فرانز بيكنباور أعظم من لعب كرة القدم فى تاريخ ألمانيا وواحد من أهم لاعبى الكرة فى التاريخ، على مدى أكثر من خمسين عاما عاش القيصر فى الأضواء المبهرة، لاعبا ومدربا وإداريا ومحللا كرويا. والآن أعلن انسحابه من عالم الأضواء. مع اقتراب عام 2016 من أيامه الأخيرة.
أعلن قيصر كرة القدم الألمانية فرانز بيكنباور (71 عاما) أنه سيتوقف عن كتابة عموده بصحيفة بيلد، الذي يكتبه منذ 34 عاما. وفى الوقت نفسه كسر صمته بشأن اتهامات بتقديم رشى من أجل حصول ألمانيا على حق تنظيم مونديال 2006، الذى كان يرأس اللجنة المنظمة له.
ونفى القيصر الاتهامات، التى أساءت إلى صورته وصورة تلك البطولة، التى كانت حدثا مهما في حياة الألمان، الذين أطلقوا عليها اسم "أسطورة صيف"، من كثرة إعجابهم بها، فقد أظهرت ألمانيا بلدا مضيافا فى أفضل صورة.
كانت الأضواء قد انسحبت بالفعل عن بيكنباور قبل عاموده الأخير فى بيلد. وانزوى الرجل إلى الظل، بعدما بدأت النيابة السويسرية فى تحقيقات بشأن تهم الرشوة. غير أن الرئيس الشرفى لبايرن ميونيخ عاد للظهور مجددا فى العشاء الخاص بعيد الميلاد (الكريسماس)، الذى أقامه نادى بايرن ميونيخ، ليلقى ترحيبا كبيرا داخل بيته، بايرن.
وكتب أولي هونيس فى عدد هذا الأسبوع من مجلة كيكر يطالب بإقامة نصب تذكارى لبيكنباور بدلا من توجيه سهام النقد إليه وقال: "كلنا استفدنا (من مونديال 2006)، البلد، والأندية، والسياسة، والمجتمع. أما من يحمل الآلام فهو فرانز بيكنباور، الرجل، الذى ندين له بكل هذه الذكريات الرائعة والنتائج الإيجابية."
وأضاف أولي هونيس رفيق بكنباور حينما كان يلعبان سوية فى بايرن والمنتخب الألمانى، ثم يديران سوية شؤون بايرن ميونيخ الإدارية: "فى الواقع يجب على المرء أن يضع إكليلا من الزهور على رأس بيكنباور أو حتى كان من المفروض منذ فترة أن يصنع له نصب تذكارى."
التقدير الكبير لا يمنع من المسائلة
أما رومينجه فقال إن بايرن لن يشك أبدا في بكنباور "بالنسبة لي شخصيا كان فرانز دوما شخصا مهما وعظيما وسيبقى كذلك." وتابع رئيس مجلس إدراة بايرن ميونيخ والذي يصغر بيكنباور بعشر سنوات "تعلمت منه الكثير في مسيرتي كلاعب وحياتي كاملة. وهذا ساعدني كثيرا، ودفعنى قدما، كمحترف وكإنسان وفي وظائفي في بايرن."
ورغم تقدير الألمان لدوره الرائع في حياتهم يطالب الكثيرون بيكنباور بتوضيح ملابسات مونديال 2006، فمكانته الكبيرة يجب ألا تحصنه من المسائلة حتى تظهر العدالة. مسألة ربما لم تكن لتشغل بال الناس في دول أخرى، لو كان الأمر لديهم يتعلق بشخص مثل بكنباور.
قبل أن يختفي عن الأضواء طيلة عام 2016 تعرض بيكنباور لأقوى الضربات في عام 2015، فقد مات في يوليوابنه شتيفان، البالغ من العمر 42، ثم في أكتوبر من نفس العام نشرت مجلة "دير شبيجل" لأول مرة تتحدث عن وجود شبهة فساد في مونديال 2006، بملايين اليوروهات، ملقية على بكنباور بظلال أكبر فضيحة فساد في حياته. لتبدأ بعدها تحقيقات حول دوره في تلك الفضيحة.
والآن، وعام 2016 يودعنا، أنزوى إلى الظل الرجل الذي عاش عمره وسط الرأي العام في ألمانيا، الرجل الذي "حيثما كان يقف، كان في القمة، وكان كثيرون يريدون أن ينالهم شيء من بريقه، وحقق بعضهم مسيرة ناجحة بشكل رائع في ظل بهائه"، حسبما كتبت مجلة كيكر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة