قال الكاتب الكبير محمد سلماوى، إن أزمة الكتب المصرية منفصلة بعيداً عن ارتفاع نسبة الدولار، وإن كان ارتفاع سعر الدولار قد زاد من تفاقمها، والقول بأن أزمة صناعة الكتاب هى أننا أمة لا تقرأ غير صحيح، فعلى سبيل المثال، عندما تتم إقامة معرض للكتاب، ويخصص تخفيضات على بعض الكتب يقبل عليه مئات الآلاف من الناس، إذن توجد رغبة قوية لدى الجمهور للحصول على المعرفة واقتناء الكتب.
وأوضح "سلماوى" فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع"، أن مشكلة اقتناء الكتاب حاليا لم تعد ممكنة، فالكتاب الذى يبلغ سعره 50 جنيها أصبح رقمه الضعف بسبب ارتفاع الدولار، مضيفا أن هذا الوضع غير سليم، فعلى المسئولين فى الدولة أن يعلموا أن قراءة الكتب ليست وسيلة للترفيه، فالكتاب سلاح المجتمع الأول فى مواجهة المشاكل الكبرى، والتى منها مشكلة الفكر الدينى "المنحرف"، الذى انتعش بوجود فراغ فكرى.
وأشار "سلماوى" إلى أن الدولة عليها دعم الكتب وتخفيض سعره، وعليها أيضا أن تضمن وصول الكتاب لأيادى الناس بلا حواجز مادية أو جغرافية، وهذا ما نص عليه الدستور المصرى، "بأن الثقافة ليست سلعة إنما هى خدمة وعلى الدولة أن توفرها للشعب، دون تميز أو تكلفة أو بعد جغرافى" فعدم وصول الكتاب للقراءة مخالفة دستورية.
وطلب "سلماوى" من الدولة رفع الرسوم الجمركية على المواد التى تدخل فى تصنيع الكتاب، منها آلة الطباعة والأوراق والحبر، وغيرها من المواد التى تساعد فى رفع سعر الكتاب بشكل كبير.
وعن معركة مصر مع الإرهاب، قال "سلماوى" إن هناك العديد من الوسائل العديدة، لتكسب الدول معركتها ضد الإرهاب والتطرف والانحراف الدينى، فيجب الانتباه من هذا الخطر الكبير ومحاربة الجريمة منذ نشأتها قبل القيام بالفعل الإجرامى، وتطبيق ما ألزمه الدستور.
وعن مصادرة الكتب، التى تدعو للتطرف قال "سلماوى"، إنه ضد منع الكتب وفرض رقابة عليها؛ لأن الشعب المصرى لا يصح أن يفرض عليه وصايا، وإنما واجبنا توفير بديل للقارئ، فالشباب الواعد علينا الاهتمام به من خلال توفير كتب تخاطب الحق والصدق، مضيفاً: إن الشباب فى سن التمرد فإذا لم يتوافر لهم البديل فسوف يلجئون إلى الكتب التى تنمى الإرهاب.
وأشار "سلماوى" إلى أنه فى الستينيات تم القضاء على الفكر المتطرف، بسبب توافر البديل العصرى للجيل الجديد، من خلال التطلع إلى التقدم وأهمية تكوين الوحدة العربية وثقافة الانفتاح على العالم والاهتمام بقضية تحرير فلسطين، فلذلك الثقافة تعد البديل الأمثل الذى للأسف فرضنا عليه قيود بسبب مشكلة إنتاج الكتب فى الأسواق.
ونوه "سلماوى" إلى أنه دائما الممنوع مرغوب، فعلينا التفكير عمليا وإنتاج بديل يحارب هذا الفكر المتطرف.
وحول مبادرة التى تقدم دولة الإمارات العربية للأطفال تحت عنوان تحدى القراءة، أوضح سلماوى، أنه يشجع هذه المبادرة لأن الطالب المصرى لا يحب الكتب المدرسية، فالطالب المصرى الوحيد فى العالم الذى يقوم بتمزيق الكتب بعد نهاية كل امتحان.
وأشار "سلماوى" إلى أنه عندما كان طالبا فى المدرسة قررت عليه دراسة روايات كبرى كل عام ومسرحيات عالمية لشكسبير، مضيفا أنه حتى الآن مازال محتفظا بهذه الكتب.
وأضاف "سلماوى" أن علينا إعادة النظرة فى تجربة فنلندا والتعليم، حيث إنها حببت الطلاب فى طلب العلم، وأولى القرارات التى اتخذوها إلغاء الواجب المدرسى، فهذه التجربة ساعدت على تكوين نظرة واعية وفتحت مدارك الطلاب فى التعلم.
وأكد "سلماوى" أن لاشك أن الثقافة مكون أساسى للمناهج التعليمة الدراسية، فالثقافة بكل مجالاتها فى الأدب والشعر والمسرح تساعد على بناء الأمة فى كل الدولة خاصة فى مصر.