دخلت طائرة صغيرة قادمة من اتجاه البحر إلى منطقة الإسكندرية، فتصدت لها مقاتلة مصرية طلبت إليها تحديد هويتها واتجاهها ولم تتلق ردا فقامت بإسقاطها وقتل طيارها فى مثل هذا اليوم «19 ديسمبر 1964».
كان الحادث، الذى طرأ فجأة غريبًا حسب وصف محمد حسنين هيكل فى كتابه «الانفجار»، ومن أوجه غرابته أنه جاء بعد أسبوعين من أزمة مظاهرات طلاب الكونغو أمام السفارة الأمريكية وحرق أحد مبانيها، كما أنه جاء بينما كان السفير الأمريكى فى القاهرة «لوشيوس باتل» على موعد مع وزير التموين الدكتور كمال رمزى استينو لبحث موضوع مشتريات مصر من القمح الأمريكى.
تبين بعد سقوط الطائرة بساعات وحسب «هيكل» أنها أمريكية، ومملوكة لصاحب شركة بترول من تكساس هو «جون ميكوم»، وهو صديق شخصى للرئيس «جونسون» وجاره فى مزرعته فى نفس الولاية «تكساس»، ولم يكن «ميكوم» فى الطائرة، التى جاءت من الأردن، حيث تركها هناك بعد أن وقع عقد امتياز للبحث عن البترول فى جنوب الأردن.
اتصل «ميكوم» من عمان بصديقه فى البيت الأبيض، يبلغه بما جرى لطائرته، التى كان يقودها طياره الخاص وهو أمريكى اسمه «هونيت ويليامز»، واتصل الرئيس جونسون بوزير خارجيته وكان ثائرًا، وبدوره اتصل وزير الخارجية الأمريكى بسفيره فى القاهرة الذى قضى طول نهار يوم 21 ديسمبر فى منطقة الحادث، واستمع إلى ما توافر من تفاصيل، كما أشرف على إجراءات إعداد جثة الطيار للشحن إلى الولايات المتحدة، ثم عاد إلى سفارته بعد الظهر فكتب عدة برقيات إلى واشنطن».
توجه السفير الأمريكى إلى موعده مع وزير التموين، الذى كان جاهزا بطلباته أوراقه لكنه لم يكن يعلم بما جرى للطائرة، وحسب هيكل: «لاحظ الوزير من البداية أن السفير الأمريكى دخل والضيق باديًا عليه، ولم ينتظر حتى يفتح وزير التموين ملفاته ويتحدث فى موضوع طلبات القمح»، وإنما بادره بالقول: «سيدى الوزير: كان فى استطاعتى اليوم أن أعتذر عن موعدى هنا بسبب حادث مؤسف شغل واشنطن وشغلنى طوال اليوم، لكنى مع ذلك فضلت أن أجىء فى موعدى لأعتذر لك بنفسى حتى لا يساء فهم تصرفى»، وبعد أن روى السفير ما حدث للدكتور رمزى استينو، أكد أنه يرى أن الجو العام غير صالح، لمناقشة طلبات مصر للقمح، والأرجح رفضها لو بعث بها اليوم أو غدًا إلى واشنطن.
فى اليوم التالى «22 ديسمبر» كان جمال عبدالناصر كالعادة يستقل قطارًا خاصًا إلى بورسعيد ليشترك فى احتفالات عيد النصر، ويلقى خطابه السنوى فى المدينة، التى واجهت العدوان الثلاثى عام 1956، وكان الضيف البارز فى هذا الاحتفال عضو المكتب السياسى للحزب الشيوعى للاتحاد السوفيتى «شليبين»، وهو وقتها أحد النجوم الصاعدة، وأثناء رحلة القطار سمع عبدالناصر عما حدث بين السفير الأمريكى ووزير التموين، وحسب هيكل: «فى الغالب فإن ما سمعه لم يكن كاملًا»، وبدا ذلك فى خطابه أمام الجماهير المحتشدة، حيث تحدث عن معركة السويس وعن الإرادة المصرية وعن رفض الضغوط والإنذارات ثم قال: «نحن لا نقبل ضغطًا من أحد ولا تدخلًا، فبالأمس ذهب السفير الأمريكى إلى مقابلة نائب رئيس الوزراء وكان: «مأموص وزعلان» وقعد عنده دقيقتين، وكان المفروض أن يتكلموا عن، المواد التموينية، التى نجىء بها من أمريكا حسب قانون الحاصلات، وقال له: «والله لا أقدر أن أتكلم الآن فى الموضوع، ليه؟ لأن سلوكنا نحن هنا فى مصر لا يعجبهم.. أنا أقول: إن الذى لا يعجبه سلوكنا يشرب من البحر، والذى لا يكفيه البحر الأبيض يأخذ البحر الأحمر يشربه كمان.. نحن لا نبيع استقلالنا من أجل 30 مليون جنيه قمح أو أربعين أو خمسين».
يعلق هيكل: «كانت الصورة التى تلقاها «عبدالناصر» غير كاملة، وكان السفير الأمريكى هو أكثر من أدهشهم رد الفعل، وهرول يحاول توضيح الحقيقة».. ذهب السفير إلى «هيكل» فى مكتبه بـ«الأهرام» لهذا الغرض، وحسب هيكل: «تبين لـ«عبدالناصر» الذى أجرى تدقيقًا للوقائع نقص الانطباعات السريعة، التى نقلت إليه فى القطار لبورسعيد، ولم يكن هناك شىء يمكن عمله غير إبداء إشارة ودية إلى «باتل» بأن يعتبر الموضوع منتهيا وينساه».
عدد الردود 0
بواسطة:
بشير عمر صالح محمد
من 76 ل 67 يا قالبى لا تفرح
وبعد 64، كانت 67 والديك الرومى؟ والمقاتلات انضربت وهى مرابضة على الأرض؟ ويا ترى عامر كان سهران فين ليلة الضربة وصباحيتها الناس خارجة من بيوتها على شغلها بتقول يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم وما هى إلا لحظات والدنيا غيمت تحت سماء مصر والمشير بيبكى أمام ناصر بسبب الممثلة اللّى ما تتسماش، وأسافين من صلاح نصر فى المشير وغير ذلك من فضايح من 52 ل 67. لكن فى 73 انصلح الحال، وادى احنا مستحملين، وكيلو العدس ب 24 جنيه والسكر من 5 ل 15، وبنشحت من الحكومة شاشات إلكترونية تركب فى محال المواد الغذائية مربوطة بمركز معلومات مجلس الوزراء عشان الناس تشوف منها أسعار السلع ردعا للتجار. لكن باين على الفقراء جُم الدنيا مش باينين، وهيخرجوا منها مش باينين.
عدد الردود 0
بواسطة:
Moustafa khatab
التاريخ المزيف
رغم اننى من جيل ابناء الثورة ورغم عشقى لعبد الناصر وكفاحه ونظافة مسيرته الا اننى اعترض على تهوره فى قرارات مصيرية من بينها قرار التاميم الذى شاءت الاقدار فقط ان تكون صورته تاريخيا لصالح عبد الناصر ولولا تدخل امريكا بموقف مضاد للاعتداء الثلاثى الانجليزى الفرنسى الاسرائيلى لخربت مصر وقتها وقد كانت مدة امتياز قناة السويس قد قاربت على الانتهاء ولم يكن هناك داع لتوريطنا فى حرب لانتحمل تبعاتها وهو ماحدث مرة اخرى فى يونيو 67 حيث اغلق الملاحة فى وجه الاسرائيليين وسحب قوات الطوارئ الدولية بما يعنى اعلان الحرب على اسرائيل رغم ان نصف الجيش المصرى كان يحارب او يقتل فى جبال اليمن وكانت النكسة التى اثرت فينا حتى اليوم ولو لم يورطنا عبد الناصر فى هذه الحرب لكنا الان افضل من اليابان وكوريا والصين رحم الله الزعيم وسامحه