حوادث الطرق واحدة من أكبر الأزمات التى تواجهها مصر، ومنذ سنوات لا يتوقف الحديث حولها والجدل بشأنها، مع تكرار وقوعها بكثافة وأعداد كبيرة، وسقوط مئات القتلى والمصابين بسببها سنويًّا، وهو الملف الذى يدفع عددًا من أعضاء مجلس النواب لتقديم أسئلة وبيانات عاجلة وطلبات إحاطة بين وقت وآخر، لمناقشة الحكومة فى أسباب هذه الحوادث وآليات السيطرة عليها.
فى هذا الإطار، ناقشت لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب، خلال اجتماعها اليوم الأربعاء، طلب إحاطة مقدم من النائبة زينب سالم، بشأن أزمة الحوادث المتكررة على طريق فاقوس بمحافظة الشرقية، وطالبت اللجنة الحكومة بتفعيل وتكثيف الرقابة على الطرق وخطة لمنع تكرار الحوادثث.
"محلية البرلمان" تطالب الحكومة بتفعيل الرقابة على الطرق لمنع الحوادث
فى بداية الاجتماع، طالب المهندس أحمد السجينى، رئيس لجنة الإدارة المحلية، الحكومة بتفعيل الرقابة على الطرق لمنع تكرار الحوادث، وحماية أرواح المواطنين.
وتحدث "السجينى" عن اتجاه الحكومة لإنشاء طرق خرسانية خارج الكتل السكنية، بدلا من الطرق الأسفلت، وذلك بسبب الأحمال، قائلا: "الأسهل نتجه نحو تفعيل وتطوير منظومة الرقابة، وهى الأسهل والأرخص، بدلا من إنشاء طرق جديدة، وإذا كنا نبغى الخير للبلاد فلا بد من التركيز مع وزارة الداخلية ليتم دعمها وتكون لديها الإمكانيات الكافية للرقابة على الطرق، والسعى لإعادة تأهيل وتطوير الطرق وحل مشكلة المطبات".
ممثل وزارة النقل: 800 مليون جنيه لتنفيذ ازدواج طريق "فاقوس" لربط 3 محافظات
من جانبه، قال المهندس أحمد عابد أبو الروس، وكيل وزارة النقل، إنه جارٍ إعداد دراسة عن توسعة وازدواج طريق "الحسينية ـ فاقوس" بمحافظة الشرقية، وستقدمه الوزارة للبرلمان خلال شهر واحد، مشيرًا إلى أن الخطة تشمل 3 مراحل للازدواج، ليمتد الطريق من الزقازيق حتى الإسماعيلية وبورسعيد.
وأضاف ممثل وزارة النقل فى كلمته خلال اجتماع لجنة الإدارة المحلية بالبرلمان، المنعقد الآن، لمناقشة طلب إحاطة عن تكرار الحوادث على طريق فاقوس، أن الحكومة كانت بصدد تنفيذ عمليات تطوير الطريق فى 2009 ولم ينفذ، والمحافظ نجح فى الحصول على موافقة من الحكومة لتخصيص 50 مليون جنيه كاعتماد مالى، وسيتم تنفيذ عملية ازدواج الطريق بمسافة 60 كيلو مترًا، والتى تحتاج نحو 800 مليون جنيه، وسيتم على ثلاث مراحل وتربط أكثر من محافظة، الشرقية والإسماعيلية وبورسعيد.
وأشار ممثل وزارة النقل فى اجتماع لجنة الإدارة المحلية بالبرلمان، إلى اتجاه الوزارة لإنشاء طرق خرسانية بدلا من الطرق الأسفلتية، وذلك بسبب عدم السيطرة على الأحمال، وستكون هذه الطرق الجديدة خارج الكتل السكنية، مشيرًا إلى أنه لحل مشكلة المطبات لا بد من الخروج من الكتل السكنية.
فى سياق متصل، شدد رئيس لجنة الإدارة المحلية، المهندس أحمد السجينى، على ضرورة أن تقوم وزارة النقل بدورها، والتنسيق بين قطاعاتها وهيئاتها المختلفة، ومع وزارة الداخلية، وسط إشادة بالطرق التى تنفذها الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة والرقابة على هذه الطرق، مطالبًا بأن يكون عمل وزارتى النقل والداخلية على نفس المستوى، لتصل كفاءة وزارة الداخلية فى الرقابة على الطرق مثل القوات المسلحة.
نائبة الشرقية لممثل الحكومة: 101 حادثة فى 3 شهور.. "المواطن كده ملوش قيمة"
وعلى صعيد طلب الإحاطة الذى اجتمعت اللجنة اليوم لمناقشته، طالبت النائبة زينب سالم، مقدمة الطلب، الحكومة بإيجاد حلول سريعة لمنع تكرار الحوادث على طريق فاقوس بالشرقية، لحماية أرواح المواطنين، متابعة: "أرواح الشباب تُحصد يوميًّا فى حوادث على طريق فاقوس، وحدثت 101 حادثة فى أقل من 3 شهور، ولا بد من حل مشكلة وجود بلاعات فى منتصف الطريق، وتوسيع الطريق للحد من الحوادث".
وأضافت زينب سالم فى كلمتها خلال اجتماع اللجنة، المنعقد الآن: "الرئيس عبد الفتاح السيسى يهتم ويسعى لتطوير شبكة الطرق والكبارى، لأنها تشجع على الاستثمار، وهذا ما تتجه إليه الدولة، ومن حق المواطن أن يشعر بالأمان فى بلده، كل يوم حوادث يموت فيها شباب، يبقى أنا مليش قيمة فى بلدى، نقعد نستنى يموت قد إيه وتُهدر دماء كام واحد كل سنة لحد ما الحكومة تنفذ خطتها، طيب وانت بتوسّع الطريق هل هتلغى المزلقان ولا هتعمل إيه؟".
وتساءلت نائبة الشرقية فى كلمتها، عن سبب غياب دور المسؤولين فى حل مشكلة طريق "الحسينية/ فاقوس"، الذى وصفته بـ"طريق الموت"، معبرة عن استيائها الشديد من حالة الطريق، وأسفها على أرواح ضحاياها، مشيرة إلى أهمية هذا الطريق بالنسبة لمركز الحسينية، لأنه يربط عدة قرى تابعة للمركز ببعضها وبالمدينة، ورغم حيوية وأهمية طريق فاقوس إلا أنه يعانى من الإهمال الشديد، وغير ممهّد تمامًا للسير عليه، خاصة فى الليل، بسبب افتقاره لأعمدة الإنارة.
وأضافت النائبة زينب سالم، أن الأهالى فى منطقة الحسينية خاصة، وفى محافظة الشرقية بشكل عام، يعيشون حالة من الذعر والخوف بسبب هذا الطريق، وشدّدت على ضرورة إعادة بناء الطريق فى أسرع وقت، وتزويده بوسائل الإنارة، للحد من الحوادث المروّعة التى يشهدها.
محمد الحسينى للحكومة: محتاجين ضمير فى تنفيذ الطرق.. ويا ريت نتعلم من القوات المسلحة
من جانبه، طالب النائب محمد الحسينى، عضو لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب والمعروف إعلاميًّا بلقب "نائب العجلة"، الحكومة بمراجعة حقيقية لكيفية استلام الطرق وتحقيق سلامتها، متابعًا: "هناك خلل كبير فى المواصفات الفنية للطرق، وهذا إهدار لموارد الدولة، ويا ريت نتعلم من الطرق التى تنفذها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، فهناك فارق شديد بين الطرق التى تنفذها القوات المسلحة والتى تنفذها وزارة النقل".
وأضاف النائب محمد الحسينى فى كلمته خلال اجتماع اللجنة: "محتاجين رقابة مرورية حقيقية على الطرق، مثل رقابة القوات المسلحة، لمتابعة الأوزان والأحمال، كما أن ظاهرة المطبات على الطرق السريعة تتم بعشوائية وتتسبب فى حوادث كثيرة"، موجّهًا حديثه لممثل الحكومة فى الاجتماع قائلا: "محتاجين تفعيل القانون والرقابة على الطرق، محتاجين ضمير، ولو فيه ضمير الشارع الـ5 متر اللى يكلف مليون هيكلف نص مليون فقط".
"الإدارة المحلية" تؤجل مناقشة طلب إحاطة عن تعديات الأراضى بسبب عدم التمثيل اللائق للحكومة
فى سياق متصل، قررت لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب، برئاسة المهندس أحمد السجينى، تأجيل مناقشة طلب الإحاطة المقدم من النائبة زينب سالم، بشأن أزمة التعدى على الأراضى الزراعية بمحافظة الشرقية، لعدم حضور التمثيل اللائق من بعض الوزارات.
وقال رئيس اللجنة: "تقرر عدم مناقشة هذا الطلب، لغياب التمثيل اللائق من وزارتى الزراعة والتنمية المحلية، حسب الأعراف المتبعة فى هذه اللجنة والمجالس السابقة، ونظرا لأهمية الموضوع وشيوعه على مستوى الجمهورية، إضافة إلى عدم حضور ممثل عن وزارة الداخلية".
احمد السجيني رئيس لجنة الادارة المحلية
جانب من اجتماع لجنة الادارة المحلية
النائبة زينب سالم
جانب من حضور الاعضاء
لجنة الادارة المحلية
النائب محمد الحسيني
احمد السجيني رئيس لجنة الادارة المحلية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة