بعد أيام من تحذير جون برينان رئيس جهاز الاستخبارات المركزية الأمريكية "CIA" قببل مغادرة منصبه رسميا، من إلغاء الاتفاق النووى مع إيران معتبرا أنه سيكون "كارثة" وخطوة "غاية فى الحماقة"، وافق مجلس الشيوخ الأمريكي على تمديد العقوبات على طهران، فى خطوة يرى العديد من المراقبين الإيرانيين أن من شأنها تمهيد الطريق للرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب وفريقه الجديد فى انتهاج سياسة عدائية أمام طهران مغايرة لسلفه أوباما.
آمال إيرانية فى أوباما
لكن يأمل قادة طهران استخدام الرئيس الأمريكى المنتهة ولايته باراك أوباما حق النقض (الفيتو) تجاه قرار التمديد أو عدم تفعيل القرار على أدنى مستوى من التوقعات، وقالت مساعدة الرئيس الايراني للشئون القانونية الهام امين زادة، "متوقع أن يستخدم أوباما الفيتو بحق هذا القرارا".
وجاءت أولى ردود الأفعال على المستوى الرسمى، على لسان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمى اليوم، الجمعة، إن تأييد مجلس الشيوخ الأمريكي لتمديد العقوبات على الجمهورية الإسلامية لعشر سنوات ينتهك اتفاقاً نووياً تاريخياً تم التوصل إليه بين طهران والقوى العالمية الست.
المراجع الدينية: نكره الإدارة الأمريكية وسياسيها الكذابين
وتتواصل ردود الأفعال داخل إيران فيما علا صوت رجال الدين والمراجع المتشددة، وأكد إمام جمعة طهران آية الله الشيخ موحدي كرماني خلال خطبة الجمعة، "أن الوقت قد حان للرد بالمثل على قرار مجلس الشيوخ الأمريكى بعد تمديد الحظر المعروف بـ "داماتو" على ايران 10 سنوات اخرى، وقال كرمانى "إننا لانتوقع من أمريكا شيئا سوى العداء ولكن حان الآن الوقت للرد على هذا الإجراء".
وتابع أية الله موحدي كرماني إننا نعلن بأعلى صوتنا كراهيتنا للإدارة الامريكية وساستها الناكثين للعهود والكذابين والمتلاعبين ونستنكر ظلمهم واراقتهم للدماء ودعمهم للظالمين. وأضاف المرجع الدينى الإيرانى "انكم إن خطوتم نحو تمزيق الاتفاق النووي فاننا وكما قال المرشد الأعلى سنسبقكم بالمبادرة الى إحراق هذا الاتفاق".
تحذير المرشد الأعلى للثورة الإيرانية
وعشية التصويت داخل الكونجرس الأمريكى وبعد موافقة مجلس النواب الأمريكى تفاقمت مخاوف إيران بشأن مستقبل الاتفاق النووى فى إدارة ترامب، وحذر المرشد الأعلى للثورة الإسلامية فى إيران على خامنئى حينها من رد حتمى لبلاده فى حال تمديد العقوبات الأمريكية 10 سنوات، معتبراً أنه سيشكل انتهاكاً للاتفاق النووى، لكن لا يزال قادة طهران يعوّلون على عدم تفعيل القانون.
وفى حال توقيع الرئيس الأمريكى باراك أوباما للقرار سيصبح قانون يسمح بفرض عقوبات على إيران في مجالات التجارة والطاقة والدفاع والقطاع المصرفي بسبب برنامجها النووي وتجارب الصواريخ البالستية، وكان من المقرر أن ينتهي أجل القانون أواخر هذا الشهر ما لم يتم تمديده.وصدر قانون العقوبات على طهران للمرة الأولى عام 1996، واستهدف الاستثمارات في قطاع الطاقة وردع مساعيها لإنتاج أسلحة نووية.
تمديد العقوبات يحرج روحانى أمام المتشددين
ويرى المراقبون فى الداخل الإيرانى أن تمديد العقوبات الأمريكية على إيران من شأنه إحراج الرئيس الإيرانى المعتدل حسن روحانى الذى دافع بشدة عن الاتفاق على مدار الأشهر الماضية، أمام المتشددين المعارضين لتوقيعه، والذين استخدموا كافة السبل لإفشاله، كما أنه من الممكن أن يستعله التيار المحافظ فى الوقت الذى تستعد فيه طهران لإجراء انتخابات رئاسية فى يونيو العام المقبل 2017 فى الدعايا ضد روحانى.
وعلى صعيد أخر يرى محللون أن من الممكن أن تشهر طهران أسلحتها أمام ترامب، وتكشف عن ما فى جعبتها من سيناريوهاتها الموضوعة سلفا- وفقا لتصريحات مسئوليها- ، فى حال مزق الرئيس الأمريكى الجديد الاتفاق النووى، وهو ما قامت باختباره فعليا بعدما خرجت الأسابيع الماضية على بند فى الاتفاق يحدد سقف طهران من مخزون الماء الثقيل، وانتجت 100 كيلو إضافية، سرعان ما أكدت نقلها إلى عمان، بعد تصريحات وكالة الطاقة الذرية التى عبرت عن قلقله حيال ذلك.
وردا على تمديد العقوبات أعلن النائب الإيرانى محمد رضا تابش إعداد مشروع قرار عاجل يتعلق بمنع شراء السلع الإستهلاكية الأمريكية في البرلمان الإيرانى وكتب محمد رضا تابش في صفحته على التلجرام اليوم الجمعة "إن المقترح تم إعداده من قبل نواب المجلس في الإجتماع العام للجان التخصصية معرباً عن توقعه بأن يجمع نواب المجلس على إقراره وتنفيذه في المرحلة القادمة".
ولفت إلى أن مسودة مشروع القرار تم التوقيع عليها من قبل 145 نائبا في المجلس خلال أقل من ساعة واحدة.
ومن ناحية أخرى قال النائب الإيرانى إلياس حضرتى أن البرلمان سوف يبحث قرار تمديد العقوبات الأمريكية يوم الأحد المقبل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة