حصل "اليوم السابع" على تفاصيل جديدة فى حادث انفجار الهرم الذى وقع فى الساعات الأولى من صباح أول أمس الجمعة بمحيط مسجد السلام بالهرم، وأسفر عن استشهاد 6 شرطيين وإصابة 3 آخرين، حيث استمعت النيابة لأقوال مصابى الحادث الثلاثة عقب استقرار حالتهم الصحية، وهم كل من "رمضان محمد عراقى- 23 سنة، ومحمود عبد الحميد حسن- 20 سنة، وعبد الله محمد سالم- 23 سنة"، واستعجلت النيابة تقارير الطب الشرعى الخاص بالشهداء الـ6 فضلاً عن تقارير المعمل الجنائى والمفرقعات وتحريات الأمن الوطنى لإرفاقهم بملف القضية.
وجاءت أقوال المصابين الثلاثة أمام النيابة لتكشف عن مزيد من التفاصيل حول الحادث الذى حصد أراوح 6 من رجال الشرطة، حيث قال رمضان عراقى، إن القوة الأمنية كانت فى طريقها للتمركز بالقرب من مسجد السلام بشارع الهرم لإقامة كمين أمنى، وأنه بعد نشر الحواجز الحديدية بموقع الحادث، ونزول القوات من السيارات وانتشارها، فوجئ بصوت انفجار ضخم بعدها أصيب هو بعدة شظايا فى مناطق متفرقة من الجسد وسقط على الأرض.
وأضاف "عراقى"، أنه فوجئ بعدد من زملائه مصابين على الأرض إلا أنه لم يستطع إنقاذهم نظراً لإصابته بجروح وكدمات فى القدم والظهر والبطن، حتى جاءت سيارات الإسعاف وقامت بنقله إلى مستشفى الهرم هو و3 من زملائه وهم كل من "أحمد عز الدين سيد ومحمد محمود سعد الدين وعمر مصطفى محمد"، والذى علم فيما بعد انهم توفوا متأثرين بجراحهم داخل المستشفى، وجاءت أقوال باقى الشرطيين لتؤكد ما جاء بأقوال المجند الأول.
ومن جانبه قال مصدر قضائى، إن النيابة العامة تنتظر تقرير المعمل الجنائى بشأن الأدلة الجنائية التى تم جمعها من موقع الحادث، والتى هى عبارة عن بقايا شظايا العبوات الناسفة التى تم تفجيرها عن بُعد، للوقوف على طبيعة المواد المستخدمة فى تركيبة تلك العبوات، وكيفية تصنيعها والمادة المتفجرة المستخدمة فيها، مشيراً أن المؤشرات الأولية ترجح أن العبوات الناسفة التى تم استخدامها احتوت على 6 كجم من مادة "TNT" شديدة الانفجار، مدللاً على ذلك بأن الموجة الانفجارية التى اخلفتها العبوات شديدة للغاية ما تسبب فى تهشم زجاج بعض المنازل المجاورة للحادث.
وأضاف المصدر فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن المعمل الجنائى يعمل على كتابة تقرير وافً عن العبوات الناسفة المستخدمة فى الهجوم الإرهابى على كمين الهرم، من خلال الاعتماد على نتائج تحليل بقايا العبوات الناسفة، فضلاً عن الخسائر الناجمة من جراء الانفجار وشدة الموجة الانفجارية، ويحدد التقرير كمية المواد المتفجرة ونوعيتها فضلاً عن طريقة تفجيرها، وهل تم استخدام جهاز تفجير عن بعد "ريموت كنترول"، أم أن التفجير تم من خلال هاتف محمول كما حدث فى عمليات إرهابية مشابهة، أو أن العبوات كانت مزودة بمؤقت انفجار، ومن المقرر أن ينتهى المعمل من كتابة التقرير خلال أيام لتسليمه للنيابة العامة لإرفاقه بملف القضية.
وأكد المصدر أن التحقيقات الأولية كشفت أن منفذى الهجوم الإرهابى عملوا خلال الأشهر الماضية على تتبع خط سير الكمين الأمنى وتمركزه وحجم القوات المشاركة فيه بهدف استهدافه، وسهل من مهمتهم اعتماد قوة الكمين على التمركز فى نفس الموقع لأسابيع متعددة، فضلاً عن عدم تغير خطة القوات فى التأمين واعتمادهم على انتشار القوات بشكل واضح دون اجراء عمليات تمشيط أو تعقيم للموقع قبل انتشار القوات.
وفى سياق متصل كشف مصدر أمنى، أن الأجهزة الأمنية وسعت دائرة الاشتباه لضبط مرتكبى الواقعة، واستجوبت عددا من متهمى حركة "حسم"، والتى أعلنت مسئوليتها عن الحادث، الذين يتم التحقيق معهم على خلفية قضايا مختلفة من بينها محاولة اغتيال المستشار زكريا عبد العزيز النائب العام المساعد، ومحاولة اغتيال الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية الأسبق، للوقوف على ظروف وملابسات الحادث، والتوصل لأى خيوط قد تقود للعقل المدبر ومنفذى تلك العملية الإرهابية.
وأضاف المصدر، أن أجهزة الأمن استمعت لعدد من شهود العيان وسكان العقارات المجاورة للحادث، لاستبيان ما اذا كان أى منهما شاهد المتهمين اثناء زرع العبوات الناسفة، للإدلاء بأى اوصاف قد تقود لهوية المتهمين، وأنه تم إجراء مسح شامل لمحيط الحادث، وفحص عدد من الكاميرات المتواجدة فى الشوارع المحيطة بالمكان الذى الواقعة لرصد أى حركة غير طبيعية يوم الواقعة واليوم السابق ليوم الواقعة، أو رصد أى أشخاص قد يكون مشتبه فى ضلوعهم فى الحادث.