أظهرت بيانات مبادرة البيانات المشتركة (جودى) أن المملكة العربية السعودية تحولت فى سبتمبر إلى مستورد خالص لزيت الوقود للمرة الثالثة منذ بدء تسجيل البيانات.
وجرت العادة على أن يزيد استهلاك المملكة من زيت الوقود خلال أشهر الصيف، عندما يبلغ الطلب على توليد الكهرباء مستويات الذروة، ولكن الطلب على الوقود الصناعى تلقى دعما فى الآونة الأخيرة من زيادة طاقة توليد الكهرباء باستخدام الزيت، كما أن المملكة تتحول بعيدا عن حرق الخام بشكل مباشر فى قطاع الكهرباء لتوفير المزيد من النفط الخام للتصدير.
وقال نيفين ناه، المحلل المتخصص فى منتجات النفط لدى إنرجى أسبكتس، "تحول السعودية إلى مورد خالص لزيت الوقود لا علاقة له بالعوامل الموسمية، ولكنه يتعلق أكثر ببدء تشغيل محطتين جديدتين للكهرباء تعملان بزيت الوقود."
وكانت المرتان السابقتان اللتان أصبحت المملكة فيهما مستوردا خالصا لزيت الوقود فى نوفمبر 2014 وأغسطس 2008 بحسب بيانات جودى.
ولم ترد شركة أرامكو السعودية المسؤولة عن إمدادات الطاقة فى المملكة على طلبات للحصول على المزيد من التفاصيل بشأن احتمالات زيادة واردات زيت الوقود.
أثر الإمدادات العالمية
ومع تراجع صادرات زيت الوقود من منتجين رئيسيين، مثل روسيا وفنزويلا بالفعل، يقول ناه إن تحول السعودية إلى مستورد خالص لزيت الوقود في سبتمبر "مهم للغاية."
وأضاف أنه إذا استمر الاتجاه على هذا النحو فقد يسهم فى تقلص هيكلى فى الفجوة بين العرض والطلب فى أسواق زيت الوقود العالمية.
وتخطط المملكة العربية السعودية لزيادة محطات توليد الكهرباء التى تعمل بالزيت، بواقع ثلاث محطات، وبطاقة إجمالية تصل إلى 8.34 جيجاوات على مدار العامين المقبلين، بحسب تقرير نشره معهد أكسفورد لدراسات الطاقة فى يوليو.
غير أن تجارا يقولون إن استخدام زيت الوقود كلقيم لمحطات توليد الكهرباء بدلا من الخام سيكون دوما أمرا يتعلق بالتكلفة.
وارتفعت هوامش تكرير الوقود فى آسيا إلى خام دبى، وهى تمثل بالضرورة الفارق بين زيت الوقود والنفط الخام، على مدار الأشهر القليلة الماضية لمستويات هى من بين الأعلى فى نحو خمس سنوات، فى ظل طلب كبير وتقلص فى إمدادات الوقود الصناعى ووقود الطاقة.
وقال تجار، إنه إذا ما استمرت هوامش تكرير زيت الوقود فى الارتفاع أمام أسعار الخام فقد تتحول محطات توليد الكهرباء بعيدا عن استخدام زيت الوقود وتتجه من جديد إلى حرق الخام بشكل مباشر.
