ينجز كل القطع التى تم تسليمها لمركز الترميم، وبكل دقة يقوم المرممون بمعاينة جميع القطع الأثرية فهم واعون بأنهم مستأمنون على حضارتنا المصرية القديمة، ولذلك تشعر عند دخولك للمعامل المعدة لترميم الآثار كأنك داخل غرفة عمليات يجرى بها عملية جرحية دقيقة، من حيث التعقيم وقياس درجة حرارة الغرفة، للعمل فى ظروف ملائمة لبيئة الأثر.
معمل الأخشاب
وقال الدكتور حسين محمد كمال مدير عام الشئون الفنية للترميم بمشروع المتحف المصرى الكبير إن مركز الترميم تم افتتاحه عام 2010، حتى يكون جاهزا لاستقبال 100 ألف قطعة أثرية لعرضها وتخزينها بالمتحف الكبير، وكان لابد أن يتم تنفيذ المركز قبل افتتاح المتحف بفترة كافية حتى يتم ترميم القطع خصوصا أن معظم القطع تأتى من مخازن متحفية، حتى يتم إعدادها للعرض بشكل مناسب.
أحد معامل الترميم بالمتحف المصرى الكبير
مركز الترميم يضم 19 معملا، 7 معامل متخصصة فى ترميم الآثار الثقيلة ومقسم طبقا للمواد الأثرية، فنجد أن لكل خامة معملا فهناك ما هو مختص بالأخشاب والأحجار والآثار الثقيلة والعضوية وغير العضوية والمشروعات الخاصة، إضافة للمومياوات والبقايا الأثرية، ويوجد معمل للفحوص والتحاليل وتشخيص مظاهر التلف.
أخصائية الترميم أثناء ترميمها إحدى القطع الأثرية
وأضاف الدكتور حسين محمد كمال أن معامل الفحص والتحاليل مهمة، حيث تقوم بفحص القطع الأثرية قبل عمليات الترميم، وذلك بأحدث الأساليب العلمية، مضيفا بدأنا فى 2012 الانتباه إلى أنه بعد افتتاح مركز بهذا الحجم والذى تبلغ مساحته 32 ألف متر مربع، وهو أكبر مركز ترميم فى العالم من حيث المساحة والإمكانيات والعاملين وضعنا خطة استراتيجية طويلة المدى، حتى يكون المركز مهمته الأساسية ترميم الآثار المختارة للعرض، إضافة لتقديم دعم فنى لوزارة الآثار لبعض المشروعات، إلى جانب العلاقات الدولية مع المعاهد الأجنبية التى لها نفس الاهتمامات، والهدف الثانى للمركز هو تدريب المرممين عن طريق برنامج تدريبى بالتعاون مع "الجايكا" اليابانية، للتعرف على جميع الأساليب الحديثة فى أعمال الترميم، لرفع مستوى المهنى للعاملين، وتجهيز مدربين لنقل الخبرات لوزارة الآثار، وإعداد برامج تدريبية داخل وخارج مصر.
جانب من أعمال الترميم داخل معامل الترميم بالمتحف الكبير
وتابع حسين كمال، أن الرؤية المستقبلية أن يكون مركز الترميم بالمتحف الكبير مركزا إقليميا بالشرق الأوسط وينافس المعاهد والمراكز العالمية المتخصصة لترميم الآثار بشكل كبير، مضيفا ودورى كمدير عام للشئون الفنية تم وضع نواة لمدرسة فنية فى الترميم تحتوى المواثيق الدولية وتصب فيها كل الخبرات الأجنبية.
أعمال الترميم داخل مركز المعامل
كما أوضح مدير عام الشئون الفنية للترميم بمشروع المتحف المصرى الكبير أنه يتم وضع خطة لكل قطعة تدخل معامل الترميم، ومدى التدخلات التى ستتم وتحديد الإضافات والخامات، إضافة للفترة الزمنية للقطعة، وتوضع الخطة من قبل أخصائى الترميم وتقدم لرئيس المعمل للمناقشة، ثم تعرض على للمناقشة النهائية، وكل ذلك يتم من خلال نظام تم وضعه لسير وتسهيل العمل، وأصبحت السمات العامة لمركز الترميم هو تقنين وتفعيل التدخل الدنى وهو العمل على أقل تدخل للقطعة الأثرية بحيث يتم المحافظة عليها للأجيال القادمة، ونضع فى اعتبارنا أن فى المستقبل سيكون هناك تطور فى الأدوات والخامات، لأن علم ترميم الآثار من العلوم الحديثة، ولذلك نعمل على التدخل بالترميم مع تثبيت حالة القطعة على ما هى عليه، لآن مواد الترميم أقل تأثيرا من المادة الأصلية، ولهذا نعمل على التدخل البسيط للآثار، فنحن نعمل بمبدأ أقل الضررين إما نفقد القطعة الأثرية أو التدخل والإضافات البسيطة للمحافظة على القطعة، وبالتالى نختار الخيار الثانى، بتدخل محسوب جدا، وهذا أسلوب متبع دوليا.
جانب من أعمال الترميم
وأشار الدكتور حسين كمال، إلى أن الصيانة الوقائية وهو علم العالم يتجه إليه وهو ترميم الآثار بدون تدخل وعمل تحكم للبيئة المحيطة للقطعة الأثرية، وهى وضع القطعة الأثرية فى ظروف مناسبة بحيث يكون هناك تقليل بمعدلات التلف أو وقفه نهائيا وبالتالى لا نحتاج إلى أى تداخلات بالمستقبل، وفى مركز الترميم الآثار بالمتحف الكبير تم تجهيز ذلك بشكل حديثا، للقدرة على تطبيق علم الصيانة الوقائية، التى تطبق بالعالم.
تماثيل الاوشابتى داخل معامل الترميم
لافتا إلى أن هناك أجهزة بجميع المعامل لقياس الرطوبة والحرارة والضوء وفلتر، وهناك برنامج لمكافحة الإصابات الحشرية التى تتغذى على الآثار العضوية، وذلك للتحكم والسيطرة عليها، ويتم تعقيم الآثار بدون أى مواد كيماوية.
إحدى القطع الأثرية داخل معامل الترميم بمراكز الترميم بالمتحف الكبير
جانب من القطع داخل معامل مركز الترميم
أعمال الترميم لتماثيل الاوباتشى
معمل ترميم الآثار الدقيقة
أعمال الترميم داخل معمل الأخشاب
أخصائية الترميم توثق أعمال الترميم بالتصوير والترقيم
توابيت داخل مركز الترميم بالمتحف الكبير
معمل الآثار الثقيلة
التماثيل الأثرية داخل معمل الآثار الثقيلة
معمل الآثار الثقيلة
أحمد منصور محرر اليوم السابع والدكتور حسين كمال
رفع الآثار الثقيلة تمهيدا لترميمها
الآثار الثقيلة داخل المعمل
جانب من عمل أخصائى الترميم للآثار الثقيلة
معمل الأحجار