بسمة عبد العزيز الطبيبة التى داعبت الأدب والفن وأطلقت العنان لموهبتها ونشرت مؤلفاتها العديدة فى الأدب وبعض الدارسات الأخرى، حتى تم اختيارها أمس ضمن قائمة مجلة "فورين بوليسى" لـ100 شخصية من قادة الفكر فى العالم لعام 2016.
بسمة عبد العزيز طبيبة وفنانة تشكيلية ولدت بالقاهرة عام 1976، وحصلت على بكالوريوس الطب والجراحة من كلية طب عين شمس عام 2000، وماجيستير الأمراض النفسية، فازت بجائزة مؤسسة ساويرس للأدب المصرى "المركز الثانى" عن أفضل مجموعة قصصية منشورة لعام 2008، كما فازت بمنحة وجائزة أحمد بهاء الدين البحثية لعام 2009، وجائزة جمعية الكاتبات المصريات فى قصيدة الفصحى عام 2006، وجائزة رامتان "طه حسين" فى القصة القصيرة عام 2004.
و فى هذا الصدد نرصد أبرز مؤلفات بسمة عبد العزيز، سواء الأدبية مثل "رواية الطابور" التى تم ترجمتها للإنجليزية، أو كتابها "إغراء السلطة المطلقة"، والذى حاز على جائرة أحمد بهاء الدين أو كتابها الأخير "سطوة النص عن خطاب الأزهر" وتناول فترة حكم الإخوان.
"رواية الطابور"
تدور أحداث رواية "الطابور" فى أجواء كابوسية حول سيطرة السلطة الممثلة فى "البوابة" على تفاصيل حياة المواطنين، حيث تضطرهم الظروف للوقوف أمامها فى طابور طويل بانتظار أن يُفتح لهم كى يتمكنوا من الحصول على التصاريح اللازمة لممارسة حياتهم، حتى أن البطل الذى أطلقت قوات الأمن عليه النيران لم يتمكن من الخضوع لجراحة لاستخراج الرصاصة التى استقرت فى جسده إلا بموافقة البوابة.
وبحسب قراءة للكاتب أحمد إبراهيم الشريف، يرى الكثيرون أن رواية الطابور للدكتورة بسمة عبد العزيز تعبر بشكل كبير عن أحوال المجتمع المصرى، حيث المواطنون لا حول لهم ولا قوة ويقفون فى طابور طويل أمام بوابة لا تكاد تفتح أبدا.
"طابور البوابة" هو البطل فى الرواية، الذى بدأ الوقوف فيه، أول الأمر، مظهراً عادياً من مظاهر الحياة، لكنه تحول بعد فترة إلى حياة قائمة بذاتها، انضم إلى الطابور الكثير من الأشخاص الذين لا يجمع بينهم أى رابط، سوى أنهم مضطرون إلى الوقوف هناك، وقد أخذ كل منهم يعيد تشكيل عالمه الخاص، بما يتوافق والمواظبة على الوجود فى الطابور، الأهداف المتباينة لكل من إيناس وأم مبروك وذى الجلباب وغيرهم من الواقفين لا تتحقق، والبوابة لا تنفتح، مع ذلك فإن الجميع - بمن فيهم يحيى الذى تتجوّل فى جسده رصاصة وينتظر استخراجها - يفضلون الاستمرار فى أماكنهم، برغم عدم صدور أى قرارات رسمية بمعاقبة المغادرين.
كتاب "إغراء السلطة المطلقة.. مسار العنف فى علاقة الشرطة بالمواطن عبر التاريخ" 2011
الكتاب يرصد التوتر فى العلاقة بين الشرطة والمصريين، كما يعطينا إضاءة على تلك العلاقة المتوترة ومسار العنف فى علاقة الشرطة بالمواطن المصرى عبر التاريخ.
وبحسب قراءة للكاتب والباحث "محمد بركة" يُبيِّن الكتاب إلى أن علاقة الشرطة بالمواطن المصرى كانت ذات يوم غير بعيد علاقة طبيعية لا يحفها قدر هائل من العنف الذى نلمسه الآن، وأنها لأسباب كثيرة بعضها اجتماعى وبعضها سياسى واقتصادى، فإن هذه العلاقة الطبيعية قد تبدلت وتحوَّرت لتصبح مليئة بالتوتر والخوف من ناحية وبالقسوة والانتهاكات من ناحية أخرى، كما تشير الباحثة بسمة عبد العزيز إلى عدم وجود نقطة فاصلة فى التاريخ حدث بعدها هذا التحول، لكن الفرضيَّة المثاليَّة فى تلك العلاقة، أن فصول القمع تتوالى باستمرار، قد تتوارى فى فترة وتشتد فى أخرى لكنها دائما حاضرة طالما حضرت السلطة المطلقة وغاب الناس عن المشاركة.
وتبين أن سلوك الشرطة تجاه المواطنين العاديين، قد انتابته بعض التغييرات التدريجية، إذ ظهرت بوادر لعنف أفراد الشرطة فى حوادث متناثرة هنا وهناك، وإن ظلَّت مجرد استثناءات لا تشكِّل منهجًا سلوكيًّا عامًّا، ويؤكِّد الكتاب أن مقتل الشاب السكندرى خالد سعيد بعد ضربه وتعذيبه فى الشارع على يد اثنين من أفراد الشرطة أحدث تغييرًا كبيرًا فى وعى الناس، من ناحية فإنه جذب اهتمام الكثيرين إلى قضايا التعذيب والعنف الأمنى، ومن ناحية أخرى دفع بحركة واسعة منظمة انتقلت إلى الشارع عبر الإنترنت، هدفها الأول ـ كما يبدو ـ هو متابعة الإجراءات والتطورات لعدم نسيان القضية والضغط لضمان عقاب عادل لمرتكبى الجريمة.
كتاب "سطوة النص.. خطابات الأزهر وأزمة الحكم" 2016
قالت الكاتبة بسمة عبد العزيز، إن كتاب "سطوة النص"، كان فى الأساس دراسة علمية - رسالة ماجستير - لكن تم رفضها قائلة: "الدكتور الذى كان مخصصًا له مناقشتها، عارض فكرة الرسالة، ورفض مناقشتها"، وتابعت: اتجهت بعدها لفكرة طبعها ككتاب، وواجهتها عدة مشاكل قبل طبعها منها تخوف دار النشر لظروف أمنية، وكبر مساحة الدراسة، قبل موافقة الناشر محمد البعلى، على نشر الكتاب بعد أخذ استشاره مستشاره القانونى، على حد وصفها.
وأشارت إلى أنها تعتبر أن الصراع بين مؤسسة الأزهر والإخوان، قائم حول رؤية كل من طرف منهم بأحقيته بالحديث باسم الدين.
وردت بسمة عبد العزيز حول ضياع فرصة إصلاح "الأزهر"، قائلة إن الفرصة لم تضع لأنها تعتبر أن الحالة الثورية، لم تنته بل إنها لم تبدأ ووصفتها بحالة "الولادة المتعثرة"، على حد تعبيرها.
الكاتبة بسمة عبد العزيز سعت إلى تحليل خطاب الأزهر فى فترة أزمة الحكم التى عانت منها مصر منذ ثورة 2011 والتى أطاحت بالرئيس الأسبق حسنى مبارك حتى عزل محمد مرسى المنتمى لجماعة الإخوان.
وتحدثت فى كتابها عن "شواهد الخطاب وعلاقات السلطة"، عن السلطة والعلاقة السلطوية وتذكر شواهد على ما سمته "شكلاً من أشكال الإذعان" من جانب شيخ الأزهر فى التغير الفجائى الذى اعترى مُحتوى خطابه خلال يومين اثنين فقط.
مؤلفة الكتاب طالبت أيضاً بأن يقتصر دور الأزهر على الجانب الدينى فقط قائلة "إن اقتصار دور الأزهر على الجانب الدينى أمر يُنظر له بعين الاعتبار".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة