بسبب تطعيم فاسد أصيبت إيمان مراد بشلل أطفال من صغرها، لكن هذا لم يمنعها من ممارسة الكاراتيه من فوق الكرسى المتحرك بعد سن الثلاثين، وتحلم بأن تكون أول مدربة من ذوى الاحتياجات الخاصة.
هذه النتيجة المذهلة لم تكن فقط نتيجة الإرادة القوية التى تتمتع بها إيمان، وإنما حصاد ما غرسته والدتها فيها منذ كان عمرها 6 سنوات وهى تردد لها دائمًا "مفيش حاجة اسمها إعاقة دى نعمة وميزة من ربنا"، وحين التحقت"إيمان" بالمدرسة وكانت الطفلة الوحيدة من ذوى الاحتياجات الخاصة كانت كانت والدتها تحملها لتذهب المدرسة، ولكن منذ الصف الخامس الابتدائى بدأت تستخدم الكرسى المتحرك، و تشجيع والدتها و أهلها، دائما كان يشعرها أنها إنسانة طبيعية جدا ليس لديها أى مشكلة وذلك ساعدها على التكييف مع من حولها، بحسب قولها لـ"اليوم السابع".
إيمان بالحزام البرتقالى
بدأت رحلة "إيمان" مع الكاراتيه بالصدفة قبل سنتين حين اقترح أحد الأصدقائها ممن لديه إعاقة بصرية وحقق بطولة العالم فى الكاراتية، أن تلعب الرياضة نفسها فقال لها :" و الكابتن قال لى لديك قوة فى يدك لماذا لا نستغلها"، فكان حينها لديها 32 عامًا.
وتحكى إيمان "كنت محبطة جدا ازاى بنت عندها 32 سنة هتلعب رياضة كاراتية و هى تستخدم الكرسى" تقول إيمان لـ" اليوم السابع"، بدأت بالفعل من سنتين تحديدا فى نوفمبر 2014، التدريب لمدة شهر و نصف شهر ثم دخلت أول اختبار لى الذى حصلت فيه على الحزام الأصفر، فكان نقطة تحول مهم فى حياتى على الرغم من أنه كان سئ حى كان الاختبار تحت الأمطار.
إيمان بالحزام الأصفر
وبعد الاختبار طلب منى المختبر الذى لم يكن يعلم أن إعاقتى "شلل أطفال" أن اؤدى الاختبار دون الكرسى المتحرك قائلا :" أنت اديتى اداء هائل بالكرسى انا عايزة اشوفك من غير كرسى"، وهو ما قوبل برفض شديد منى لأنى مستخدمة كرسى متحرك ولا أعرف أن اتحرك بدونه، ثم قال لى "أنتى أول بنت فى الشرق الاوسط و الوطن العربى تلعب الكارتية من على الكرسى".
إيمان خلال احد الاختبارات
و تحكى إيمان أنها فى البداية لم تكن تحب لعبة الكاراتيه، ولكن بعدما شعرت بقيمة اللقب الذى أخذته وتشجيع مدربها الخاص لها، بدأت تحب اللعبة، و تبذل قصارى جهدها، من أجل تحقيق إنجاز، فكانت تسأل مدربيها عن التدريبات التى تزيد قوة يديها.
و عندما ذهبت"إيمان" نادى أخر غير الذى بدأت فيه فكان نقطة تحول أخرى فى حياتها، وكان لديها تحدى جديد، هو أنها ستلعب وسط أشخاص" ليس لديهم إعاقة".
" انا شايف فى عينك غرور، لكن مش هقول عليكى انك بطلة، هقول انك موهوبة"، هذه العبارة على لسان المدير الفنى لفريق الكاراتيه بالنادى حفرت بذهن "إيمان" حتى الآن، ولم تحبطها على العكس كانت محفزة جدا لها، وتحكى "بدأت التدريب بالنادى فطلب الممدرب الجديد أن أذهب التدريب بدون الكرسى، ولكننى رفضت".
أيمان خلال أحد العروض
وتضيف: كان يجدنى لا استطيع أن اندمج مع لاعبين، فكان يطلب منى أننا نتدرب بعيدا و نتعلم شئ جديد، فحين كنت أسأله لماذا، نتدرب بعيدا و نحن لا نتعلم شئ جديد، كان رده أنه يرانى لست مندمجة، و لكن مع مرور الوقت أصبحت أذهب التدريب ولدى تحدى أن أكون مثل باقى اللاعبين.
المفاجأة الحقيقة لـ"إيمان" طلب المدير الفنى منها أن تقدم بدورة تدريبية بنقابة المهن الرياضية حتى تصبح أول مدرب كاراتية، و بالفعل قدمت" مراد" بالدورة التدريبية" ووصفتها بأنها "تجربة حلوة جدا"، مع استمرار مدربها الخاص بتشجيعها دائما فكان يحملها المسئولية فى تكوين فريق و تدريبهم.
ايمان خلال تدريب السباحة
و خلال سنتين من بداية"إيمان" تدريب الكاراتية، حصلت على الحزام الأسود و7 ميداليات، فكانت من أمنياتها أن تلتحق بالأولمبياد ريو 2016، لكن تم تشكيل المنتخب قبل السفر بأسبوع واحد دون اختيار لأى لاعب لديه مركز على مستوى الجمهورية، ولكن هذا لم يفقدها الأمل، الآن تتدرب أكثر من 10 ساعات فى الأسبوع، بالإضافة إلى تدريب السباحة، والمشى مسافات طويلة بالكرسى المتحرك، وتذهب إلى صالة للألعاب الرياضية وتتبع نظامًا غذائيًا خاصًا لأنها تتمنى التأهل لأوولمبياد 2020.
و تحلم إيمان أن ترفع علم مصر على مستوى العالم بالإضافة إلى أن تكون أول فريق فى العالم من "مستخدمى الكراسى المتحركة"، و يدخل هذا الفريق بطولة العالم و يحقق مراكز.