"حينما يستخدم من حولك الخوف والإلزام والشعور بالذنب للتلاعب بك" هذه العبارة التى شرحت بها الدكتورة سوزان فورورد الأخصائية النفسية الأمريكية الشهيرة عنوان كتابها "الابتزاز العاطفي"، ولعل هذا العنوان الشارح يوضح باختصار لماذا يصنف الابتزاز العاطفى كأحد أشكال العنف النفسى، وأحد أشكال سوء المعاملة.
غلاف الكتاب بنسختيه العربية والإنجليزية
وفى إطار حملة الـ 16 يومًا لمناهضة العنف ضد المرأة، من المهم أن تتعرفى على هذا النوع من أنواع العنف الذى لا يعاقب عليه القانون، رغم أن الكثير من النساء يقعن ضحايا له من قبل شركائهم، سواء كان هذا الشريك حبيب تربطها به علاقة عاطفية، أو خطيب أو زوج، أو حتى أخ أو ابن..
• الابتزاز العاطفى هو أحد الأشكال الفعالة للتلاعب، وفيه يهددنا الأشخاص المقربون منا، سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، ليعاقبونا إذا لم نفعل ما يريدونه.
• أحيانًا يكون الابتزاز مباشرًا وواضحًا ولكنه فى الكثير من الأحيان يكون غير واضح ويحدث فى سياق علاقة يسودها الكثير من الأمور الجيدة والإيجابية، بالتالى تطغى التجارب الإيجابية على الشعور بأن هناك شيئًا ليس على ما يرام، ويتسلل الابتزاز العاطفى بهدوء ليتخطى حدود التصرف العادى المقبول إلى سلوكيات مشوبة بعناصر تقضى على سعادتنا.
• لكى نحكم على سلوك ما بأنه "ابتزاز عاطفي" لابد أن تتوافر فيه 6 عناصر، وهى "الطلب الذى يقدمه الطرف الأول، والمقاومة وعدم القبول من الطرف الثانى، ثم الضغط من أجل تنفيذ الطلب من الطرف الأول، ثم التهديد المباشر أو غير المباشر، بعدها يأتى إذعان الطرف الثانى للطلب، وأخيرًا التكرار".
• المبتزون عاطفيًا يعرفون مدى تقديرنا لعلاقتنا بهم، ويعرفون نقاط ضعفنا، ويعرفون فى كثير من الأحيان أعمق أسرارنا، وبغض النظر عن مقدار اهتمامهم بنا فعندما يشعرون بأنهم لن يحصلوا على ما ييريون يستخدمون معرفتهم الحميمية لتشكيل التهديدات التى تعطيهم النتيجة التى يريدونها ألا وهى امتثالنا لرغباتهم.
• الأشخاص المبتزين يعرفون أننا نحتاج إلى الحب والقبول، لذلك يهددون بأن يمنعوا ذلك أو يسلبوه بالكامل أو يجعلونا نشعر بأننا يجب أن نسعى للحصول عليه، فمثلاً إذا كنت تعتزين بكونك كريمة ومهتمة بالآخرين فربما يصفك المبتز بأنك أنانية أو غير مراعية للآخرين إذا لم تستجيبى لرغبته. إذا كنتِ تحتاجين إلى المال والأمن فربما يفرض المبتز شروطًا لتوفيرهما أو يهدد بسلبهما.
• تصديقك للمبتز يعرضك للوقوع فى نمط السماح له بالتحكم فى قراراتك وسلوكك.
• يأخذ الابتزاز أشكالاً عديدة منها أن يهددك باستمرار بإنهاء العلاقة إذا لم تفعلى ما يريده، أو يلمح إلى أنه سيؤذى نفسه أو يصاب بالاكتئاب إذا لم تفعلى ما يريد، أو أن يمطرك بعبارات الاستحسان والشكر إن استجبتِ لرغبته ويمتنع عن ذلك إذا لم تفعلى.
• الشخص المقرب منك الذى يبتزك عاطفيًا لا يشترط أنه يفعل ذلك بقصد تدميرك، وإنما يمكن أن يلجأ للابتزاز العاطفى كوسيلة للشعور بالأمان والاستحواذ على زمام السيطرة.
• عند الشعور بالخوف، فإن المبتز العاطفى يتبنى دائمًا موقفًا دفاعيًا ويوجه إليكِ أصابع الاتهام.
• عندما نتعايش مع الابتزاز العاطفى، فإنه يزيد من شعورنا بالحزن والكآبة وتزداد حدته حتى أنه يعرض أهم علاقاتنا للخطر، وكذلك شعورنا بالاحترام للنفس.