بداية من الفنان التشكيلى، فاروق حسنى، أصبح لدى وزارة الثقافة 8 وزراء رحلوا عن منصبهم منذ قيام ثورة 25 يناير وحتى الآن، من بينهم من تولى حقيبة الثقافة مرتين، مثل الناقد الكبير الدكتور جابر عصفور، ومن تولى المنصب ثلاث مرات، مثل الدكتور محمد صابر عرب، وفى هذه الفترة، وحتى الآن، دائماً ما يظهر من بينهم وزير فى الساحة الثقافة بشكل مختلف عن الآخر، أو يعمل أحدهم على مشروع ثقافى سوف يعلن عنه خلال المقبلة، وفى هذا التقرير يرصد "اليوم السابع" ما يفعله وزراء الثقافة السابقون.
1- الفنان التشكيليى فاروق حسنى
يقضى الفنان فاروق حسنى، وزير الثقافة الأسبق، وقته فى الأيام العادية ما بين مقابلة الأصدقاء اليومية، والتى تجرى فى مكتبه أو منزله فى الزمالك، حيث يقضى الساعات الأولى من صباح كل يوم فى قراءة الصحف والمجالات كافة.
وفى بعض الأيام يكون لديه لقاء نهارى فى الفترة من الساعة الواحدة وحتى الثانية ظهراً، وبعد ذلك يقوم بالذهاب إلى منزله، وفى بعض الأيام يكون لديه لقاء فى المساء أيضًا، فيعقده فى مكتبه فى الفترة من الساعة السابعة مساء، لينتهى منه إما فى تمام الساعة التاسعة أو العاشرة مساءً.
وفى الفترة ما بين وقت الغذاء وحتى ذهابه إلى مكتبه، دائماً ما يقوم الفنان فاروق حسنى بقراءة الكتب، أو سماع الموسيقى الكلاسيكية، أو الدمج بين القراءة والموسيقى معاً، وفى حالة إذا ما لم يكن لديه أية مواعيد مسائية فى مكتبه، فيذهب لحضور المعارض التشكيلية الجديدة للأصدقاء.
أما إذا كان فاروق حسنى منشغلاً بالإعداد لمعرض جديد، ففى هذه الحالة فلا يشغل نفسه إلا برسم لوحاته فقط، يتغير برنامجه اليومى برمته، ويصبح كل وقته مكرساً للفن التشكيلى فقط.
ومنذ خروج فاروق حسنى من الوزارة قام بعمل عدة معارض، سواءً داخل مصر أو خارجها، فقد قدم خلال هذه المعارض تجربة جديدة فى التجسيد، والذى يعتمد على المزج بين المدرسة التعبيرية والمدرسة التعكيبية فى الفن التشكيلى على عكس أعماله فى فن التجريد.
وبين حين وآخر، يظهر فاروق حسنى فى الصحف ليدلى برأيه فى الأحداث الجارية، وفى أوقات كثيرة يقوم بالسفر خارج مصر لحضور معارض، أو للعمل، أو متابعة حالته الصحية، أو قضاء أوقات الاستجمام.
2- الناقد الدكتور جابر عصفور
للدكتور جابر عصفور برنامج قد يكون ثابتاً، ففى الأيام العادية، يبدأ يومه بتناوله إفطاره ليذهب إلى مكتبه، ويمكث فيه حتى الساعة الرابعة عصراً، يقوم خلال هذه الساعات بمتابعة ما يشغله من كتابة مقالات أو قراءة، حتى يحين وقت الغذاء ليجلس بعد ذلك مع زوجته، وأسرته، وفى المساء فإذا كانت لديه رغبة فى مواصلة العمل، فيتوجه إلى مكتبه، ليقوم بمراجعة بروفات الكتب، إعداد خطط الكتب الجديدة، وإن لم يكن، ففى الغالب يشاهد فيلماً.
وفى يومى الاثنين والأربعاء، يذهب وزير الثقافة الأسبق، إلى مقر مكتبه فى جريدة الأهرام، ليتلقى الصحفيين الراغبين فى إجراء حوارات، أو فى مقابلة الأصدقاء هناك.
أما يوم الخميس، فيذهب فيه إلى الجامعة، حيث يلتقى طلاب الدراسات العليا، ممن يدرس لهم الدكتوراه، وليتحدث معهم فى المناهج العلمية، وتغيرها فى العالم.
وفى الفترة الأخيرة، فقد صدر للدكتور جابر عصفور ثلاثة كتب، هى: "المقاومة بالكتابة" وذلك عن الدار المصرية اللبنانية للنشر، وفى هذا الكتاب يتناول مجموعة من الروايات التى تواجه الاستبداد السياسى، وكتاب صدر مؤسسة الأهرام بعنوان "الثقافة والثورة"، وفيه يتحدث عن الثقافة وسلطتها ودورها فى المجتمع، كما يتضمن الكتاب قسمًا خاصًا عن ثورة 1919 وإعادة النظر فيها، كما صدر له أيضًا كتب عن الهيئة المصرية العامة الكتاب بعنوان "تحرير العقل"، والذى يتناول فيه تجديد الفكر الديني، وقضية الحجاب والسفور، والأصولية ومبادئها، والخطابات الدينية فى مصر، وغير ذلك.
3- المهندس محمد عبد المنعم الصاوى
قبل أن يتولى المهندس محمد الصاوى، حقيبة وزارة الثقافة، فقد كان لديه مشروعه وهو ساقية الصاوى، ومقرها حى الزمالك، ولذا فحينما انتهت مدة توليه الحقيبة – القصيرة – عاد ليكمل ما يريد تحقيقه من مشروعات متعلقة بالساقية، حيث يقوم الآن بالعمل على الانتهاء من الأمور المتعلقة بالفروع الجديدة للساقية، والتى من المقرر أن يعلن عنها خلال الفترة المقبلة.
كما يسعى محمد الصاوى، خلال هذه الفترة للانتهاء من خطة تطوير الساقية، وذلك فى إطار سعيه لمواكبة تطورات العصر.
4- الدكتور عماد أبو غازى
منذ أن غادر الدكتور عماد أبو غازى، وزارة الثقافة، قرر الابتعاد عن وسائل الإعلام، إلا أنه دائماً ما يظهر فى الساحة الثقافية، كحضور المعارض أو الفعاليات الثقافية، وكان آخرها – على سبيل المثال – حينما أهدى تمثال "الفلاحة المرحة" لمتحف محمود مختار.
والدكتور عماد أبو غازى، هو أستاذ متفرغ فى كلية الآداب، يقوم حالياً بالتدريس لطلبة الدراسات العليا، كما أنه منسق دبلومة التنمية الثقافية، وهو مشروع ثقافى بدأت فيه الدراسة، منذ ثلاث سنوات.
وفى هذه الأيام يعكف الدكتور عماد أبو غازى على تحقيق العلمى لمذكرات النحاس باشا، والتى تتضمن فترة النفى والتى قضاها فى سيشل ورافقه فيها سعد ومكرم باشا، فى الفترة من 1921 وحتى 1923.
5- الناقد الدكتور شاكر عبد الحميد
على العكس أغلب الوزراء السابقين، يظهر الدكتور شاكر عبد الحميد، وزير الثقافة الأسبق، فى الفعاليات الثقافية بشكل كبير، فدائماً ما تراه إما مناقشاً لكتاب ما، أو حاضر ضمن جمهور الندوة.
والدكتور شاكر عبد الحميد، أستاذ متفرغ فى المعهد العالى للنقد الفني، فى أكاديمية الفنون، كما أنه مقرر لجنة علم النفس فى المجلس الأعلى للثقافة، وقد تم اختياره ليكون رئيسًا لمؤتمر أدباء الأقاليم، والمقرر انطلاقه الشهر المقبل.
يبدأ الدكتور شاكر عبد الحميد، يومه فى المعتاد بتفقد بريده الإليكترونى، ومن ثم وسائل التواصل الاجتماعى، بعدها يبدأ مواصلة العمل، من حيث كتابة المقالات، أو ترجمة الكتب، أو الاستعداد لندوة سوف يناقش خلالها رواية أو كتاباً، فدائماً هو فى حالة من الانشغال الثقافى.
هذه الحالة من الانشغال الثقافى، أسفرت – على سبيل المثال لا الحصر – عن انتهاءه من تأليف كتاب سوف يصدر عن الدار المصرية اللبنانية، بعنوان "مدخل إلى الدراسة النفسية إلى الأدب"، بالإضافة إلى قيامه الآن بترجمة كتاب، من المقرر أن يصدر عن المركز القومى للترجمة، بالتعاون مع دار التنوير للنشر، وهو لـ"سلافوى جيجك"، وهو صاحب مقولة "احتلوا وول ستريت".
ولـ"سلافوى جيجك" العديد من المؤلفات الهامة، وهو يعد من أهم المفكرين فى العالم، لديه العديد من المقالات، وكان متابعاً للثورة المصرية، ويمزج فى كتابته بين الماركسيه وكتابات "جاك لاكان" للتحليل النفسي، وكتابات "هيجل"، كما كتب فى السينما والمسرح وفى أغلب المجالات.
ويقوم الدكتور شاكر عبد الحميد، فى هذه الآونة بالعمل على ترجمة كتاب بعنوان "الجليل للأيديولوجيا"، والذى يرصد فيه سلافوى جيجك ما وراء الأيديولوجيا، والأيديولوجيات التى تسيطير على العالم الآن.
6- الدكتور محمد صابر عرب
تولى الدكتور محمد صابر عرب، حقيبة الثقافة، ثلاث مرات، وكان قبلها رئيساً لدار الكتب والوثائق القومية، وهو أستاذ متفرغ فى قسم التاريخ والحضارة فى جامعة الأزهر، كلية اللغة العربية، وبعد انتهاء فترة توليه لوزارة الثقافة، عاد إلى عمله الأكاديمى، حيث يمارس الآن دوره كأستاذ مشرف على أبحاث الماجستير والدكتوراه.
يقضى الدكتور محمد صابر عرب، أغلب وقته فى قراءته ما تمنى الاطلاع عليه خلال توليه المناصب فى وزارة الثقافة، أو الوزارة نفسها، مثل كتب التاريخ والفكر والثقافة.
يذهب الدكتور محمد صابر عرب إلى الجامعة يومين فى الأسبوع، ويوم آخر يذهب فيه إلى معهد البحوث والدراسات العربية، باعتباره أستاذاً فى المعهد، أما عن باقى الأيام الأخرى، فيقضيها فى عائلته، وكتبه.
ويعمل الدكتور محمد صابر عرب هذه الأيام على مشروع كتاب حول تجربته الإنسانية، من كافة جوانبها، سواء العملية، أو القرائية، فضلاً عن التخطيط لكتاب عن الثقافة بالمعنى الشامل والفنى، ودرورها فى حياة الإنسان، بكونه إنسانا عادياً، إضافة إلى فلسفة الثقافة كمشروع أساسى نهضت على أساسها الأمم الكبرى، وهو الأمر الذى يدفعه لقراءة المزيد من الكتب فى هذا الصدد.
7- الدكتور علاء عبد العزيز
ترددت الأقاويل بعد إنهاء حكم جماعة الإخوان الإرهابية، حول هروب وزير الثقافة الدكتور علاء عبد العزيز، الذى قام رموز الثقافة والفن والفكر والإبداع بعمل ثورة ضده، وصلت إلى الاعتصام بمقر الوزارة فى شجرة الدر، فى حى الزمالك، أنه هرب إلى ليبيا، ومن ثم إلى قطر أو تركيا، فيما ترددت أبناء أخرى عن وجوده فى مصر.
كما رفض الدكتور سامح مهران، حينما كان رئيسًا لأكاديمية الفنون المصرية، قرار عودته إلى عمله فى الأكاديمية فى ذلك الوقت، وحتى الآن لا يعلم أحد من داخل الأكاديمية أية أنباء عنه من بعد اختفاءه بقيام ثورة 30 يونيو 2016.
8- الدكتور عبد الواحد النبوى
منذ انتهاء توليه لحقيبة وزارة الثقافة، نادراً ما يظهر الدكتور عبد الواحد النبوى، إلا أنه لم ينقطع عن اهتمامه بمجال عمله، الذى تولاه قبل أن يصبح وزيراً للثقافة، حيث كان يعمل فى دار الكتب والوثائق القومية، حيث كان مسئولا ًعن الملف الخاص بالوثائق القومية بشكل كبير، ولذا فلم يكن من الغريب أن يصدر له بعدما انتهت رئاسته للوزارة كتاب حول وثائق حرب أكتوبر، وكتاب آخر حول تأميم قناة السويس.
وباعتباره أستاذاً مساعدًا للتاريخ الحديث، فى قسم التاريخ والحضارة، بكلية اللغة العربية، بجامعة الأزهر، فهو يقوم بممارسة دوره كأديمى، ومن المنتظر خلال الفترة المقبلة، أن تتم ترقيه ليصبح أستاذًا.