الصدفة تخترق الخوف أحياناً..والصدمة تقود إلى النجاح فى كثير من الأوقات، من هنا بدأت حكاية الأستاذ كامل بدوى مع الثعابين، التى جمعه اللقاء الأول بها وهو فى الثامنة من عمره بمكان نشأته بمكة المكرمة، ليتعرف من خلالها على أول صفات الثعابين، ويقرر أن يفنى عمره وهو يبحث عن علاقة جديدة بين الأشخاص والثعابين بعيدة عن الخوف والاعتقادات الخاطئة.
بشغف مدعوم بالعلم والبحث استطاع الكهل الخمسينى كامل بدوى أن يؤلف أكبر موسوعة بالعالم العربى عن الثعابين، الذى عاشرهم عن قرب بعد أن قرر تربية عدد من الثعابين فى منزله، ليستطيع أن يكتشف ويحلل سلوكياتهم، ثم هام بهم وقرر أن يكتشف حقيقة خوف الناس منهم، بناءً على تحليل الشخصية من خط اليد وفقاً للجزء الخاص بأنماط الشخصية التى درسها بعلم النفس، على الرغم من عمله الأساسى كمهندس بيئة بوطنه بالمملكة العربية السعودية.
الأستاذ كامل مع أحد الثعابين
"قتلت تعبان وانا عندى 8 سنين، واتفاجئت بوليفه على رقبتى بعدها بيومين" هكذا بدأ الأستاذ كامل حديثه عن علاقته مع الثعابين التى بدأت وهو فى الثامنة من عمره، إذ تتواجد الثعابين بشكل طبيعى بمكة المكرمة لوجود مساحة كبيرة من الصحراء، مؤكداً إنه قام بضرب الثعبان بـ"طوبة" على رأسه حتى مات، وأضاف "بعد يومين طرقت باب المنزل، فوجدت ثعبان يقفز ويلف على رقبتى لم أستطع فعل شىء، سوى أن أنزعه من على رقبتى سريعاً وأهرب بعيداً عن المنزل، حتى أخبر الناس بعدها أهلى أن وليفه عاد لينتقم منى".
الأستاذ كامل بدوى
وتابع قصة كهذه ظلت محفورة بعقلى، وجعلت لدى رغبة فى التعرف على هذا العالم الغريب، وعندما بلغت 14 عام قمت باصطياد عدد من الثعابين لتربيتهم بمنزلى، وأضاف "ظللت أراقب سلوكياتهم وأقرأ كثيراً فى الكتب واتجهت إلى البحث على الإنترنت حتى استطعت بعد 20 سنة من هذه الحادثة وتحديداً عام 1996 أن أؤلف موسوعة عن الثعابين هى الوحيدة فى العالم العربى التى تحتوى على كل هذه المعلومات عن الثعابين، من أهمها طرق دفاع الثعبان عن نفسه، بالإضافة إلى دخوله موسوعة جينيس عن أطول برنامج وثائقى يحصل على نسبة مشاهدة عن الثعابين".
التحكم فى الثعابين
"الناس اللى بتخوف الثعبان..هو بس بيدافع عن نفسه" بهذه الكلمات وصف الأستاذ كامل علاقة الأشخاص بالثعابين، مشيراً إلى أن الثعبان غير ضار لأنه يدافع عن نفسه من تصرفات الأشخاص المفاجئة، وأضاف "الثعبان يفعل أشياء كثيرة غير العض، مثل الشكل المكور أو بخ الدم، بخ السم" لأنه يخشى الحركات المفاجئة للأشخاص، وقمت بالسفر إلى عدد من البلاد لدراسة أحوال الثعابين والتعرف على أكثر من نوع ومن أهم البلاد التى ذهبت لها أمريكا، السودان، النيجر، نيجريا، دول جنوب شرق آسيا، ودول العالم العربى".
أحد ثعابين الأستاذ كامل
وعن تشابه مهنته مع مهنة "الرفاعى" قال "الرفاعى يستخدم الطريقة السوقية للتعامل مع الثعابين، لكنى أعتمد على العلم والاستكشاف، وهدفى الأساسى تغيير معتقدات الأشخاص ومفاهيمهم الخاطئة عن الثعابين فهم ليسوا برموز للفقر فى المنزل أو كائنات مضرة، هى كائنات لا تسمع ولا تتكلم لكن تُلاحظ من سلوكياتها فقط، ولن تؤذى شخص مادام هو لم يضرها".