أكد السفير محمد محمد الربيع، الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية، أن الاقتصاد المصرى سيشهد انطلاقة كبيرة خلال الفترة المقبلة بعد القرارات الإصلاحية الأخيرة، وسيتمكن من زيادة التكامل الاقتصادى العربى، لافتًا فى حواره مع "اليوم السابع" إلى أن الاقتصاد المصرى استطاع الصمود أمام مخططات كبيرة لا يتحملها اقتصاد دول مثل الولايات المتحدة أو دول أوروبية، لكن مصر لديها شعب عريق وأمة مواكبة لهذا البلد المليئة بالخيرات الكثيرة ومتعددة الموارد.
وإلى نص الحوار..
كيف تقيم الوضع الاقتصادى المصرى حاليًا خاصة بعد القرارات الأخيرة؟
ما يمر بالوضع الاقتصادى المصرى يمكن أن نطلق عليه وعكة صحية، فعندما يصاب الإنسان بالزكام ويكون مصارعًا أو لاعب ماراثون يسبق الأصحاء، لكنه لابد أن يخلد للراحة والهدوء وأحيانًا يسبقه الآخرون، لكنه بعد ذلك يستعيد صحته وعافيته ويلحق بهم بل يسبقهم.
مصر الآن تمر باختبار كبير جدًا سببه عدم وجود تكامل اقتصادى عربى وعدم وجود وحدة عربية، ومصر فى يوم من الأيام كانت تعطى والآن مصر تعطى من جسدها الكبير، وما يحدث فى مصر ما هو إلا حراك مؤقت سينتهى، ولو بدأنا اليوم بالتعامل مع أسعار الصرف وهذا ليس مقياس للإفلاس، إنما هو لاختبار مدى صلابة هذا الاقتصاد، وقد برهن الاقتصاد المصرى أنه استطاع الصمود أمام مخططات كبيرة لا يتحملها اقتصاد دول مثل الولايات المتحدة أو دول أوربية، لكن مصر لديها شعب عريق وأمة مواكبة لهذا البلد المليء بالخيرات الكثيرة ومتعددة الموارد.
ما تحتاجه مصر حاليًا هو كيف تدير هذه الموارد وتستغلها وإن شاء الله من خلال القيادة الحكيمة والحكومة المؤهلة والبنوك المصرية ستتم إدارة هذه الموارد بشكل ممتاز، وهنا أود توجيه الشكر للقطاع البنكى فى مصر، لأن البنوك ساهمت فى دعم الاقتصاد المصرى وفى حمايته، ما جعل الاقتصاد بعيدًا عن انتكاسات.
السفير محمد الربيع مع الزميل محمد سعد
ما هى نصيحتك للوضع فى مصر حاليًا؟
مصر هذه الدولة العظمية لا تستخدم إلا 4.5% من مساحتها، زكلها فى مناطق تتمركز على ضفاف النيل، وهذه المناطق أصبحت الآن للسكن وليست للزراعة، مع أن الصحراء موجودة ونحن نبنى فى المناطق التى نجد فيها الأكل والشرب، وبالتالى مصر أولى دول العالم فى استيراد القمح، رغم ما تملكه من مياه وأراض شاسعة وأيدى عاملة، لذلك فما الذى منع مصر أن تزرع القمح ويكون لديها اكتفاء ذاتى؟.
كأمين عام لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية كيف ترى التحديات التى تواجه المنطقة؟
يجب بناء دولة فيها تكتل اقتصادى شأنه شأن التكتلات التى توجد الآن فى ظل وجود العولمة والتحديات الاقتصادية، فلابد أن يكون لنا عملة موحدة وسوق عربية مشتركة ومركز تجارى قابل لأن يكون لوحدة العالم العربى، وسلع عربية كتب عليها صنع فى العالم العربى ومعارض دائمة مثل جوانزو فى الصين، كما نحتاج لأن يكون لنا وسائل لربط مناطق المشرق العربى بالمغرب العربى، للأسف ليس لدينا وسائل نقل منتظمة، ولا خط ملاحى منتظم فى 90% من نقل البضائع لشركات أجنبية فلابد أن نفتح السموات العربية، لأن كل الموانئ لا تحتاج إلى تراخيص فعندما تقلع طائرة من مصر إلى سوريا أو إلى الأردن وهذه مسافة ساعات فتحتاج إلى 10 تراخيص بينما هذه السموات سموات عربية مفتوحة فنحن بالفعل نحتاج الكثير
هل المشكلة فى فتح السموات العربية فقط؟
بالطبع لا.. نحتاج إلى مناهج تعلم لأبنائنا، شريطة أن تكون مناهج موحدة فنحن دولة واحدة ولغتنا واحدة، فهل يعقل أن يكون للمصرى منهج واليمنى منهج وللعمانى منهج والسورى منهج والعراقى منهج، بمعنى أننا لدينا 22 منهجا ونحن دولة واحدة .
انظر إلى الاتحاد الأوروبى كيف ارتقى بالتعليم وهناك أماكن ليس لديها رسوب ولا نجاح من الحضانة حتى الصف السادس، حتى يعطى الطالب ميزة فى أنه لا يسعى فقط لان يقرأ من أجل النجاح أو من أجل التحصيل، فالطالب من سن السادسة يصبح طالب بحث وليس طالب كتاب فيذهب إلى المكتبة ويبحث وعندما يخرج فيكون متعلم مادة أخلاق .
وهل الشارع العربى حالياً يتقبل فكرة الأخلاق؟
نرى الآن فى الشارع العربى التحرش، ونرى الطفل الصغير يتحرش بامرأة فى سن أمه أو جدته فأصبحت هذه الظاهرة لا تعتمد على السن وهذا دليل على أن الأخلاق والقيم تهاونت كثيرًا، واحترام الكبير وتوقيره وعطف الكبير على الصغير أصبح غير موجود، وهذه من أسس تعاليم ديننا الحنيف، فنحن شعوب نتعلم "ولكم فى رسول الله أسوة حسنة".
جانب من الحوار
الحديث عن الاتحاد الاقتصادى العربى يتكرر سنويًا دون جديد على الأرض، ما الذى نحتاجه حتى نصل إلى هذه اللحظة؟
الاتحاد الاقتصادى موجود فعلاً ولدينا أمثلة كثيرة منها الاتحاد العربى للصناعات الغذائية، ولدينا أكثر من 7 آلاف شركة أعضاء فى هذا الاتحاد، ولدينا الاتحاد العربى للتأمين به أكثر من 1300 شركة و350 مؤسسة، ولدينا الاتحاد العربى لصناعة الأسمنت، كل صناعات الأسمنت فى الوطن العربى أعضاء فيه، ولدينا أيضًا الاتحاد الحرفى للحديد والصلب لكل الدول العربية حتى موريتانيا عضو فيه، بالإضافة إلى اتحاد الملكية الفكرية، واتحاد هيئة الأوقاف العربية، وسبع اتحادات متخصصة للمرأة والمستثمرين ورجال الأعمال والماليين والمصارف العربية.
هل يفكر مجلس الوحدة الاقتصادية العربية إنشاء شركات جديدة؟
لدينا 4 شركات الآن، ولدينا شركات فى طريق الإنشاء، لدينا الشركة العربية لتنمية الثروة الحيوانية ومقرها فى الرياض، ولديها فروع فى الدول العربية ولدينا شركة اكليم للأدوية وصلت الآن إلى شركة قابضة ولديها جميع القدرات التى تتعامل مع تطور الدواء والبحوث فيما يتعلق بالنباتات كمادة خام وتصدر خارج الوطن العربى، ولدينا الاتحاد العربى للثروة المعدنية ومقرها العراق، وللأسف لم يأخذ حقه الكافى، ولدينا الاتحاد العربى للتنمية الصناعية موجودة بالأردن، وهو عبارة عن بنك للاقراض للتنمة الصناعية وله بصمة الآن، ولدينا اتحاد لصناعة الجرار الزراعى واتحاد عربى للثروة السمكية، وكما تعرف فإن الثروة السمكية فى وطننا العربى مهدرة .
السفير محمد الربيع يستقبل الزميل محمد سعد
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة