صدفة بحتة قادت أحد عاملين بهيئة آثار محافظة الغربية، من كشف أثرى " مهمل" بقرية محلة أبو علي التابعة لدائرة مركز المحلة الكبري، والتى تحولت مساحة منها إلى سلخانة.
بعد إنشاء السلخانة لم يجد الجزارين والعاملين في المذبح قطعة أقوي من تاريخ مصر، لتقطيع رؤوس الماشية التى يذبحونها، إلا حجر أثرى يشبه الجرانيت والرخام الأسواني.
اثر حجري داخل سلخانة
عشرات السنين بل آلآلاف والحجر موجود فى مكانه يؤدي دوره علي أكمل وجه لخدمة المصريين حيثما أرادوا استخدامه ويظل شاهدا علي حضارات متعددة وأجيال متلاحقة، قابع في قلب المدينة العمالية لو كتب له أن ينطق لكتب عشرات من كتب التاريخ، حتي تعرف عليه أحد المواطنين وشك في كونه حجر أثري ليلتقط الحجر أنفاسه، مطالبا بعودته لمكانه الطبيعي في معبد بهبيت الحجارة بمدينة سمنود المجاورة للمحلة.
فعند مرور العاملين بهيئة الاثار بذات المنطقة شاهدوا الحجر، فرقعوا تقريراً بموصفاته لاتخاز الاجراءات القانونية، حتى تم نقل الحجر الذى يعود للأسرة الثلاثين إلي معبد بهبيت الحجارة بسمنود .
مباشرة نقل الاثر الحجري
وأوضح ممدوح عباس مدير عام آثار محافظة الغربية فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" إن القطع الحجرية موجودة في كل شوارع مصر، لكن هناك قطع يظهر عليها ملامح أثرية، لافتاً إلى أن هذه القطعة الحجرية كان يستخدمها الجزارين لتقطيع رؤوس وأرجل مذبوحاتهم ، وبعد اكتشافها تم الإبلاغ عنها وبدأت مراحل اتخاذ الإجراءات القانونية لنقلها إلي معبد بهبيت الحجارة بسمنود الذى يبعد عن موقع الكشف الأثرى 25 كيلو متر.
وأوضح مدير آثار الغربية أن القطعة الحجرية كانت مثبته بخرسانة، ما أدى إلى صعوبة عملية استخراجها ونقلها قابلنا عملية النقل، لافتا إلى أنه تم تشكيل فريق من هيئة الآثار بمحافظة الغربية ضم كل من إيهاب عبد الظاهر مدير هيئه الآثار بسمنود وبهبيت، وأشرف أبو قاسم مفتش آثار، ووسام كمال مدير آثار سمنود، وعبد الرحيم الكرارجي مفتش بالاثار ، لنقل الحجر الأثري الي معبد قرية بهبيت الحجارة بدائرة مركز سمنود .
اثناء نقله من السلخانة الي المعبد
وأشار إلى أن الحجر الأثري عبارة عن قطعتين الأولي بقايا "رحايا" من الحجر الجرانيتي ، وآخرى جيرية وتعودان إلي عهد الأسرة الفرعونية الثلاثين.
وكشف عباس عن نقل تابوت أثرى ضخم يزن أكثر من 15 طن من قرية كفر العراقى التابعة للوحدة المحلية بأبو صير لمعبد بهبيت الحجارة بسمنود، كان قد تم اكتشافه فى نهاية الستينيات من القرن الماضى.
وذكر أن التابوت عبارة عن جسم وغطاء منفصلين عن بعضهما ، وكانا جوار أحد الحقول ومعين عليه الحراسة اللازمة وكانت هناك صعوبة فى نقله بسبب حجمه الضخم وتم استخدام أحدث الأوناش والمعدات الخاصة لنقله.
جدير بالذكر أن معبد سمنود الذي ينتمي له الحجر والتابوت ينتمي للعصر لأواخر الأسر الفرعونية عند قدماء المصريين، واسمها الفرعونى "تيب نثر"، حيث زارها هيرودوت، وقال عنها إنها الإقليم رقم 12من أقاليم الوجه البحري ولكن آثار هذا المعبد تم تجميعها بالمقر الإداري بتفتيش سمنود وذلك بسبب هدمه بفعل العوامل الجوية والمياه الجوفية، وأعاد ترميمه وافتتاحه وزير الآثار في العام الجارى.
نقل التابوت