بأسماء ستة وثلاثة جنسيات مزورة بينها المصرية ، تمكن الشاب التونسى أنيس العامرى، (24 عاماً) من التسلل إلى الأراضى الألمانية بعد رحلة شملت العديد من المحطات بينها روما، حمل خلالها أفكار تنظيم داعش وأهدافه، وخطط للعديد من العمليات الإرهابية التى لم تعرف طريقها للتنفيذ قبل أن يتمكن قبل أيام من ارتكاب حادث الدهس فى العاصمة برلين.
حادث-الدهس-فى-ألمانيا
العامرى مازال هاربا
تواصل السلطات الألمانية تحقيقاتها فى حادث الدهس، بعدما تمكن "العامرى" من الفرار، حيث توصلت إلى معلومات جديدة، من بينها أن الشاب التونسى كان يستخدم بطاقات هوية مختلفة من بينها المصرية واللبنانية والإيطالية. وقال وزير داخلية ولاية شمال الراين وستفاليا، رالف يجير، أن السلطات التونسية نفت فى وقت سابق أن العامرى مواطن تونسى إلا أنها عادت وأكدت الأمر وأرسلت الوثائق المطلوبة إلى ألمانيا.
وأوضح المسئول الألمانى أن المتهم سبق الاشتباه به فى التخطيط لارتكاب أعمال إرهابية، وتم اخلاء سبيله الشهر الماضى، ووضع تحت المراقبة إلا أنه تمكن من الفرار وارتكب جريمته الأخيرة.
فيما قالت مصادر إعلامية ألمانية إن المتهم قريب من التيار السلفى، بحسب ما نشرته صحيفة "بيلد" الألمانية وحاول تجنيد آخرين لتنفيذ اعتداءات وهجمات إرهابية قبل عدة أشهر.
وفى إطار التحقيقات فى حادث برلين المأسوى، أصدرت السلطات الألمانية مذكرة اعتقال أوروبية ضد التونسى "أنيس العامرى" البالغ من العمر 24 عام والذى توجه إلى أوروبا فى عام 2011 بطرق غير شرعية، كما أعلنت الشرطة عن مكافأة قدرت بـ100 ألف يورو لمن يدلى بمعلومات عن المتهم الهارب.
وتوجه العامرى إلى إيطاليا فى عام 2012 ومكث هناك نحو 3 سنوات، ثم انتقل بعدها إلى ألمانيا حيث حاول الحصول على حق اللجوء، لكنه تلقى رفضا فى شهر يونيو الماضى، وكان من المقرر ترحيله لكن منع ذلك عدم حمله لأى أوراق تونسية، وتشكك السلطات التونسية من حقيقة انتمائه إلى تونس.
وأدين انيس العامرى فى تونس بتنفيذ عمليات سرقة بالإكراه واستخدام العنف، وتم الحكم عليه غيابياً بالسجن لمدة خمس سنوات، وفى إيطاليا، اتهمته السلطات بحرق مدرسة، ووقعت عليه عقوبة بالسجن لـ3 سنوات حسب تصريحات سلطات الأمن الألمانية.
أبو-بكر-البغدادى
العامرى على صلة بداعية عراقى مقيم فى ألمانيا
وتطرقت سلطات الأمن الألمانية إلى العلاقة التى جمعت بين العامرى و"أبو ولاء"، وهو داعية عراقى يقيم فى ألمانيا معروف بتوجهاته المتطرفة، ودعمه المكشوف لتنظيم داعش المسلح، وقد ألقى القبض عليه فى شهر نوفمبر الماضى بتهمة تجنيد متطوعين للتنظيم الإرهابى داعش.
وكشفت التحقيقات أن الشاب التونسى أقام كزميل سكن لشاب أخر يدعى "بوبان" الذى عرف بصلاته أيضا مع الداعية العراقى "أبو ولاء".
وتتوقع وسائل الإعلام العالمية نقلا عن خبراء أن تواجه المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل" العديد من المتاعب السياسية بعد قرارها بفتح حدود بلدها للاجئين فى نهاية عام 2015، وهو الوقت الذى شهد دخول التونسى العامرى إلى ألمانيا، ومحاولة طلب اللجوء الذى رفض لاحقا.
وأعلنت الشرطة الألمانية، صباح الأربعاء، العثور على أوراق رسمية خاصة بسائق الشاحنة المنفذ لهجوم برلين، الذى وقع مساء الاثنين، وبناء عليها تبين أنه تونسى الجنسية، إسلامى متطرف، ويبلغ 21 عاما.
ميركل
ومن ناحية أخرى قال عبد القادر العامرى، شقيق المتهم أنيس لوكالة فرانس برس، "عندما رأيت صورة أخى فى وسائل الإعلام لم أصدق عينى، أنا مصدوم ولا أستطيع تصديق أنه من ارتكب هذه الجريمة"، وأكمل، " إذا اتضح أنه مذنب فإنه يستحق كل الإدانات. نحن نرفض الإرهاب والإرهابيين وليس لنا أى علاقة مع الإرهابيين"، فيما قالت شقيقته، "لم نحس أبدا أن هناك شيء غير عادى. كان يتصل بنا عبر فيس بوك وكان دائما مبتسما وفرحا".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة