منذ أن أعلن المهندس نجيب ساويرس عن قيامه برعاية وإطلاق جائزة باسم الشاعر الكبير الراحل أحمد فؤاد نجم لشعر العامية، وكلما مرت ذكرى ميلاده، أو رحيله، توجهت الأنظار نحو الجائزة، التى بلغ عمرها ثلاث سنوات، ومن المقرر أن يتم الإعلان عن أسماء الفائزين فى دورتها الثالثة غدًا، لكن السؤال الذى يطرح نفسه ما الذى تبقى من تراث "الفاجومى" لم يأخذ حقه؟.
حينما رحل أحمد فؤاد نجم، فى الثالث من ديسمبر لعام 2013، كان الدكتور أحمد مجاهد، رئيسًا للهيئة المصرية العامة للكتاب، وأثناء زيارته لمنزل الراحل "نجم" خلال تواجد "اليوم السابع" دار حديث بينه وبين الأسرة، وتطرق إلى ما لم ينشر من تراث "الفاجومى"، إذ أنه قبل أن يودعنا ويرحل عنا، كان قد رأى مراحل الاستعداد لنشر مسرحيته "عجايب" لأول مرة، وقبلها نشر سيرته الذاتية وأعماله الكاملة.
وكشفت الأسرة لـ"مجاهد" خلال هذه الجلسة عن وجود مجموعة كبيرة من التسجيلات الصوتية للحفلات، والتى يوجد منها جزء بسيط جدًا على "يوتيوب"، فعرض "مجاهد" الحصول على هذه التسجيلات وتحويلها إلى "CD" يتم بيعه مع أعماله الكاملة، وانتظر "مجاهد" تسلم هذه الأشرطة، حتى انتهت فترة رئاسته لهيئة الكتاب.
من هنا ينبغى علينا أن نطرح السؤال: من يقوم بتجميع هذه الأشرطة وجعلها متاحة لجمهور أحمد فؤاد نجم، من عشاقه، ومن محبى شعر العامية المصرية، سواءً داخلها أو خارجها؟
ومن منطلق هذا السؤال، يمكننا أن نطرح الإجابة فى ضوء ما لدينا من معطيات واقعية، أولها أنه من الممكن أن تقوم "هيئة الكتاب" برئاسة الدكتور هيثم الحاج على ممثلة عن وزارة الثقافة، بطلب هذه التسجيلات مرة ثانية من أسرة أحمد فؤاد نجم، باعتبار أن لديها كافة أعماله المطبوعة والمتوفرة ضمن سلسلة مكتبة الأسرة، والتى تحظى أعمالها أو إصداراتها برواج كبير من جمهور القراءة.
الاقتراح الثانى يتمثل فى مؤسسة المهندس ساويرس، باعتباره راعياً ومؤسساً لجائزة أحمد فؤاد نجم، وفى ضوء حرصه ودعمه لشعر العامية، سواءً للشعراء، أو دور النشر التى تقوم بطباعة دواوين العامية، مثلما فعل فى الدورة الثانية من عمر الجائزة، حينما قام بشراء نسخ من الدواوين الفائزة، لدعم دور النشر، ولتوزيعها على جمهور الحفل، فمن الممكن أن يقوم بطباعة هذه التسجيلات الصوتية، سواءً بالاتفاق مع دار نشر، أو بالطريقة التى تناسب آليات عمل مؤسسته الداعمة للثقافة المصرية، مثل جائزته الهامة ساويرس الثقافية.