بين الشراسة والأنوثة استطاعت فتيات عائلة الحلو أن يحققن هذه المعادلة الصعبة، فترويضهن للوحوش لم يكن سببا أو حجة للتراجع عن اهتمامهن بأنفسهن وعلى رأسهن أصغر مدربة أسود فى العالم العربى "أنوسة كوتة"، المشهورة بملامحها الرقيقة والجذابة خارج أجواء عملها، وبقوتها وسيطرتها على الوحش داخل صالة العرض.
لذلك استطاعت " أنوسة" الفتاة العشرينية أن تحفر اسمها وسط أهم مدربى الحيوانات المفترسة فى العالم، وحققت لقب أفضل مدربة أسود" بمهرجان " المستر" العالمى والخاص بفنون السيرك.
وعن تحقيقها لهذا اللقب ومشاركتها بفيلم عالمى يروى تفاصيل حياة مدربات الأسود وعن مواصفات فتى أحلامها دارت أسئلة الندوة التى انعقدت بمقر جريدة " اليوم السابع"، والتى حاورنا بها " أنوسة" كنموذج نسائى ناجح فى عمله.
- كيف تم اختيارك فى مهرجان " مستر" العالمى كأفضل وأصغر مدربة أسود ؟
اعتبر بفضل الله أصغر مدربة أسود ونمور بيضاء فى مصر والعالم العربى، وما أهلنى للحصول على لقب "مدربة الوحوش الأفضل" هو عرضى الجديد الذى استطيع من خلاله أن أجعل النمور تسير على أقدامها الخلفية فحسب، ولم اعتمد على الحركة التقليدية الخاصة بوقوفهم على الأقدام دون أى خطوات، وأعد أنا المدربة الرابعة حول العالم التى تستطيع ترويض النمر وتعويده على هذه الحركة بسهولة.
- أنتِ حفيدة " محاسن الحلو" وابنة " مدحت كوتة" كيف كانت حياتك كفتاة نشأت فى أحضان الوحوش المفترسة؟
حياتنا متوازنة جداً فليس كل فتيات عائلة " الحلو" أو " كوتة" مدربات أسود، فالاختيار والقرار فى البداية والنهاية لنا، وليس هناك أى فرض علينا فى السير فى نفس الاتجاه، ويصر آباؤنا على استكمال دراستنا ثم يأتى وقت القرار.
واستكملت ": بالنسبة لى لم أستطع الخروج عن جلباب أجدادى وحب النمور والأسود جرى فى دمائى، لذلك احترفت تدريب الوحوش ومثلى مثل باقي فتيات العائلة نحتفظ بحياتنا كفتيات طالما خارج السيرك نمارس حياتنا بشكل طبيعى جداً كنساء".
- ما هى حقيقة هجوم 3 أسود على والدك المدرب " مدحت كوتة"؟
الأمر ببساطة أنه كان نزاعا بين أسدين ذكور على أنثى لأنها كانت فى موسم التزاوج، وبعد محاولة أبى لفض الاشتباك بينها ساء الحظ ووقع نتيجة تعسره فى السجاد، ومن هنا تحول النزاع بينها إلى اشتباك وهجوم مباشر مع أبى.
هل تأثرتِ نفسياً بعد هذا الحادث؟ وكيف تعاملت مع الأسود بعدها؟
نعم تأثرت نفسياً لأن الجريح أبى والجانى أسود تربيت معها، لكن لم يدب الخوف بقلبى ولو لحظة واحدة، وبمجرد نزولى العمل وحضورى العروض واستئناف تدريباتى لنفس الأسد واطمئنانى على أبى، بدأ هذا الصراع الداخلى فى الاختفاء ولم أقصر فى حق هذه الأسود او حتى اضطهدتها.
هل تعرضت لهجوم أحد النمور أو الثعابين التى تدربينها؟
لم أتعرض ولا مرة فى حياتى إلى أى هجوم، وأعتقد أن السبب فى ذلك هو اتباعى لنهج غربى مختلف فى تدريب الوحوش، فأنا لا أتبع وسائل الضرب أو العنف إنما اتعامل مع هذه الحيوانات المفترسة على المستوى النفسى، وفقاً لسفرى الدائم ودراستى بالخارج التى علمتنى كيفية التعامل مع هذه الكائنات من منطلق آخر بعيد كل البعد عن التخويف الذى عادة يأتى بنتائج عكسية.
- أنتِ حاصلة على ليسانس حقوق ودبلومة فى القانون الدولى .. لماذا لم تفكرى فى ممارسة المحاماة بعيداً عن أجواء السيرك؟
على الرغم من تفوقى فى الدراسة واستكمالى لمرحلة الدبلومة فى القانون الدولى، إلا أن حبى لعالم السيرك الذى توارثته أباً عن جد هو الذى ربح فى النهاية، فأنا الوحيدة التى تجمع بين عروق الثلاث عائلات المتخصصة فى فنون السيرك فى مصر، جدتى " محاسن الحلو" ابى من عائلة كوتة، ووالدتى من عائلة " عاكف"، فكيف أخرج عن هذا المجال.
- لماذا تم اختيارك كإحدى بطلات الفيلم العالمى " حيوانات رقيقة ونساء برية"؟
الفيلم يحكى عن نساء اخترن تدريب الوحش حياة لهن ومع ذلك احتفظن بأنوثتهن، لذلك تم اختيار 4 مدربات فقط حول العالم للقيام ببطولة هذا الفيلم الواقعى الذى يعكس حياتهن، ومن العالم العربى وقع اختيارهم علي كونى الأصغر سناً والأكثر اهتماما بالموضة والجمال والتصوير.
- حدثينا عن تجربة الفيلم الذى تم تصويره على مدار سنتين لم تستعينى فيها بالجرافيك أو حتى دوبلير هل تعرضت لخطر؟
فى البداية أبلغونى أن مدة تصوير الفيلم ستكون حوالى سنتين، الأمر الذى أثار اندهاشى وجعلنى متحفزة نوعاً ما، لكن قررت خوض التجربة، وبالفعل لم استعن باى دوبلير أو حتى تخضع مشاهدى " للجرافيك" وهذا ما أذهل صناع العمل.
مضيفة ": وبعد عرض الفيلم فوجئت برد فعل عالمى قوى جداً، وسافرنا بالفيلم إلى عدة مهرجانات دولية عملاقة أكدت لى أن مجهودى لم يذهب هدراً وأكدت لى أيضاً أن تدريب الوحوش هو فخر ووسام على صدرى.
- هل تشعر "أنوسة" بالخوف تجاه أى شىء؟
هذا السؤال محرج للغاية وستكون إجابته غريبة بالنسبة للبعض، فعلى الرغم من أننى أسيطر على الوحوش وأخضعها إلى إرادتى، لكن لا أستطيع أن أرى صرصار على الحائط، فمن الممكن أن أنام وأنا مطمئنة بجانب أسد، ولا أظل دقيقة واحدة بغرفة بها صرصار.
- عن العلاقات العاطفية .. مواصفات فتى أحلامك؟
مواصفات فتى أحلامى تختزل فى كلمة واحدة أن يكون " أسد" به كل صفات الأسد القوة والشراسة والطيبة والحنية فى نفس الوقت، كما أن فتى أحلامى يجب أن يحب الحيوانات المفترسة، ويتعامل معها ولا يخشى منها أبداً حتى لا يقل فى نظرى.
- كيف ينظر الرجل المصرى لمروضة وحوش؟
للأسف ينظر لنا وكأننا مصدر القوة فنتعامل مع الوحوش ونسيطر عليها، الأمر الذى يجعله يخشى السيطرة عليه هو الآخر، فالرجل المصرى والشرقى بشكل عام، يخشى أن تكون زوجته أقوى منه لذلك يبتعد عن مدربى الوحوش على قدر الإمكان.
- إذا قابلت فتى أحلامك وكان الاختيار بين الأسود وحبيبك .. كيف سيكون اختيارك؟
الأسود طبعاً وبدون تردد وعن تجربة، فإذا كان يحبنى يجب أن يحب حالتى كما أنا ويشاركنى اهتماماتى التى على رأسها ترويض الوحوش، لذلك إذا كان يحبنى بشكل جاد على ألا يضعنى فى هذا الاختيار من الأساس.
- ما هى هواياتك الأخرى؟
أعشق الأوبرا بكل مافيها عروض الباليه والموسيقى وكافة الفنون الناعمة، كل إجازة لى يجب أن أقضيها فى الأوبرا، وحتى إن سافرت خارج مصر أحرص على حضور هذه العروض الفنية.
- ما هو سر جمالك ونظام الاعتناء بنفسك؟
لا يعنى أننى مدربة أسود وأعيش داخل أجواء خشنة أن أفقد أنوثتى، فبعد عملى أبدأ جولة الاهتمام ببشرتى حتى تتخلص من أثار الماكياج، وأخضع لحمامات الكريم حتى يستعيد شعرى حيويته، ولا يعنى تدريبى للأسود ألا أتابع خطوط الموضة وأحدث صيحاتها، أو اهتم بنعومة بشرتى، وأخضع لجلسات التصوير التى تبروز أنوثتى.
مضيفة ": لذلك أدعو كل فتاة لأن تهتم بنفسها كأنثى ولا تعتمد على أنها مرأة عاملة أو زوجة وربة منزل وعلى عاتقها مسئوليات، فالأنوثة هى أهم شىء فى حياتنا".