طرح وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، رؤيته لإنهاء الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين فى خطاب له بواشنطن اليوم الأربعاء، أى بعد أيام من إخلاء الولايات المتحدة الطريق أمام قرار للأمم المتحدة يطالب بوقف بناء المستوطنات الإسرائيلية.
وقال جون كيرى، إن الدول العربية لن تطبّع العلاقات مع إسرائيل إن لم تحلّ مشكلتها مع الفلسطينيين، مضيفاً: "نحن الإدارة الأمريكية الوحيدة التى عارضت كل القرارات الدولية الموجهة ضد إسرائيل باستثناء القرار الأخير".
وأضاف وزير الخارجية الأمريكى، خلال مؤتمر صحفى، أن إسرائيل لديها علاقة تاريخية قوية بمدنها التاريخية، لكن هذا القرار لا يتطرق للحل النهائى وحل مسألة القدس وغيرها، وتابع "لكن موقفنا نحن بأننا نرفض من يقول بأن الولايات المتحدة هى من قاد ذلك القرار"، موضحاً: "المصريون والفلسطينيون قد أوضحوا لمدة طويلة لنا جميعا ولكل المجتمع الدولى نيتهم لطرح القرار للتصويت قبل نهاية السنة، وقلنا ذلك لإسرائيل".
وتابع: "لقد كُتب من قبل مصر، ومصر هى التى قدمته والتى هى صديق لإسرائيل وذلك بالتعاون مع الأردن وغيرها، وأوضحنا ذلك المساء لكل من كانوا بمجلس الأمن أنه لو كان القرار متوازنا وأشار للتحريض والإرهاب فإننا يمكن ألا نعرقل القرار ولا نقف فى وجهه، ودائماً يحدث هذا الأمر فى مجلس الأمن".
نتنياهو يدعم على الملأ لحل الدولتين لكن حكومته المتشددة تقوض ذلك
وأكد وزير الخارجية الأمريكى، أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو يدعم حل الدولتين على الملأ، لكن تحالفه وحكومته هى الأكثر تشدداً فى تاريخ إسرائيل، والأكثر التزاماً بالمستوطنات من أى حكومة إسرائيلية أخرى فى التاريخ، وكل هذا يقود إلى التعارض، وإلى حل "دولة واحدة فقط".
وأشار إلى أن إسرائيل تزيد وتقوى سيطرتها على أغلب المناطق فى الضفة الغربية لمصالحها فقط، ويحاولون أن يغيروا المعادلة، التى تم الاتفاق عليها فى اتفاقية "أوسلو"، موضحا أن سكان غزة بحاجة إلى المساعدات الملحة، ورغم ذلك تستمر "حماس" فى تسليح نفسها وحفر الأنفاق، لافتا إلى أن الحركة ومجموعات أخرى مسؤولة عن العنف.
تصويتنا فى مجلس الأمن متفقًا مع مبادئنا ولحماية أمن إسرائيل
وأوضح كيرى، إأه خلال ولايتى إدارة أوباما التزمت الإدارة الأمريكية بأمن إسرائيل، مشيراً إلى أن حل الدولتين هو الطريق الوحيد لمستقبل إسرائيل كدولة ديموقراطية، لافتا أن البعض يعتقد أن صداقة أمريكا مع دول تعنى القبول بكل السياسات حتى لو كانت تعارض سياستها، مردفاً: "أود التأكيد أن علينا الدفاع عن مصالح الولايات المتحدة".
وتابع "أخفق الإسرائيليون فى إدراك أننا لن نقف فى وجه القضاء على حل الدولتين"، مستطرداً: "نحن دائما ندافع عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها".
وأردف وزير خارجية أمريكا: "تصويتنا فى مجلس الأمن جاء بالتوافق مع مبادئنا ولحماية أمن إسرائيل"، مؤكداً أن نصف المساعدات الخارجية الأمريكية تم تقديمها لإسرائيل.
ولفت كيرى إلى أن سياسة الأمر الواقع تقضى على حل الدولتين وتجعل الاحتلال مستمرًا، مشيراً إلى أن حل الدولتين أصبح الآن على المحك بسبب العنف والتحريض والاحتلال والاستيطان.
المستوطنات تهدد قيام الدولة الفلسطينية وبقاء إسرائيل نفسها
وقال كيرى، إن الفلسطينيين والإسرائيليين عليهم القبول بحدود 1967 لحل الدولتين، لاسيما أن المستوطنات تهدد قيام الدولة الفلسطينية وكذلك بقاء إسرائيل نفسها.
وأضاف كيرى، أن المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية فشلت بسبب انعدام الثقة بين الطرفين، مشددا على ضرورة أن تكون الدولة الفلسطينية متصلة بالأراضى، وأن يحصل اللاجئون الفلسطينيون على تعويضات.
وشدد على ضرورة إنهاء النزاع وتطبيع العلاقات فى المنطقة وفقا لاتفاقية السلام، كما يجب التوصل إلى قرار بشأن القدس بما يلبى احتياجات الطرفين.
إسرائيل دمرت مئات المنازل الفلسطينية بالضفة الغربية
واعترف وزير الخارجية الأمريكى، بأن مئات الفلسطينيين لم يستطيعوا الحصول على تراخيص للبناء فى المنطقة "ج" بالضفة الغربية بسبب المستوطنات الإسرائيلية، مشيرا إلى تدمير معظم البنايات الفلسطينية من قبل الإسرائيليين.
وأضاف كيرى، أن هناك أكثر من 1200 فلسطينى بينهم المئات من الأطفال تم تدمير منازلهم ونزحوا فى 2015، نظرا لأن هناك أشخاص يظنون أنهم يؤمنون بدولة واحدة فقط وهى "إسرائيل الكبرى"، كما أن أحد الأحزاب قال عقب الانتخابات الأمريكية، إن فترة حل الدولتين قد انتهت، فضلا عن معارضة العديد من الأحزاب الإسرائيلية الأخرى قيام الدولة الفلسطينية، وأعلنوا عن قيام مستوطنات جديدة بالضفة الغربية وغيرها من المشروعات الأخرى.
وأشار إلى أن 2 مليون و750 ألف شخص يعيشون تحت الاحتلال الإسرائيلى فى الضفة الغربية معظمهم فى المناطق "أ" و "ب"، وليس لديهم حرية التحرك بين القرى وغيرها دون الحصول على تراخيص من الإسرائيليين، مضيفا "حال وجود دولة واحدة فقط سيكون هناك الملايين من الفلسطينيين يعيشون فى مناطق محصورة ومحاصرة وليس لديهم أى حقوق سياسية أو نقل ومدارس ودائما سيكونون فى ظل احتلال ولا يحظون بالحرية الأساسية أو أى عدالة".
المستوطنات الإسرائيلية على الأراضى الفلسطينية انتهاك للقانون الدولى
وقال وزير الخارجية الأمريكى، إن المستوطنات الإسرائيلية على الأراضى الفلسطينية انتهاك للقانون الدولى، وإن لم يكن هناك اتفاق بين الطرفين فستكون عائقًا وهو ما يعتبر مشكلة بالنسبة للتواصل بين المناطق الفلسطينية.
وأضاف "كيرى"، أن هناك 80 مستوطنة فى شرق الحاجز، والعديد منهم يجعلون إقامة دولة فلسطين مستحيلة، مشيرا إلى أنه ليس هناك أحد يفكر فى السلام، ويمكن أن يتجاهل جدية خطورة تلك المستوطنات على عملية السلام.
وأوضح وزير الخارجية الأمريكى، أن الاتجاهات تشير إلى أن هناك جهودا كبيرة بأن إسرائيل تريد أراضى عدة من الضفة الغربية، وتمنع أى تطور فلسطينى وتنمية هناك، لاسيما فى المناطق "ج" بالضفة الغربية والتى كان من المفترض تعطى للسلطة الفلسطينية وفقا لاتفاقية "أوسلو"، لكن كل هذا قد عُلق ويعيق تنمية فلسطين.