بينما ينشغل الرئيس الأمريكى المنتخب حديثا، دونالد ترامب، فى عملية تشكيل إدارته التى من المقرر أن تتسلم السلطة رسميا فى يناير المقبل، فإن هناك احتمال، وإن كان ضئيلا، بمفاجأة قد تقلب المشهد رأسا على عقب وإما أن تأتى بهيلارى كلينتون للسلطة كأول سيدة ترأس البيت الأبيض، أو أن يواجه الأمريكيون طريقا مسدودا فى 20 يناير 2017.
ومن المقرر أن يلتقى أعضاء المجمع الانتخابى الذى يختار الرئيس، مرة أخرى الاثنين 19 ديسمبر، للتصويت مجددا على الرئيس المنتخب، وهو إجراء روتينى يتم بعد كل انتخابات رئاسية فى الولايات المتحدة، وفى 8 نوفمبر الماضى فاز ترامب بأصوات 306 من أعضاء المجمع الإنتخابى، المكون من 538 عضوا يمثلون أعداد أعضاء الكونجرس، ذلك مقابل 232 لهيلارى كلينتون.
ورغم أن الإجراء روتينى حيث عادة ما يتم الانحياز لإرادة الناخبين الأمريكيين، التى أيدت فوز ترامب فى نوفمبر الماضى، إلا أنه لا يوجد فى الدستور أو القانون الأمريكى ما يمنع أعضاء المجمع الانتخابى من اختيار مرشح آخر غير الذى صوتوا له من قبل فى 8 نوفمبر، خاصة أن هناك ضغوط من بعض الديمقراطيين، وحتى بعض الجمهوريين على الأعضاء الذين يسمون Faithless elector، وهم غير المقيدين باختيار معين لتغيير أصواتهم ضد ترامب.
وتقف الولايات المتحدة أمام عدة سيناريوهات، مع تصويت المجمع الانتخابى المقرر غدا وهى:
السيناريو الأول: ترامب رئيسا
بناء على الانتخابات الرئاسية التى أجريت فى 8 نوفمبر، فإن ترامب حاز على 306 أصوات من المجمع الانتخابى، وهو يحتاج فقط 270 صوتا لاختياره رسميا خلال اجتماع غدا الاثنين، ومع هذه النتيجة التى من المفترض التصديق عليها فى جلسة مشتركة للكونجرس فى 3 يناير المقبل، فأى نتيجة أخرى من شأنها أن تلقى بالبلاد فى فوضى لم تشهدها منذ ما يقرب من 140 سنة.
السيناريو الثانى: انقلاب 38 مندوبا على ترامب ينصب هيلارى بالرئاسة
وبحسب "CNN" حظيت كلينتون فى نوفمبر الماضى على 232 صوتا، لذا فإنها بحاجة غدا إلى 38 صوتا إضافيا لتجمع 270 صوتا لتكون رئيس الولايات المتحدة، لذا فإن هذا السيناريو يتطلب ثورة غير عادية من قبل عشرات الناخبين، ما لا يقل عن أصوات 38 مندوبا من الولايات التى فاز فيها ترامب، حيث يمكن لأصوات الـ Faithless elector أن تحسم الأمر وهو ما لم يحدث قبلا فى تاريخ الانتخابات الأمريكية.
وبحسب المراقبين، فإن هذا السيناريو مستبعد بشكل كبير، بالنظر إلى تركيبة الهيئة الانتخابية، فالناخبين عادة ما يكونوا موالين للحزب أو نشطاء له، والانقلاب لن يعنى فقط معاداة ترامب ولكن تحدى أصدقائهم وزملاءهم فى الحزب الجمهورى.
السيناريو الثالث: طريق مسدود
رغم أنه لا توجد مادة فى الدستور أو القانون الاتحادى يمنح "الناخبين ذوى حرية الاختيار Faithless electors، من التصويت للمرشح الذى لم يحصل على أغلبية الأصوات الشعبية فى نوفمبر، فإن هناك 29 ولاية أمريكية لديها قوانين لمعاقبة المخالفين، من بينها الغرامات أو الاستبدال بناخب آخر.
ومع ذلك فإن هذه القوانين لم تختبر بعد، وربما لن تتمكن الولايات من اتخاذ إجراءات واقعية حال حدوث انشقاق بين الناخبين، لذا فإنه ربما لا يحصل أى من المرشحين على الأصوات الـ270 المطلوبة لإعلانه رئيسا.
وفى هذه الحالة يتم إعادة التصويت مرتين، وإذا لم يفز أى من المرشحين حتى 20 يناير 2017، فإن مجلس الشيوخ ينتخب نائبا للرئيس من بين نائبى ترامب وكلينتون، وهم مايك بينس أو تيم كين، حيث يحصل الفائز على 51% من أصوات أعضاء مجلس الشيوخ، ويكون الفائز قائما بأعمال رئيس الولايات المتحدة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة