عبّر الدكتور مصطفى الفقى، المفكر السياسى، عن أسفه من وجود ما وصفه بـ"المساحة الضبابية" فى العلاقة بين مصر والمملكة العربية السعودية التى نشأت فى الأسابيع الأخيرة، لأنه فى مثل هذا الضباب تنمو المشاعر المختلفة بين الطرفين وتتغذى عناصر معينة.
وأضاف "الفقى"، خلال مداخلة هاتفية لبرنامج "على هوى مصر" الذى يقدمه الكاتب الصحفى والإعلامى خالد صلاح، على فضائية النهار one، أن هناك ملابسات فى العلاقة المصرية السعودية تؤدى إلى التصعيد، يجب أن يتوقف عنها الطرفان فورا، حيث إنه عندما يعلم المواطن المصرى بأن مبعوثا ملكيا من القصر السعودى ذهب إلى إثيوبيا والتقى رئيس الوزراء الإثيوبى ويطلب زيارة سد لنهضة إلى آخره، فهذه المسائل تعادى المشاعر المصرية تماما، لأن موضوع السد الإثيوبى حساس ويتصل بحياة المصريين وليس موضوع خلاف سياسى مع حكومة.
وأوضح المفكر السياسى أنه يربأ بالطرفين المصرى والسعودى بأن تصل الأمور إلى هذه الدرجة، لأنهما سيعودان يوما ما إلى الوضع الطبيعى، مشيرا إلى أنه يعتقد أن أزمة تيران وصنافير أحد الأسباب الرئيسية لهذا الخلاف، حيث إن الإخراج منذ البداية لم يكن موفقا سواء من مصر أو السعودية فى تهيئة الرأى العام بالجزيرتين قبل توقيع الاتفاقية من جانب الحكومة المصرية.
وأشار "الفقى" إلى أن السعودية كانت تأمل موقفا أفضل فى اليمن، وموقفا مختلفا أكثر فى سوريا، بينما ترى مصر أن قرارها مستقل وأنها تحاول أن تمضى بشرف فى سياستها الخارجية وملتزمة بمبادئ طوال تاريخها، لذلك الأمر مختلف اختلاف وجهات نظر، وكان يجب ألا يؤدى إلى هذا التصعيد على الإطلاق، مضيفا: "عندما تفرغ الأمر من كل هذه الأحداث، تجد أن كل موضوع كان يقف عند جملة واحدة، احترام كل طرف لخيارات الطرف الآخر".
