اشتعلت الخلافات داخل إخوان تونس، على خلفية القاءات التى عقدها راشد الغنوشى رئيس حركة النهضة التونسية، الفترة الماضية مع عدد من قيادات نظام زين العابدين بن على الرئيس الأسبق لتونس، حيث أدى اللقاء لحدوث انشقاقات واستقالات بحركة النهضة التونسية، يأتى ذلك فى الوقت الذى قال فيه خبير بالحركات الإسلامية، إن الغنوشى يتبع نظام الرجل الواحد فى حركته ويعتبر نفسه أنه الأمر الناهى فى الحركة.
ووفقًا لموقع مقرب من جماعة الإخوان، فإن مدير مكتب الغنوشى زاهد الشهودى، تقدم باستقالته على خلفية هذا اللقاء الذى عقده الغنوشى مع رجال بن على، إلا أن حركة النهضة أظهرت الأزمة على أن الغنوشى هو من أقال الشهورى وعين بدلاً منه فوزى مكين.
وقالت حركة النهضة، فى بيان لها إنّ كمون - مدير مكتب الغنوشى الجديد - من مناضلى الحركة، بينما توجّهت للشهودى بالشكر على ما قدمه لمكتب للحركة.
وجاءت استقالة الشهورى بعدما قال فى تصريحات له منذ أيام، إن حركة النهضة ستقوم بمساءلة رئيس الحركة الشيخ راشد الغنوشى حول لقائه مع وزير داخلية بن على عبد الله القلال، وأكد أن الغنوشى لم يبلغ قيادات الحركة بهذا اللقاء.
وقال الشهورى، إن مجلس الشورى بحركة النهضة لم يتم إبلاغه رسميًا بهذا الأمر للموافقة على اللقاء من عدمها، وحين سيتقدم رئيس الحركة بتقريره الدورى لمجلس الشورى سيُعلن عن هذا الأمر، وسيطلب منه المجلس توضيحا حول أسباب اللقاء ومضمونه".
وكشف الشهورى، عن وجود انقسام داخل حركة النهضة حول لقاء الغنوشى رجال بن على قائلا: "يوجد من يؤيد لقاء الغنّوشى برموز نظام بن على ومن يعارضه".
بينما قال العجمى الوريمى، رئيس المكتب الثقافى والإعلامى بحركة النهضة التونسية، فى تصريحات لأحد المواقع التابعة للإخوان، إن لقاءات الغنوشى برجال بن على ركزت على اهتمام بالمستقبل، وأن الحركة اختارت التقارب بأن يخطو كل واحد خطوة باتجاه الآخر، وبالاعتراف المتبادل.
وزعم أن لقاءات الغنوشى تدخل فى إطار حماية مسار العدالة الانتقالية من الانزلاقات التى يقف وراءها أشخاص يريدون إجهاضه، وآخرون يريدون تصفية حساباتهم؛ بهدف تحقيق أهدافهم السياسية على حساب أطراف أخرى.
من جانبه وصف طارق البشبيشى، القيادى المنشق عن جماعة الإخوان، تصرفات راشد الغنوشى بأنه يسعى لاتباع نظام الرجل الأوحد فى الحركة الذى يتحكم فى كل شىء، ولا يجوز مساءلته على أى فعل فعله.
وأضاف القيادى المنشق عن جماعة الإخوان، لـ"اليوم السابع"، أن قادة الحركات الإسلامية أغلبهم يتبع الديكتاتورية فى تعامله مع أعضاء الحركات التى يترأسونها، وهو ما يؤكد عدم وجود اختلاف كبير بين إخوان مصر وما يحدث فى حركة النهضة، سوى أن كل منهما يبحث فقط عن مصالحه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة