على طريقتهم الخاصة يعيش أطفال شلاتين حياتهم التى لا يعرفها أهل المدينة، فبالرغم من أن مشروع التعليم أصبح واحداً من أهم المشروعات القومية للدولة، إلا أن عددا كبيرا من أطفال شلاتين يجد أن "خلوة" الشيخ ماهر لتلقى تعليمهم الأساسى، وبعيداً عن الكتب والكراريس يذهب أطفال شلاتين إلى الخلوة "باللوح الخشبى" الذى يعتبر الكتب الأساسية والخارجية لكل طفل منهم.
أطفال شلاتين
الأطفال يلهون فى الخلوة
عصا ولوح خشبى وقلم بسن مدبب يمكن أن يظهر الخطوط على الخشب، وحجرة كبيرة تفرشها الحُصر هذه هى محتويات "خلوة" الشيخ ماهر التى يجتمع فيها كل من يرغب التعلم، فتأوى من لم تسمح له ظروفه بالذهاب إلى المدرسة، ومنهم من يريد أن يزيد من ثقافته فى اللغة العربية وحفظ القرآن تحديداً، والكل يلتف حول الشيخ ماهر.
الشيخ ماهر مع الأطفال
بوجهه الذى لم تترك فيه التجاعيد مكانا إلا ووضعت عليه بصمتها، يجلس الشيخ ماهر وسط طلابه ممسكاً بعصاه، ولوحه الخشبى العريض، الذى يعرفه أهالى شلاتين جيداً، يفحص اللوح الخشبى لكل طالب فهذا هو أداته الوحيدة التى يصطحبها معه إلى الخلوة، ثم يبدأ فى مراجعة حروف الهجاء وبعدها يبدأ فى قراءة القرآن الكريم ليردد خلفه الطلاب.
لم تفرق "خلوة" الشيخ ماهر بين طفل وصبى وشاب، فالجميع يأتى دون شروط للسن، أو خبرات سابقة فى القراءة والكتابة، فالجميع يذهب إلى الخلوة فى الصباح يتلقون الدروس ويقيمون الصلوات ومن يذهبون إلى المدارس يعودون من المدرسة ثم يذهبون إلى الخلوة بعد صلاة العصر، ليجلسون مع الشيخ ماهر الذى قضى سنوات عمره كلها بين الخلاوى حتى أصبحت خلوته من أشهر "الخلاوى" فى شلاتين.
الشيخ ماهر
اللوح الخشبى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة