معارك، وتراشق، وتبادل اتهامات بالخيانة والموالاة، هذه المفردات تلخص أبرز ما شهده معسكر اليسار المصرى وأحزابه خلال الأعوام الخمسة الماضية، منذ ثورة 25 يناير مرورًا بثورة 30 يونيو، ورغم أن الخلافات بين فصائل وأحزاب وقوى اليسار المصرى قديمة ومتكررة، إلا أن حدّتها وارتفاع صوتها زادا بشكل متواتر ومتصاعد خلال الفترة المذكورة، إثر تباين المواقف والتوجهات بينها، فحزب التجمع ممثلا فى شخص الدكتور رفعت السعيد، رئيس الحزب السابق ورئيس المجلس الاستشارى للحزب، يختلف مثلاً بشكل جذرى فى التوجهات والمواقف عن حزب الكرامة والتيار الشعبى الممثلين فى حمدين صباحى.
المواقف فى النهاية دفعت حزبى الكرامة والتيار الشعبى، للانضمام إلى التيار الديمقراطى الذى يضم أحزابًا ليبرالية كالدستور والعدل وغيرهما، وانضمام الشيوعى والاشتراكى إلى ائتلاف الأحزاب الاشتراكية بقيادة حزب التجمع، إلا أنهم فى النهاية وجدوا أنفسهم أمام مرحلة مفصلية فى مسيرة أحزاب اليسار، على ما يبدو من تخلّيهم عن خلافاتهم، إذ اجتمعوا مؤخّرًا على تشكيل ائتلاف جديد يضم التجمع والكرامة والتحالف الشعبى والاشتراكى المصرى والشيوعى والناصرى لطرح بدائل للقرارات الاقتصادية لحكومة المهندس شريف إسماعيل.
حزب التجمع: سنطرح عددا من السياسات البديلة لقرارات الحكومة
فى هذا الإطار، كشف سيد عبد العال، رئيس حزب التجمع، عن وجود مشاورات بين الأحزاب اليسارية والاشتراكية والناصرية، من أجل تدشين ائتلاف جديد يضم أحزاب: التجمع، والاشتراكى المصرى، والتحالف الشعبى، والشيوعى المصرى، والناصرى والكرامة.
وأوضح رئيس حزب التجمع فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الائتلاف الجديد من المقرر أن يطرح عددًا من السياسات البديلة للقرارات الاقتصادية التى اتخذتها الحكومة مؤخرًا، وأبرزها "تعويم الجنيه" وتحريك أسعار المحروقات، والتى انعكست بشكل كبير على زيادة الأسعار وتردى أوضاع الطبقات الفقيرة والأكثر احتياجًا.
الاشتراكى المصرى: الإعلان عن اللجنة الشعبية لمقاومة الغلاء.. السبت
فيما قال المهندس أحمد بهاء الدين شعبان، رئيس حزب الاشتراكى المصرى، إن هناك مشاورات بين 6 أحزاب يسارية وناصرية، هى: التجمع، والاشتراكى المصرى، والتحالف الشعبى، والشيوعى المصرى، والناصرى والكرامة،"من أجل تشكيل ائتلاف جديد وطرح أفكار بديلة للقرارات الاقتصادية التى اتخذتها حكومة المهندس شريف إسماعيل مؤخّرًا.
وأوضح بهاء شعبان فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، أنه تم الاتفاق خلال المشاورات على الإعلان عن اللجنة الشعبية للعدالة الاجتماعية ومقاومة الغلاء، فى مؤتمر صحفى بمقر الحزب الناصرى، صباح السبت المقبل، ومن المقرر طرح أفكار بديلة لـ"تعويم الجنيه" وتحريك أسعار المحروقات.
حزب الكرامة: مشاورات بين الأحزاب اليسارية والناصرية لطرح سياسات بديلة
وفى سياق متصل، أكد محمد سامى، رئيس حزب الكرامة، وجود مشاورات بين الأحزاب اليسارية والناصرية لتدشين ائتلاف جديد واسع، لطرح سياسات بديلة للقرارات الاقتصادية التى اتخذتها حكومة المهندس شريف إسماعيل خلال الفترة الأخيرة وأرهقت الطبقات الفقيرة والمتوسطة.
التحالف الشعبى: نرفض القرارات الاقتصادية ولن نتعامل معها كأمر واقع
وفى السياق ذاته، قال زهدى الشامى، نائب رئيس حزب التحالف الشعبى الاشتراكى، إن اللجنة الشعبية لمواجهة الغلاء تستهدف بالأساس الإجراءات الاقتصادية التى اتخذتها الحكومة، وما ترتب عليها من نتائج أثرت بشكل واضح على مدخرات المصريين وأوضاعهم المعيشية.
وربط "الشامى" فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، بين القرارت الاقتصادية وشروط صندوق النقد الدولى، الذى دفع الحكومة المصرية لرفع الدعم وتحريك أسعار المحروقات، على حد قوله، مشيرًا إلى أن ائتلاف الأحزاب اليسارية والناصرية لن يتعامل مع القرارات الاقتصادية الأخيرة على أنها أمر واقع، وإنما سيرفضها، وسيلجأ لكل الطرق السياسية والقضائية والبرلمانية لتغييرها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة