اتهم مسئولون أمريكيون روسيا بالسعى لإحداث خلل بالانتخابات فى الولايات المتحدة ودول غربية أخرى، مؤكدين أن الكرملين يسعى لإحداث الفوضى فى الانتخابات الغربية لتأمين قبضة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين على السلطة.
وقال المسئولون أن أعمال القرصنة الألكترونية المتعلقة بالانتخابات الأمريكية والتى تنسبها واشنطن إلى روسيا قد تصل إلى أوجها فى يوم الانتخابات، مرجّحين أن يستمر ذلك الأمر فى العامين القادمين فى ظل سعى موسكو إلى التأثير على السياسة فى الولايات المتحدة والانتخابات الكبرى فى أوروبا، بحسب صحيفة "وال ستريت جورنال" الأمريكية.
ونقلت الصحيفة نفسها عن مسئولين وخبراء أمريكيين أن التدخل الروسى قد يصبح أكثر قوة فى أوروبا عنه فى الولايات المتحدة بسبب تودد موسكو منذ فترة طويلة إلى عدد من الشخصيات السياسية، فضلا عن تقوية علاقاتها مع بعض الأحزاب السياسية المناهضة للتكامل الأوروبى، والتى أصبحت أكثر قوة فى الفترة الأخيرة بسبب تفاقم أزمة الهجرة واللاجئين.
وأشارت الصحيفة إلى قرب إجراء عدد من الانتخابات الكبرى فى أوروبا، بينها الانتخابات العامة الهولندية، فى مارس المقبل، والانتخابات الرئاسية الفرنسية فى أبريل ومايو 2017، والانتخابات العامة الألمانية فى خريف 2017، وقال خبراء مراقبون للكرملين أن موسكو تأمل فى أن تساعد مكاسب محتملة لبعض الأحزاب الصديقة لها مثل حزب الجبهة الوطنية اليمينى الفرنسى، فى كسر بعض عزلته الدبلوماسية والتحرر من العقوبات المفروضة عليها بعد ضمها لشبه جزيرة القرم فى 2014.
من جانبه، قال الباحث فى المشروع الروسى بمؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات ومقرها واشنطن، باسى إيرونين، لـ"وال ستريت جورنال"، أن "الانتخابات الألمانية والانتخابات الفرنسية وانتخابات أخرى فى العام المقبل ستكون لها أثار جيوسياسية كبيرة على روسيا"، مشيرًا إلى أنه رغم كون التدخل واسع النطاق من جانب الكرملين هو أمر جديد نسبيا على الولايات المتحدة، لكن روسيا نشطة فى أوروبا فى العامين الأخيرين، مستخدمة عمليات قرصنة إلكترونية وحملات تضليل لإضعاف من تعتبرهم موسكو خصوما سياسيين.
كما نقلت الصحيفة عن مسئولين بالإدارة الأمريكية أنه حتى إذا فشل حلفاء روسيا فى الانتخابات الأوروبية العام المقبل، فإن التدخل فى الولايات المتحدة وأوروبا سيستمر كهدف طويل المدى بالنسبة للكرملين، خصوصًا من أجل وضع من يراهم بوتين كخصوم فى الغرب فى حالة من التشتت، الأمر الذى قالوا أنه يسهل عليه كسب ولاية رئاسية جديدة فى الانتخابات المقرر إجرائها فى 2018.
وكان مراقبون أمريكيون وأوربيون قد انتقدوا الانتخابات السابقة فى سوريا ووصفوها بأنها مزورة وتشوبها عمليات تلاعب، الأمر الذى رفضه بوتين، واصفا تلك الانتقادات بأنها محاولة خفية للإطاحة به.
وعلق مسئول بارز بالبيت الأبيض قائلا أن الرئيس الروسى يأمل فى تحصين نفسه ضد مثل هذه الانتقادات من خلال زرع الكثير من الفوضى فى الانتخابات الأمريكية والأوروبية، وقبل ذلك سيكون القادة الغربيون مشغولون كثيرا بالمشكلات الداخلية، بما لن يسمح لهم ببذل الكثير من الجهود فى انتقاد الانتخابات الرئاسية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة