أعادت دعوة أحمد الريسونى، نائب رئيس اتحاد علماء المسلمين الذى يتزعمه يوسف القرضاوى، الإخوان لمراجعة أنفسهم، ووقف الاقتباس من حسن البنا، الجدل حول مدى إمكانية الجماعة أن تراجع سياساتها، مراجعة تراث حسن البنا، ووقف اتخاذ مؤسسها مرجعا لها.
وفى تصريحات لأحد المواقع التابعة للإخوان، طالب نائب رئيس اتحاد علماء المسلمين التنظيم بوقف استخدام تراث حسن البنا فى سياساتها، وتغيير علم الإخوان بدلا من السيفين والمصحف.
وقال الريسونى: "على الإخوان مراجعة تراث حسن البنا، منتقدا اتخاذ الإخوان حسن البنا مرجعا شرعيا ثابتا، يحتكم إليه وينتهى إليه، ويقاس عليه، ويستنبط منه؛ في شؤون التنظيم والدعوة والتربية، وفي السياسة ومواقفها، وفي العلاقات الدولية ومتطلباتها".
واستطرد نائب رئيس اتحاد القرضاوى قائلا: "لا يشك عاقل ولا عالم في أن هذا خطأ وخلل ينبغي تجاوزه، و التمسك بتراث حسن البنا بحذافيره، وتقديسه والتمسح به، إنما هو دليل على الجمود والعجز عن الاجتهاد والإبداع والتطور الفكري والعلمى".
وتساءل: "إذا كان العلماء قد اتفقوا على أنه لا ينكر تغير الفتوى بتغير الأحوال، فكيف بتقدير الأمور التنظيمية والسياسية واختيار الرموز والشعارات.؟".، مستطردا :" أليس من الغلط الواضح أن يُتخذ السيف - بل سيفان اثنان - شعارا ورمزا للإسلام؟! أليس من العيب أن يوضع السيف والمصحف في مقام واحد؟ وأن يُحصر المصحف بين سيفين؟! هل تصحيح هذا الغلط مسألة فيها قولان؟".
فى المقاب شن قيادات إخوانية، وحلفاء لها هجوما عنيفا على الريسونى، رافضين تصرايحاته بخصوص مراجعة مواقف الجماعة خلال الفترة الماضية، وقال بدر محمد بدر، المستشار الإعلامى لمرشد الإخوان السابق تعليقا على تصريحات الريسونى:"أحمد الريسوني مع كامل الاحترام أختلف معك تماما في حديثك الأخير الذي يفتقد الحكمة عن الإخوان في مصر".
وفى ذات السياق علق عزام التميمى، القيادى الإخوانى فى لندن، على تصريحات الريسونى قائلا:"لست مع التشكيك في نوايا الشيخ الريسوني ولا يسعدني النيل منه أو القدح فيه، إنما أنكرت عليه رأياً صدر عنه".
محمد عباس، أحد حلفاء الإخوان، شن هجوما عنيفا على الريسونى قائلا :"الريسوني حديثك يحتوي كل أخطاءالجهل الفادح والغفلة،فليتك تعلم أن عورتك لسانك وليتك تصمت"
من جانبه قال هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن أحمد الريسونى شخصية مهمة بالاتحاد العالمى وهو نائب يوسف القرضاوى وله مكانته العلمية ، ورغم أن آراءه النقدية تلك جاءت بعد فوات الأوان وفي مرحلة متأخرة جدا لكنها ستكون محل نقاش وجدل داخل الحركة بالنظر لمكانة الرجل .
وأضاف الباحث الإسلامى :"بصرف النظر عن الأهداف الحقيقية لكن ما يطرحه متداول وقاله كثيرون قبله وهناك أفكار كثيرة ومناهج للمراجعة والتصحيح كفيلة بتحسين اوضاع الجماعة وتطوير أدائها لكن ما ينقص هو الخطوة الأهم وهو وضع تلك البرامج والمناهج النقدية والمراجعات الفكرة موضع التنفيذ من قبل التنظيم وقيادته ".
واستطرد: "إلى الآن لم تتوفر الارادة داخل التنظيم لاجراء تلك المراجعات وتفعيلها لأسباب كثيرة متعلقة بالازمة الحالية والظن بان اجراء مراجعات ستضعف الجماعة امام خصومها السياسيين".